يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

رسالة سرية للقاعدة تكشف مسؤولية «داعش» عن مذبحة الروضة

الإثنين 09/أبريل/2018 - 03:42 م
مذبحة الروضة-صورة
مذبحة الروضة-صورة ارشيفية
رحمة محمود
طباعة
حصل «المرجع» على رسالة سرِّية مُسربة من محادثات لبعض العناصر التابعة لتنظيم القاعدة، التي كشفت أسباب الخلاف، واستمرار الاقتتال بين تنظيمي «جند الإسلام» -أحد التنظيمات الموالية للقاعدة في شمال سيناء- و«داعش» في سيناء.
وأكدت الرسالة أن الإغراءات المالية التي قدمها أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، وتوفيره للدعم اللوجستي والتسليح، جعلت «أنصار بيت المقدس» يعلنون البيعة لـ«البغدادي»؛ ما أحدث انشقاقًا بين الموالين للقاعدة وداعش.
وقالت الرسالة إنه منذ الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، تحالفت 19 جماعة جهادية في سيناء، وشكّلوا ما يُعرف بـ«تنظيم أنصار بيت المقدس»، واختاروا سرًّا «أبوأسامة المصري» أميرًا للتنظيم، وأعلنوا ولاءهم للقاعدة بزعامة أيمن الظواهري.
وأوضحت الرسالة أنه بعد ذياع صيت «داعش» في سوريا والعراق، وقدرته على الاستيلاء على مساحات شاسعة في البلدين، وقدراته القتالية العالية، دبت الفتنة بين عناصر داعش في سيناء، خاصة بعد عرض «البغدادي» إغراءات مالية على «أبوأسامة المصري»، فمحت بيعة القاعدة، واستحدثت بيعة البغدادي.
وأشارت الرسالة إلى أنه كعادة الفروع التابعة لـ«البغدادي»، لا يقبل بشريك يدفع معه «الصائل»، حتى لو كان فكره جهاديًّا سلفيًّا مثله؛ حيث يرى «البغدادي» نفسه، كما سوّل له الشيطان أنه: «الحق المطلق الذي لا بعده إسلام ولا جهاد». 
وأكدت الرسالة أنه حين نكث تنظيم أنصار بيت المقدس البيعة للقاعدة، رفضت الفروع القاعدية المنضوية إليه فك الارتباط بـ«الظواهري»، وانشق عنه جند الإسلام، فسرعان ما أعاد تنظيم «بيت المقدس» ترتيب صفوفه، وعرض على «أبوعمر المهاجر» (هشام عشماوي، ضابط مفصول من الجيش المصري، وأمير جماعة «المرابطون» في مصر)، اتفاقية قتال مشترك ضد الجيش المصري، ولكن «أبوعمر» رفض العرض، فسارع تنظيم البغدادي في سيناء بتكفيره، واستحلال دمه. 
ولفتت الرسالة إلى أن بروز نجم «جند الإسلام» في سيناء، جاء بعد تفجير مبنى المخابرات الحربية برفح في 12 سبتمبر 2013؛ ما زاد الغضب في نفوس أنصار «البغدادي»، وجعلهم يشعرون أن البِساط ينسحب من تحت أقدامهم بوجود تنظيم آخر منافس لهم، فشن أنصار التنظيم حملة اعتقالات مُوَسّعة على عناصر «جند الإسلام»، واستولوا على سلاحهم وأموالهم عام 2014.
ونبهت الرسالة إلى أنّ الحملة التي شنّها أنصار البغدادي، جعلت «جند الإسلام» يخدع «داعش سيناء»، ويُعلن له أنهم عادوا لصفوف التنظيم، وبايعوا البغدادي، ثم سرعان ما أعادوا ترتيب صفوف عناصرهم، وظهروا بشكل قوي في إصدار بعنوان «وأعدوا» في أكتوبر 2015؛ ما جعل «داعش سيناء» ينقلب مرة أخرى، ويقف بالمرصاد لعناصر «جند الإسلام»، ولكن هذه المرة حسب ما كشفت الرسالة، كانت العناصر القاعدية قد اتخذت كل احتياطاتها، وتصدوا لهجمات عناصر البغدادي.
ورأت الرسالة أن وقوف «جند الإسلام» في وجه الدواعش، جعلهم يدركون أن الفصائل القاعدية ليست هيِّنة، ولن تقبل بغير قناعاتها، مشيرةً إلى أن غلو تكفير التنظيم وتصرفاته الهوجاء، نفّرت منه العديد من العناصر، وكانت الطامة الكبرى التي قسمت الدواعش، هي ارتكابهم مجزرة الروضة، التي راح ضحيتها أكثر من 300 مصلٍّ من عوامّ المسلمين في منطقة بئر العبد بوسط سيناء في 24 نوفمبر 2017.
وأكدت الرسالة أن «جند الإسلام»، استطاع توثيق ارتكاب الدواعش لمجزرة الروضة، عن طريق القبضات اللاسلكية التابعة لهم، ووثقوا هذا الأمر، في الإصدار الأخير الذي أعلنه التنظيم بعنوان «معذرة إلى ربكم» في 25 يناير 2018، واستعرض فيه شهادة تفصيلية لأحد العناصر المنشقة عن تنظيم داعش، الذي أكد فيه أنّ التنظيم نفّذ مذبحة مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، فضلًا عن قتل التنظيم أحد عناصره «روسي الجنسية»، بعد معارضته لأفعال التنظيم، وكذلك قتل أحد قيادات التنظيم، ويُدعى «موسى أبوزماط»؛ بتهمة التعاون مع حركة حماس في منطقة غزة.
يُشار إلى أن «جند الإسلام»، ظهر رسميًّا وبدأ يستعيد نشاطه عقب ثورة 25 يناير 2011؛ حيث انضمت بقايا جماعة التوحيد والجهاد إلى تنظيم ما يُعرف بـ «أصحاب الرايات السوداء»، وشكلوا التنظيم.

الكلمات المفتاحية

"