تقارير

لتفادي تأثيرات «s400».. أنقرة تسابق الزمن للقيام بعملية عسكرية شمال سوريا

الخميس 25/يوليو/2019 - 11:13 ص

أحمد سامي عبدالفتاح

لا تزال أزمة المنظومة الصاروخية «إس 400» قائمة بين الولايات المتحدة وتركيا، خاصة بعد أن تسلمتها الأخيرة فعليًا من روسيا خلال الأيام الماضية .

وعملت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنشيط صادراتها العسكرية من أجل قطع الطريق على منافسيها من الروس والصينيين والأوروبيين على حد سواء، كما صرح «ترامب» بأن الولايات المتحدة لن تسمح لتركيا بشراء أكثر من 100 مقاتلة من طراز «اف 35» ردًا على شراء تركيا منظومة أس 400.

ويأمل «ترامب» في دفع تركيا لشراء المزيد من السلاح الأمريكي، بما في ذلك منظومة «باتريوت» ذاتها، وفي هذا الشأن أعلنت تركيا استعدادها للتفاوض بشأن هذا الأمر، شريطة أن تقدم الولايات المتحدة عرضًا مناسبًا.

وبالقراءة المتأنية للمشهد، يرجح لجوء الولايات المتحدة إلى تعقيد الوضع السياسي والأمني في شمال سوريا، كإجراء عقابي لتركيا، فأنقرة تسعى لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كلم لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية لأطول مسافة ممكنة، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة بشكل رئيسي، خاصة أن تركيا تطالب أن تكون المنطقة الآمنة تحت سيطرتها الكلية، ومن جانبها، ترغب الولايات المتحدة في إقامة منطقة آمنة بعمق 5 كيلو مترات فقط، وهو ما يهدد الطموح التركي على اعتبار أن هذه المساحة غير كافية لإعادة اللاجئين مرة أخرى.

ويرى مراقبون أن الرغبة التركية أصبحت ملحة للغاية لإنشاء منطقة أمنة من أجل تشجيع عودة اللاجئين مرة أخرى، خاصة بعد أن لعبت أزمتهم دورًا حاسمًا في ترجيح كفة المعارضة في انتخابات إسطنبول المحلية، لذا فيوم بعد آخر تزداد احتمالية استدعاء الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين إلى الشمال السوري، لزيادة الأمور تعقيدًا على تركيا، ما يفرض على أنقرة الجلوس إلى طاولة التفاوض مع أكثر من دولة بدلًا من الولايات المتحدة فقط.

إجراء عقابي

لا شك أن استبعاد تركيا من مشروع إنتاج المقاتلة الأمريكية "أف 35" هو أقل إجراء عقابي يمكن أن تتخذه الولايات المتحدة في الوقت الراهن، لكنه سيكون دون أثر فعلي إذا سمحت الولايات المتحدة لتركيا بشراء الطائرات في المستقبل، ورغم ذلك، فإن استبعاد تركيا من المشروع سيؤثر سلبًا على علميات الإنتاج، خاصة أن الولايات المتحدة عليها أن تبحث عن بديل.

العديد من التقارير الصحفية أشارت إلى أن الولايات المتحدة عرضت على الهند أن تتراجع عن شراء منظومة «اس 400» مقابل إدخالها في مشروع إنتاج المقاتلة "اف 35" بدلًا من تركيا، والمقصود من ذلك أن استبعاد تركيا ليس بالإجراء القوي الذي بإمكانه أن يؤثر سلبًا على علاقاتها العسكرية مع روسيا.

ادعاءات كاذبة

وحاليًا، تروج أنقرة أن استبعادها سوف يؤدي الي تأخير تسليم الطائرات المتعاقد عليها، فضلًا عن أن الاستبعاد سوف يؤدي إلى ارتفاع سعر الطائرة الواحدة نحو 8 ملايين دولار، والغرض من هذه الادعاءات يكمن في دفع الدول المشتركة في مشروع إنتاج الطائرة باتجاه الضغط الدبلوماسي على الولايات المتحدة لكي لا تستبعد تركيا.

ومن جانبه، أكد محمد حامد، الباحث المختص في الشؤون التركية أن أنقرة تسابق الزمن من أجل القيام بعملية عسكرية في شمال سوريا، لأن التأخير يعني منح المزيد من الوقت لوحدات الشعب الكردية من أجل الاستعداد لأي معركة مقبلة.

واستبعد الباحث حدوث أي توافق بين تركيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بمساحة المنطقة الآمنة، لكنه أكد في الوقت ذاته، أن تركيا ربما تقوم بعملية عسكرية محدودة مع استمرار التهديدات بتوسيع نطاق هذه العملية.