يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«المكش»: قطر ضالعة فيما يحدث باليمن.. والإخوان ذراعها الخبيثة

الثلاثاء 22/مايو/2018 - 05:53 م
المرجع
إسلام محمد - عدسة: نورهان محسن
طباعة
ما يراه المتابع الآن من أزمات معقدة تتصدر المشهد السياسي اليمني، ما هو إلا قمة جبل الجليد فقط، إذ عاش اليمن السعيد أزمات سابقة كانت بمثابة التراكمات الخطيرة على المستويين السياسي والاجتماعى، فضلًا عن المستوى الاقتصادي الكارثي الذي شهدت البلاد تدهوره في السنوات الأخيرة من حكم علي عبدالله صالح، قبل أن يثور الشعب عليه في صنعاء 2011.

إذ كانت تلك الممارسات السلبية السياسية، هي الحطب الذي يُلقى يوميًّا في نيران الصراعات فيؤججها ويشعلها، كما تكالب على اليمن ذوو المصالح الشخصية الضيقة، فكان بديهيًّا أن تخمد النيران على خراب تنعق فيه الغربان، وأن تنتهي لعبة المصالح بفوز الجميع، عدا اليمن وشعبه الذي مازال يعاني حتى اليوم.

ولم يسع أحد في اليمن إلى معالجة جدية لمواطن الخلل والصراعات والمصالح واتفاقات واختلافات القوى الإقليمية التي تتخذ من اليمن مسرحًا لمعاركها العسكريَّة أو السياسيَّة.

ويضع القيادي بحزب المؤتمر الوطني اليمني، أحمد المكش، أيدينا على كل تلك المواطن لتفكيك المشهد السياسي في اليمن، وإعادة تقييم كل ما فيه أطروحات مربكة، مثل ما وضع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران؟ وهل تشن الأخيرة حربًا على عقيدة الشعب اليمني بمحاولتها نشر التشيع الاثني عشري بالإكراه بين المواطنين؟ وما سبب فض الشراكة مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي، الرئيس الراحل علي عبدالله صالح؟ وغير ذلك من الأسئلة المحورية المهمة التي يُجيب عنها المكش في حواره مع «المرجع».. فإلى نص الحوار: 

* ما سر التقدم الميداني الذي أحرزه التحالف العربي والمقاومة في الفترة الأخيرة؟
يكمن سر الهزائم والتراجعات المتتالية التي تعرض لها الحوثيون خلال الفترة الماضية في عدة أسباب، أولها؛ مقتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي كان وجوده يمنحهم غطاءً سياسيًّا، ما أدى لانفضاض الناس عنهم وانسحاب عدد كبير من ضباط الحرس الجمهوري الموالين لصالح من جبهات القتال؛ إضافة إلى عدم صرف رواتب العسكريين المتأخرة. 

وما أسهم أيضًا في تغير الموقف الميداني توحد فصائل المقاومة التهامية والجنوبية والتعزية والدعم الذي تلقوه من قوات الحرس الجمهوري والتحالف العربي، ما قَوَّى مركزهم القتالي بدرجة كبيرة. 
إذن، فلماذا تأخر الحسم العسكري في الساحل الغربي حتى الآن؟ 
تأخر الحسم لعدة أسباب، أولها؛ أن الحوثيين يقاتلون كعصابات غير منظمة، فهم في حالة كر وفر وتغيير لمواقعهم، إضافة إلى الكم الهائل من الألغام الإيرانية التي زرعوها في المناطق التي فروا منها أمام زحف قوات الحرس الجمهوري والجيش الوطني والمقاومة التهامية والجنوبية، إلى جانب أن الميليشيات تتخذ المدنيين كدروع بشرية، ويتوغلون في التجمعات السكانية، ما يعيق سرعة حسم المعركة في الساحل الغربي. 

* مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث أعلن أن مباحثات السلام قد تنطلق خلال الشهر المقبل، هل تتوقعون أن تنجح تلك المباحثات في إحلال السلام باليمن؟ 
مندوب الأمم المتحدة يتآمر على اليمنيين، وهدف تلك المباحثات هو إعطاء الفرصة لقيادات الميليشيات المتورطين في جرائم الحرب بالإفلات من جرائمهم وفتح مطار صنعاء؛ ليهربوا هم وعائلاتهم، بحجة اللجوء السياسي، فآلاف اليمنيين تعرضوا للتعذيب في سجون الحوثي وكنت واحدًا منهم، والآلاف ماتوا تحت التعذيب، لذلك المفاوضات في هذا التوقيت لعبة أممية قذرة، فالمال السياسي الإيراني والقطري أفسد ضمائر الأمم المتحدة. 

