يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

خاص لـ«المرجع».. بالتفاصيل.. «القاعدة» يُعيد هيكلة خلاياه العنقودية داخل مصر

الخميس 03/مايو/2018 - 12:29 ص
المرجع
وليد منصور
طباعة
بعد سنوات من تصدر المشهد، وإعلانه دولة الخلافة المزعومة منذ العام 2014 في سوريا والعراق؛ جاءت هزيمة تنظيم داعش وفقدانه أكثر من 90% من الأراضي العراقية والسورية التي كان يسيطر عليها، بمثابة الضربة التي حجَّمت من توسع وانتشار التنظيم الإرهابي، ولكنها لم تقضِ عليه.

سعى «داعش» عقب هزيمته في سوريا والعراق، بكل قوةٍ إلى العودة إلى المشهد من جديد، ووجه عناصره إلى عدد من الدول في قارتي أفريقيا وآسيا؛ ظنًّا منه أن باستطاعته تضميد جراحه، وتحقيق حلمه غير المشروع في إقامة خلافة وفقًا لمبادئ لا يقرها الإسلام أو أي دين سماوي، ولكنه مُنى بخسائر أكبر من تلك التي تكبدها في السابق، وهو الأمر الذي مهَّد الطريق لعودة تنظيم القاعدة للظهور، ومحاولة إعادة هيكلة صفوفه في العديد من دول العالم، خاصة في مصر.

عناصر جديدة
كانت مصر إحدى الدول التي سعى تنظيم القاعدة إلى الحضور فيها بقوة، وتؤكد مصادر قريبة الصلة بالمشهد الجهادي في مصر، أن تنظيم القاعدة وضع عدة أطروحات وخطط؛ بهدف إعادة استقطاب عناصر جديدة تنضم إلى صفوفه، وتُشكل في الوقت ذاته خلايا عنقودية؛ بهدف السيطرة على المشهد من جديد، ومن ثم الدخول في صراع معلن وواضح مع تنظيم داعش الإرهابي خلال المرحلة المقبلة.

وبحسب المصادر، فإن خطة تنظيم القاعدة لإعادة استقطاب العناصر الجديدة في مصر، تعتمد على تدريس بعض الكتب والوثائق الجهادية الخاصة بالمرجعيات الشرعية والفكرية للتنظيمات الجهادية، أمثال أبي محمد المقدسي، وأبو قتادة الفلسطيني.

وأشارت المصادر، إلى أن تنظيم القاعدة انتهج خطة لاستقطاب الشباب، تتمثل في مطالبته أنصاره في مصر بضرورة بثِّ كلمات وخطب المجاهدين، أو ما يُطلق عليه « نشر أخبار الساحات الجهادية»، وكذلك الاشتراك في القنوات الرسمية للمجاهدين، وإعادة مشاركة المنشورات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت المصادر، أن تنظيم القاعدة وجَّه عناصره من الشباب بضرورة متابعة كتابات العديد من الشخصيات التي تتبنى فكر التنظيم، وعلى رأسهم: عمر رفاعي سرور، وأبوعمر المهاجر، وكذلك ضرورة التسجيل في الشبكات المزكاة والرسمية لتنظيم القاعدة مثل: شبكة الفداء الإسلامية.

وأوضحت ، أن الكثير من العناصر المنشقة عن تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، تواصلت مع قيادات تنظيم القاعدة من أجل الانضمام إليهم؛ مؤكدًا أن تنظيم القاعدة يسعى خلال هذه الفترة إلى استجماع قوته، وتجنيد عناصر جديدة، كما أنه يتبنى خطة خداع استراتيجية تتمثل في عدم القيام بأي عملية إرهابية سواء في أوروبا أو أمريكا أو غيرها، حتى لا يلفت إليه الأنظار من أجل استعادة بريقه القديم الذي كان يتمتع به قبل ظهور داعش.

أبو محمد المقدسي
ويُعد «أبومحمد المقدسي»، المولود بمدينة نابلس الفلسطينية عام 1959، من أهم منظري تيار السلفية الجهادية، وأحد المؤسسين للسلفية الجهادية، وقد عاش فترة بدولة الكويت، وفشل في استكمال دراسته الجامعية في المملكة العربية السعودية بعد مراسلة ابن باز -رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية- وانضم في تلك الفترة إلى التيار السروري قبل أن يختلف معهم.

