ad a b
ad ad ad

«المنطقة الآمنة» في سوريا.. حماية الإرهابيين على الطريقة التركية

الإثنين 26/أغسطس/2019 - 12:21 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

بدأت اللجنة «التركية - الأمريكية» العمل بشأن إقامة منطقة آمنة شمالي شرق سوريا - بحسب تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار- السبت 24 أغسطس 2019.


وعلى عكس محاولات تركيا لترويج فكرة المنطقة الآمنة في إدلب شمال غربي سوريا، إلا أن ما يحدث ينم على خلاف ذلك تمامًا، فالتنفيذ كان للشق الأمريكي وليس التركي، وأتى المشهد وفق التصور الأمريكي بما أكد خضوع أنقرة تمامًا لرغبات واشنطن وتصوارتها.

«المنطقة الآمنة»

المنطقة الآمنة في سوريا

بعد الاتفاق بين أمريكا وتركيا على إنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية التركية في منطقة كوباني وعفرين مرورًا بجرابلس، والتي تقع في ريف حلب، تم وضع الخطوط العريضة لإنشاء المنطقة خلال شهر يوليو الماضي، ولكن تستمر المفاوضات بين الطرفين، إلا أنه كثرت العراقيل، فهناك رغبة تركية في التوغل داخل العمق السوري بمسافة 30 كيلومترًا، وبطول 68 ميلًا على الحدود، واجهت تركيا ذلك بالرفض من قبل أمريكا ولم تقبل بذلك؛ إذ إن أمريكا لا تريد التوغل عن مساحة الـ5 كيلومترات فقط بداخل المنطقة.


وستكون المنطقة الآمنة ذات طبيعة أمنية وعسكرية، تم الاتفاق بين واشنطن وأنقرة على أن يتراوح عمقها بين 5 إلى 14 كيلومترًا، وقد اتفق الطرفان كذلك على سحب الأسلحة الثقيلة لمسافة 20 كيلومترًا، إضافةً إلى خلو المنطقة من وحدات الشعب الكردية.


وكان من شروط قبول الاتفاق، ألا تقوم أنقرة بإعادة اللاجئين السوريين من مناطق أخرى إلى هذه المنطقة، وبالطبع وافقت تركيا على الطلب، بل الأوامر الأمريكية. 

«المنطقة الآمنة»

خلافات عميقة

عانت الولايات المتحدة مع تركيا- حليفها في الناتو- معاناة كبيرة وانهيار كامل في علاقتهما، وعلى الرغم من أن تركيا والولايات المتحدة قد حظيتا بشراكة تاريخية طويلة، فهناك تصرفات زادت الوضع حدة، وأحدثت فجوة بين واشنطن وأنقرة، آخرها إصرار أنقرة على إتمام صفقة الصواريخ الروسية «إس-400»؛ ما أدى إلى تصاعد حدة التوترات بين أمريكا وتركيا، وتعد صفقة الصواريخ الروسية معضلة سياسية ليست عسكرية فقط؛ حيث تمثل هذه الصفقة الخطوة الأولى لتطوير العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة.


وبعد أعوام من خذلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في الأوضاع المتعلقة بسوريا، جاء الرئيس ترامب منتهجًا سياسة سابقه أوباما في دعم القوات الكردية في سوريا، حتى بات الأكراد حلفاء للولايات المتحدة؛ إذ قرر الرئيس الأمريكي ترامب تسليح ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية، في حين أعلنت تركيا مرارًا رفضها الدعم الأمريكي لهم، ووصل الحد إلى أن هاجمت الطائرات التركية قواعدها في شمالي شرقي سوريا وقتلت 70 مقاتلاً منهم، هذه الأفعال دفعت أنقرة للتقرب إلى روسيا، إلى أن وصلت العلاقات بينهما لدرجة سياسة واحدة في سوريا بعد سنوات من الاختلافات، وكان نتيجة ذلك تزويد روسيا لأنقرة بأنظمة دفاعية.

