ad a b
ad ad ad

«جماعة الزكزاكي».. «مخلب إيراني» يهدد الاستقرار في نيجيريا

الثلاثاء 23/يوليو/2019 - 07:32 م
المرجع
علي رجب
طباعة

عادت الصدامات بين الحركة الإسلامية الشيعية المقربة من إيران والجيش النيجيري، تزامنًا مع توتر الأوضاع في الخليج العربي وتصعيد إيران عبر ممارسة قرصنة واختطاف ناقلات النفط، إذ وقعت الإثنين 22 يوليو صدامات عنيفة بين قوات الأمن النيجيرية وعشرات المتظاهرين من الحركة الإسلامية الشيعية، أمام مقر وزارة الخارجية في العاصمة أبوجا، للمطالبة بالإفراج عن زعيمهم (رجل إيران) في نيجيريا، إبراهيم الزكزاكي المسجون منذ ديسمبر 2015 هو وزوجته بتهمة «القتل والتجمع غير القانوني».


«جماعة الزكزاكي»..

وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن صدامات الإثنين أدت إلى مقتل ستة متظاهرين من الحركة الشيعية، فيما أعلن ناطق باسم الشرطة أن ضابطًا رفيع المستوى قتل، بينما أصيب شرطيان آخران بجروح خطيرة.


في ديسمبر 2015 اتهمت الحركة، الجيش النيجيري بقتل 30 شخصًا إثر صدامات بين قوات الأمن وأنصار الزكزاكي شمال البلاد بغية اعتقاله بتهمة محاولة اغتيال رئيس أركان القوات المسلحة.


ووقعت أيضًا اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن النيجيرية وأتباع الزكزاكي، في27 أكتوبر 2018، على خلفية مطالبات أعضاء الحركة بالإفراج عن رجل الدين الشيعي «إبراهيم الزكزاكي» المعتقل في السجون النيجيرية.

«جماعة الزكزاكي»..

من هو الزكزاكي؟ 


ولد إبراهيم الزكزاكي، زعيم الحركة الإسلامية الشيعية في نيجيريا، في مايو عام 1953 بمدينة زاريا شمال نيجيريا، ويعد زعيم أبرز أذرع طهران في غرب أفريقيا ، وتتمتع حركته بدعم كبير من قبل نظام الملالى.


وقد كرّمته الحكومة الإيرانية، في شهر فبراير 2015 -في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ36 للثورة، في حفل حضره مسؤولون كبار عرفانًا بدوره في خدمة إيران.


وتتخذ الحركة من مدينة «زاريا»، مقرّ لقيادة الحركة، كما يشرف قياداتها على عدد من مندوبي الحركة في الأقاليم والولايات سواء كانت داخل خريطة نيجيريا الجغرافية أم خارجها.


وشكلت الحركة ميليشيا عسكرية تطلق على نفسها مسمى (جيش المهدي)، يبلغ قوامها أكثر من 3 آلاف مقاتل، وفقًا لتقارير استخباراتية نيجيرية، وتتدرب الميليشيا طوال الوقت على القتال، وهو ما كشفه المحلل السياسي النيجيري محمد كبير عيسى في تصريحات صحفية، لافتًا إلى أن الحركة الشيعية باتت «دولة داخل الدولة».


«جماعة الزكزاكي»..

تعليق إيراني


وفي محاولة للدفاع عن رجلها وحركتها، أدانت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها عباس موسوي، استخدام العنف ضد المتظاهرين في العاصمة النجيرية ، المطالبين بالإفراج عن إبراهيم الزكزاكي.


وأعرب «موسوي» في تصريح الثلاثاء 23 يوليو، عن قلقه البالغ حيال الاشتباكات التي وقعت في أبوجا، مستنكرًا استخدام العنف والقوة في هذه التظاهرات، وأشار إلى تدهور الحالة الصحية للزكزاكي، وأضاف: «نتوقع من المسؤولين النيجيريين السعي لإخراج الشيخ الزكزاكي من المعتقل كي يتمكن من الحصول على الخدمات العلاجية المناسبة والعاجلة».


وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أهمية الحفاظ على أمن واستقرار نيجيريا، داعيًا الطرفين إلى الهدوء، والمسؤولين النيجیريين إلى ضبط النفس والإسراع في معالجة زكزاكي وإزلة الهواجس الموجودة حيال تدهور حالته الصحية، وكذلك حل المشكلات الراهنة عبر الحوار.


«جماعة الزكزاكي»..

توقيت الاشتباكات


ويعلق الدكتور محمد بناية، الخبير في الشؤون الإيرانية، على ذلك في تصريح لـ«المرجع» بالقول: إن بيان الخارجية الإيرانية، حول الواقعة والحديث عن استقرار وأمن نيجيريا، يكشف الهدف من إشعال هذه المنطقة وإغراقها في أزمة جديدة، فإيران هي الدولة الوحيدة التي علقت على التظاهرات ولديها علاقات قوية بمجموعة «الزكزاكي» والذي تعده ليكون نسخة من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.


وأضاف أن نيجيريا تشكل أهمية استراتيجية فهي أحد أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، وإشعال أزمة في هذه الدولة ينعكس على حركة أسعار النفط، بما يخدم الإستراتيجية الإيرانية، بتهديد إمدادات النفط إلى الدول المستهلكة أو على الأقل إحداث أزمة في أسعاره، بما يعد ورقة إستراتيجية في خلافاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.


وشدد الخبير في الشؤون الإيرانية، على أهمية انتباه صانع القرار النيجيري لهذا الفخ الإيراني، ومحاولة العبث بالأمن النيجيري عبر جماعة الزكزاكي والتي تحظى بتمويل واضح وقوي من قبل قادة إيران على المستوى السياسي والديني والإعلامي والاقتصادي، وفقًا لما يخرج من  تصريحات من صناع القرار في طهران.

الكلمات المفتاحية

"