ذهب «المقدسي» إلى باكستان وأفغانستان في منتصف الثمانينيات بعد فتح الباب للشباب الإسلامي للجهاد في أفغانستان من قبل السعودية وباكستان، وانضم إلى معسكر عبدالله عزام -أحد أهم عناصر الجهاد في أفغانستان- قبل أن يختلف معهم ويتركهم.

أصبح مسؤولًا شرعيًّا عن معسكر جهاد في ولاية «خوست» شمال شرق أفغانستان، والتقى هناك بـ«عمر عبدالرحمن» -الأب الروحي للجماعة الإسلامية في مصر- وأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، وفي عام 1992 عاد إلى الأردن، واعتقل بها على فترات متباعدة، وهناك نشر فكره بشكل موسع، وألف عدة كتب، تبنى فيها الأفكار التكفيرية، ومن أهم مؤلفاته: «ملة إبراهيم»، وهو أهم كتاب يرسخ الفكر السلفي الجهادي.

أبو قتادة الفلسطيني
أما أبوقتادة الفلسطيني، فهو من أهم الشخصيات التي يدعو تنظيم القاعدة إلى دراسة كتبه في مصر، وقد بدأ حياته في جماعة التبليغ والدعوة، ثم ذهب إلى أفغانستان نهاية الحرب الروسية الأفغانية عام 1991، عن طريق مدينة «بيشاور» الباكستانية، ومنها هاجر إلى بريطانيا، وحصل على حقِّ اللجوء السياسي، وكان يطلق عليه في أوروبا «أمير القاعدة» و«ممثل بن لادن».

أشرف «أبوقتادة» على إصدار عدد من المجلات منها: الفجر، والمنهاج؛ كما أصدر كتابًا ينظر فيه ويؤسس للحركة السلفية الجهادية، ويصنف هذا الكتاب ضمن أقوى ما كُتب في التعريف بالحركة السلفية الجهادية، وله أيضًا كتب أخرى، منها: «الرد الأثري المفيد على البيجوري في شرح جوهرة التوحيد»، و«حكم الخطباء والمشايخ الذين دخلوا في نصرة الطاغوت»، و«معالم الطائفة المنصورة».

عمر رفاعي سرور
وفيما يتعلق بـ«عمر رفاعي سرور»؛ فهو من أهم الشخصيات التي يعتمد عليها تنظيم القاعدة في تجنيد المصريين، وذكره عبدالرحيم المسماري، العنصر الإرهابي الذي قُبض عليه في حادث الواحات، والذي راح ضحيته أكثر من 16 ضابطًا ومجندًا من قوات الشرطة المصرية، ويعتمد عليه تنظيم القاعدة في تجنيد عناصر جديدة له.

ويتولى «سرور»، تأهيل الشباب وفقًا لأفكار تنظيم القاعدة، ويعتبر الصديق المقرب لـ«هشام عشماوي» -مؤسس جماعة المرابطين، والمستقر حاليًّا في مدينة «درنة» الليبية، ويعمل مع كتيبة شهداء أبوسليم التابعة لتنظيم القاعدة، كما يشغل منصب القاضي الشرعي للتنظيم في ليبيا.

والده رفاعي سرور، هو شيخ السلفية الجهادية بالقاهرة، ومن أهم المنظرين للتيار الجهادي في مصر، وله العديد من المؤلفات المتضمنة على الفكر التكفيري، ومن أبرزها: «التصور السياسي للحركة الإسلامية»، و«عندما ترعى الذئاب الغنم».

أبوعمر المهاجر
أما «أبوعمر المهاجر»؛ فهو الاسم الحركي لـ«هشام»، المطلوب الأمني الأول في مصر، والذي يدير غرفة معسكر «درنة» الليبية؛ بهدف شنِّ عمليات مسلحة داخل الأراضي المصرية.

ويعتبر تنظيم القاعدة «أبوعمر المهاجر»، رأس الحربة لتنفيذ عمليات إرهابية عنيفة ضد الجيش والشرطة المصرية، وانضم «المهاجر» إلى تنظيم بيت المقدس لفترة قصيرة، ولكنه اختلف معهم وذهب إلى ليبيا، وهناك انضم إلى تنظيم القاعدة، وشكَّل مجموعة إرهابية تضم الضباط المفصولين.

اتهم «أبوعمر المهاجر»، بمحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية المصري السابق، كما اتهم بالتدبير لعملية الفرافرة الإرهابية، التي راح ضحيتها 22 مجندًا من القوات المسلحة المصرية، كما اتهم أيضًا بالضلوع في قضية «عرب شركس».
"