«المنطقة الآمنة»

تركيا بين «درع الفرات» و«غصن الزيتون»

هناك اتهامات لتركيا، بأنها لا تعير اهتمامًا تجاه القضية السورية، ووُصمت سياستها بالتأخر، إلا أن مثلت عملية درع الفرات عام 2016، فارق بالغ الأهمية، وكانت ردًّا على الاتهامات التي اتهمت بها، فكان ذلك أول تدخل عسكري خارج حدود تركيا منذ عملية السلام بقبرص عام 1974، لكنها لم تكن الوحيدة، فتبعتها عملية غصن الزيتون عام 2018 في عفرين.


وكان هدف عملية درع الفرات، هو مكافحة تنظيم «داعش» والمنظمات الأخرى، الأمر الذي جعل لتركيا الشرعية الكاملة على الساحة الدولية، بينما نفذت عملية غصن الزيتون لمواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي، ودخلت تركيا حرب عفرين؛ للقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية؛ ما أدى لنزوح ما يزيد على 100 ألف كردي من عفرين، وبالتوازي مع الحملة العسكرية عبأت السلطات الإعلام والخطاب الديني وراء القرار.

«المنطقة الآمنة»

اتفاقية أضنة 1998

اتفاقية بين سوريا وتركيا، نصت على تسليم الأكراد كافة، وعدم السماح لأي نشاط يحدث على أراضيها؛ بهدف الإضرار بأمن واستقرار تركيا، وعدم سماح سوريا بتوريد الأسلحة والمواد اللوجستية، والدعم المالي والترويجي لأنشطة حزب العمال الكردستاني، الذي صُنف من قبل القوات السورية كمنظمة إرهابية، وحظرت نشاطه وما يتبعه من منظمات على الأراضي السورية.


ويعتبر الأكراد أهم حليف للولايات المتحدة على الأراضي السورية، فبعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، أصبح الأكراد الحليف الوحيد المسيطر على النفط في المنطقة؛ إذ إن حقل الرميلان  ينتج 160 ألف برميل يوميًّا، قبل الحرب التي تواجهها سوريا منذ عام 2011، وانخفض إنتاجه اليومي إلى 38 ألف برميل، كما أن حقل الجبسة انخفض إنتاجه إلى 12 ألف برميل، بعدما أن ينتج قبل الحرب أكثر من 30 ألف برميل.


ويذكر أن إنتاج الحكومة السورية من النفط والغاز من الحقول الواقعة تحت سيطرتها كان ضئيلًا خلال سنوات الحرب، ثم وصل إلى أكثر من 22 ألف برميل نفط يوميًّا، وأكثر من 16.5 مليون متر مكعب من الغاز يوميًّا.

 

معركة إدلب

في آخر التطورات الواقعة في إدلب، ودخول الحملات المسلحة التابعة لتركيا سوريا «خان شيخون»، استهدف فيها رتل عسكري تركي في 19 أغسطس، محمل بالذخائر 25 آلية عسكرية بإدلب، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تتوغل فيها القوات السورية الأراضي، بعد أن فقدت السيطرة عليها عام 2014.


وكان الرتل التركي متوجهًا إلى منطقة مورك السورية التابعة لمحافظة إدلب، وذلك وفقًا لبيان صادر عن وزراة الدفاع التركية في وقتٍ سابق.


وقالت الوزارة: إن الرتل كان يتكون من مجوعة من القوات المشاركة في نقاط مراقبة اتفاق المدن الخمسة، وهو اتفاق ينص على التهدئة ووقف العمليات العسكرية في الشمال السوري.


وبموجب اتفاق إدلب تم الاتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح، وبحجة الاتفاق أقحمت أنقرة مدراعتها إلى الأراضي السورية، مصرةً على اقتطاع المنطقة الآمنة، وأنشأت عددًا من نقاط المراقبة في الشمال السوري بالتعاون مع عدد من الفصائل المسلحة.


وتعهدت تركيا بموجبها، بضمان انسحاب المجموعات المسلحة، بما فيها هيئة تحرير الشام من الشمال السوري .

"