باراجواي تعلن «حزب الله» إرهابيًا وتنضم للتشكيل اللاتيني ضد إيران
قررت حكومة باراجواي تصنيف عدد من التنظيمات ذات المرجعية الراديكالية الإسلاموية على لائحة الإرهاب، وتمثلت تلك التنظيمات في «داعش»، و«القاعدة»، و«حزب الله».
بروتوكول خاص
وإزاء ذلك صرح وزير الداخلية، خوان
إرنيستو فيلامايور الإثنين 19 أغسطس 2019، أن هذا القرار الصادر من الدولة يفرض على
الأجهزة المعنية إعداد بروتوكول خاص في مجال الأمن والتدخل العسكري، بما يشمل المهام
الخاصة بأجهزة الشرطة وتكثيف مهامها إلى جانب مجال مكافحة تمويل منظمات الإرهاب الدولي
وتشديد الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية ومتابعة تحويلات النقود عبر مراكز
البلاد، مؤكدًا أن الإجراءات الأخيرة لباراجواي تتماشى مع الجهود التي تبذلها
الأمم المتحدة والدول الكبرى؛ لمحاربة انتشار الإرهاب والحفاظ على حقوق الإنساء في
جميع أنحاء العالم.
علاوةً على ذلك، أكد الوزير أن أجهزة
الاستخبارات الداخلية والأجهزة الأمنية، يجب أن تتعاون وتنسق فيما بينها لمراقبة أنشطة عصابات
الجريمة المنظمة والعابرة للقارات؛ من أجل منع تعاونهم مع الجماعات الإرهابية وإيقاف
الصفقات المشتركة بينهم والخاصة بتجارة المخدرات وتهريب العملات والمعادن النفيسة
وغيرها من التجارة المشبوهة.
كما أشار خوان إرنيستو فيلامايور إلى اهتمام دولته بفرض الأمن الكامل في منطقة الحدود الثلاثية «TBA» وهي النطاق الجغرافي المشترك مع البرازيل والأرجنتين والمعروف بكونه حلقة أمنية ضعيفة تمر من خلالها المسروقات والمخدرات؛ لتمويل القاعدة وحزب الله في لبنان.
يأتي هذا الإجراء في أعقاب الاتفاق الذي جرى في يوليو 2019 بين البرازيل وباراجواي والأرجنتين بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق خطة 3+1 التي يتم بموجبها تقديم الدعم الأمريكي لتلك الدول إلى جانب دول لاتينية أخرى مرشحة بالاشتراك لمجابهة الوجود الإيراني بالقارة وإيقاف نشاط حزب الله بداخلها ومنعه من تمويل عناصره على حساب أمن وسلامة القارة، كما تشمل الخطة اجتماعات وزارية للدول المذكورة من أجل الاشراف على الخطة والتأكد من أن منطقة «TBA» لم تعد ممر لتمويل حزب الله .
وكانت الأرجنتين قد أعلنت في 18 يوليو 2019 «حزب الله» جماعة إرهابية مع قرار بمصادرة جميع أموال وممتلكات عناصره، كما أن البرازيل أصدرت في 14 أغسطس 2019 قرار بوضع المصري «محمد إبراهيم» على لائحة «FBI» للمتهمين الأكثر طلباً وذلك على خلفية علاقته بتنظيم القاعدة، وكانت هذه الإجراءات أيضاً نتاج الخطة الموضوعة مع الولايات المتحدة.
سياسات متغيرة
كانت أمريكا اللاتينية في الماضي موضع قدم مهم لإيران ومركز لتمويل جماعة «حزب الله» وبالأخص في فترة حكم الرئيس الإيراني محمد خاتمي (1997: 2005) والتي ترافقت مع وجود هوجو تشافيز على سدة حكم فنزويلا ؛ إذ شهدت تلك الفترة تقارب فكري وإيدلوجي وسياسي بين الزعيمين تجاه عداوة الولايات المتحدة وفتح مسارات جديدة للاقتصاد والسياسات المالية بعيداً عن السطوة الأمريكية وإزعاجاً لها، وانضمت لهم دول لاتينية أخرى مثل كوبا ونيكاراجوا وغيرهم.
وأدى ذلك إلى إثراء العلاقة التجارية بين الطرفين ومنها شكلت القارة اللاتينية مركز تمويل مهم لحزب الله والأجنحة العسكرية لإيران وخصوصاً بعد الانهيار الاقتصادي الكبير لطهران جراء سياساتها العدائية في منطقة الشرق الأوسط.
ولكن الوقت الحالي يشهد تغير في السياسات من هذه الدول تجاه إيران وذراعها العسكري «حزب الله» وعن ذلك تجيب أمل مختار، الباحثة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في تصريحات للمرجع بأن القارة كانت منذ وقت قريب تحكمها أنظمة سياسية يسارية تتوافق مع إيران في مهاجمة الولايات المتحدة كما أن تلك الدول كانت تنهض اقتصادياً باستخدام مواردها الخاصة ودون الاحتياج لأموال الجانب الأمريكي.





