ad a b
ad ad ad

بالدمج والمحاكمة القانونية.. أمريكا تستقبل دواعشها العائدين من بؤر الصراع

الجمعة 02/أغسطس/2019 - 10:56 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

تحقق الولايات المتحدة الأمريكية تقدمًا في تحملها مسؤولية مواطنيها الذين انزلقوا لوحل الإرهاب بالانخراط في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، حيث دعت الحكومة الأمريكية الدول الأوروبية لإعادة مواطنيها المحتجزين في سوريا.

وأعادت الولايات المتحدة- بالفعل- مواطنًا يحمل الجنسية الأمريكية كان قد انضم إلى تنظيم داعش من سوريا، من أجل مواجهته بالتورط في أعمال إرهابية؛ وفقًا لما قاله «مسؤولون أمريكيون على دراية بالأمر»، لشبكة «سي إن إن» اليوم الخميس 1 أغسطس 2019.

بالدمج والمحاكمة

قسد تحتجز أجانب داعش

وقال المسؤولون: إن الشخص- الذي لم يذكروا اسمه- مواطن أمريكي تركي مزدوج الجنسية، كان محتجزًا لدى قوات سوريا الديمقراطية (مجموعة من المقاتلين الأكراد تقاتل داعش)، المدعومة من الولايات المتحدة، والمعروفة اعلاميا بالاختصار "قسد".

وتحتفظ قسد حاليًا بأكثر من 2000 عنصر أجنبي من داعش من أكثر من 50 دولة، وهي مجموعة تضم عدة مئات من الأوروبيين، وفقًا لمسؤول أمريكي.

كما تحتجز قسد أيضًا أكثر من 9 آلاف إرهابي من تنظيم داعش معظمهم مواطنون سوريون وعراقيون، إضافة إلى نحو 60 ألف شخص إضافي، مما تشير إليه الحكومة الأمريكية باسم الجماعات التابعة للتنظيم يقيمون في معسكرات مؤقتة خاضعة أمنيًّا لقوات سوريا الديمقراطية.

وبحسب ما نقتله سي إن إن، عن مصادرها، فإن  الجيش الأمريكي ساعد في تسهيل عملية النقل، فيما رفضت وزارة العدل التعليق على الأمر.

بالدمج والمحاكمة

المحاكمة بالقانون الأمريكي

ولا يعد هذا الأمريكي أول من تعيده واشنطن من عناصر داعش لمحاكمته قانونيًّا؛ حيث تمكنت وزارة العدل الأمريكية من توجيه الاتهام إلى عدة مواطنين لتورطهم مع داعش، بما في ذلك رولان أسينوف الذي أعيد إلى الوطن في الشهر الماضي، وتم استجوابه في محكمة اتحادية في بروكلين نيويورك واتُهم بدعم الجماعة الإرهابية.

وكانت الولايات المتحدة قد أعادت 7 بالغين من العراق وسوريا ممن كانوا مرتبطين بداعش وواجه 5 منهم اتهامًا جنائيًّا بما فيهم أسينوف وفقا لوزارة العدل.

ويُرجح أن 59 أمريكيًّا قد سافروا إلى الخارج للانضمام إلى داعش، واجه 10 منهم اتهامات مباشرة تتعلق بالإرهاب بعد عودتهم إلى الولايات المتحدة طواعية، وفقًا لبحث من برنامج جامعة جورج واشنطن للتطرف، حيث يُعتقد أن الكثير قد ماتوا في ساحة المعركة.

وعلى الرغم من انخفاض عدد الأجانب المسافرين إلى سوريا للانضمام إلى داعش، فقد أعرب مسؤولون عن قلقهم بشأن قدرة  الجماعات التابعة لداعش الأخرى على تجنيد أجانب.ففي الشهر الماضي، قالت وزارة العدل إن مكتب التحقيقات الفيدرالي ألقي القبض على رجلين في أريزونا، قالت وزارة العدل إنهما خططا للانضمام إلى «داعش».

بالدمج والمحاكمة

الدمج وإعادة التأهيل.. بديل جوانتانامو

شرعت الولايات الأمريكية في إعادة مواطنيها، الذين انخرطوا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، رغم تهديدات الرئيس دونالد ترامب لهم بإلقائهم في معتقل جوانتانمو لدى عودتهم، فإنه يُعاد الآن توطين ودمج امرأتين وستة قُصَّر اعيدوا سابقا في المجتمع الأمريكي من جديد.

وبحسب ما نقلت صحيفة ذا نيويوركر، قال مسؤول أمريكي: إنه لمدة شهور بحث جهاز المخابرات الأمريكي إف بي آي، عن الأمريكيين من بين ألفي عنصر أجنبي استسلموا أو ألقي القبض عليهم في ساحة المعركة بسوريا، وقد تم تحديد هوية عشرين أمريكيًّا أو نحو ذلك، بما في ذلك الإرهابيين وكان معظمهم في السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي هزمت داعش أو معسكرات الاعتقال للنساء والأطفال.

وتتمثل نية الولايات المتحدة في إعادة جميع هؤلاء الأشخاص إلى ديارهم في النهاية، وهو ما دعا ترامب إليه الدول بإعادة مواطنيها من المعتقلين إلى مواطنهم الأصلية.

وجاء تعامل الحكومة الأمريكية، مع العائدين من داعش مخالفا لكافة التهديدات التي طالما كررها ترامب، وحتى قبل توليه السلطة في 2016.

وخلال الحملة الرئاسية في عام 2016، تعهد ترامب باستخدام خليج جوانتنامو لعناصر داعش المحتجزين، وهو  معسكر السجن ذاته الذي افتُتِح في كوبا لإيواء الأعداء من حرب أفغانستان، وبعدها بنحو عامين قال ترامب: «الإرهابيون الذين يقومون بأشياء مثل إلقاء القنابل على المستشفيات  ليس لدينا خيار سوى القضاء عليهم. عند الضرورة، يجب أن نكون قادرين على احتجازهم واستجوابهم. لكن يجب أن نكون واضحين: الإرهابيون ليسوا مجرد مجرمين، إنهم أعداء غير قانونيين».

أما الآن، وبدلًا من ذلك، اختارت وزارة العدل محاكمة العائدين من داعش في المحاكم الأمريكية وحتى الإفراج عن بعضهم أو إعادة توطينهم، لكن العملية لا تزال في مراحلها الأولى.

وحول عملية الدمج واعادة التأهيل، صرح مارك ريموندي، المتحدث باسم وزارة العدل الأمريكية، قائلا: «لقد التزمت الولايات المتحدة بتحمل مسؤولية مواطنيها الذين يحاولون السفر أو سافروا بالفعل لدعم داعش، نعم  قاضينا أكثر من 100 شخص حاولوا السفر لدعم داعش، ووجهنا اتهامات مباشرة لمن عاد من مواطنينا وفقا للقانون الأمريكي».

"