* ما تأثير انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي على الحوثيين؟ 
انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بنظري سبَّب شللًا عسكريًّا وتكتيكيًّا لعملاء إيران في اليمن، فوجود إيران بالاتفاق النووي كان يعطي غطاءً سياسيًّا وعسكريًّا، فكانوا يهربون الأسلحة والصواريخ الباليستية إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، أما الآن فالأمر اختلف، فالعزلة الدولية والعقوبات والرقابة على أنشطتها في المنطقة تلجم تحركاتها بشكل كبير، ما سينعكس بالتأكيد سلبًا على الساحة اليمنية بشكل واضح.
«المكش»: قطر ضالعة
* ما حقيقة الدعم القطري للحوثيين؟ 
هذه حقيقة معروفة، فالدوحة تمولهم بالمال والمعونات الغذائية، هناك سفن معونات بكاملها ترسلها قطر لحساب الحوثي، وهي بالمناسبة أكبر ممول مالي للميليشيات أكثر من إيران نفسها، وتدفع للمنظمات الدولية حتى تغير تقاريرها عن اليمن، فمن المؤسف أن تدعم دولة عربية مسلمة المد الشيعي الإيراني، وتشارك في أذى الشعب العربي اليمني الأقرب إليها من إيران، وللأسف قطر العربية المسلمة باتت فارسية بامتياز.

* هل ترسل الدوحة دعمًا عسكريًّا للحوثيين؟
بالفعل يشتمل الدعم القطري على الأسلحة الحديثة، وتُرسَل إلى ميليشياتهم علنًا أطنان من المساعدات والأسلحة وملايين الدولارات، وللعلم هي داعمة لهم منذ سنوات لكن حاليًّا باتت أكثر وقاحة. 

وصلتنا بالأمس أخبار الاستسلام الجماعي لمقاتلي الميليشيات قرب تعز.. كيف تقرأ تلك الأخبار في ضوء معطيات المشهد الحالي؟ 
ليس كل من يقاتل مع الحوثيين يتبنى أفكارهم، بل هم أطياف شتى، ومع التقدم الذي أحرزته قوات المقاومة أعلن الكثيرون استسلامهم، وانضموا لمعسكر الشرعية، وبعضهم كانوا أطفالًا وغُرِرَ بهم، وبعضهم من العسكريين الذين انشقوا عنهم بسبب عدم صرف رواتبهم، والسكان الذين يعيشون داخل مناطق سيطرتهم لا يستطيعون إعلان معارضتهم للميليشيات، وينتظرون لحظة انتصار المقاومة لتخلصهم من رجال الحوثي.
«المكش»: قطر ضالعة
* ينفي الحوثيون دائمًا تبنيهم مخططًا لنشر التشيع الاثني عشري.. فما حقيقة الأمر؟ 
بالفعل يتبنى الحوثيون مخططًا لنشر التشيع الاثني عشري القادم من إيران بالقوة، ويلقون معارضة كبيرة من داخل الطائفة الزيديّة، فالزيود قريبون من أهل السنة، وليست لديهم أي مشكلات معهم، فالرئيس علي عبدالله صالح نفسه كان زيديًّا، لكنَّ الحوثيين ينشرون الممارسات الاثني عشرية كالصلاة على الأحجار، وغيرها من العادات الغريبة على الشعب اليمني، وينظمون دورات إجبارية بقوة السلاح؛ لتلقين موظفي الدولة المذهب الاثني عشري كل شهر لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، علي يد من يسمونهم بـ«المشرفين»، كما يُلقي محاضرون شيعةٌ من جنوب لبنان دروسًا في المذهب في محافظة صعدة، وأحيانًا في صنعاء، كما ألغوا النشيد الوطني اليمني، واستبدلوه بصيحة الصرخة التي تشتمل على ألفاظ اللعن، وألغوا سيرة سيدنا عمر بن الخطاب من المناهج التعليمية، وفصلوا مديري المدارس الذين لا يحضرون دروس المذهب، لذلك امتنع الأهالي عن إرسال أبنائهم للمدارس.

* وماذا عن تنظيمي القاعدة وداعش؟ 
تنظيم القاعدة موجود، لكن منذ انطلاق عاصفة الحزم تراجع نشاطهم عن ذي قبل، ولكنهم الآن بشرق البلاد، وتحديدًا في محافظة حضرموت تحت قيادة قاسم الريمي، ويتبعه آلاف المقاتلين، أما تنظيم داعش فلا وجود له إلَّا عبر بعض الأفراد هنا وهناك، وقليل منهم من أهل البلاد وإنما غالبيتهم من العراق وسوريا والصومال وأفارقة، والبعض من طاجيكستان وأوكرانيا، ولا يتجاوز عددهم جميعًا 240 شخصًا، ومن المعروف أنهم مخترقون من المخابرات الإيرانية.

* ما سر تغير موقف جماعة الإخوان من الحوثي؟ 
السر في المال القطري، إذ إن الحوثيين بعدما فض صالح الشراكة معهم تحالفوا مع الإخوان، لكن حزب الإصلاح الممثل للإخوان ليس له قاعدة شعبية كبيرة، فلما خسروا ثقة السعودية ارتموا في أحضان إيران والحوثيين. 

* هل تفتت حزب المؤتمر الشعبي بعد مقتل الرئيس صالح على يد الحوثيين؟ 
لقد تفتت الحزب في الحقيقة بعد الرئيس صالح، لأنه كان يعتمد على كاريزما القائد، أما القيادات الحالية فلا يوجد من يوحدهم، فابنه أحمد لن يكون بحجم أبيه، وأنا كمؤتمري لا أعول على القيادات الحالية، فالانقسامات تضرب الحزب الذي تحول إلى جبهات مختلفة، حتى قناة «اليمن اليوم» أصبحت قناتين، إحداهما تبث من القاهرة، والأخرى من الرياض.
"