الجزائر في بيت الثعبان.. تَوَغُّلٌ إيراني في بلد المليون شهيد
الثلاثاء 29/مايو/2018 - 11:08 ص

علي رجب
لم تمر أسابيع على اتهام المغرب لإيران وحزب الله بدعم جبهة البوليساريو عبر سفارة إيران بالجزائر، لتحدث أزمة سياسية بين بلد المليون شهيد والمملكة المغربية، لتكشف الجزائر عن تنظيم إرهابي شيعي يستهدف أمن البلاد؛ حيث اعتقلت قوات الأمن الجزائرية نحو 40 شخصًا ضمن تنظيم أنصار الدين، يتكون من 500 شخص ينتمون لجنسيات أفريقية، ويقودهم شيعي من دولة مالي.
تنظيم أنصار الدين:
وكشفت الأجهزة الأمنية الجزائرية معلومات عن تنظيم أو خلية شيعية إرهابية تُدعى «أنصار الدين»، تم ضبطها خلال رمضان الماضي، وكشفت عنها مؤخرًا.
إذ تمكنت مصالح أمن ولاية غرداية الجزائرية رمضان الماضي من ضبط هذا التنظيم الذي وصفته بـالخطير، ليس لكونه شيعيًّا فقط، لكن لأن له هيكلًا تنظيميًّا في 9 ولايات جزائرية، ويقدر عدد المنتمين إليه بـ500 مهاجر أفريقي؛ حيث تم توقيف أكثر من 40 عنصرًا بولاية غرداية لوحدها، كما تم اعتقال القائد المحلي للتنظيم السري من قبل أمن ولاية ورقلة جنوب الجزائر، وعُثر بحوزة الخلية الإرهابية على منشورات وأختام ومخطط التنظيم السري.
ولفت الأمن الجزائري إلى أن جميع عناصر التنظيم الشيعي، ينتمون إلى مهاجرين أفارقة تمكنوا من التسلل إلى الأراضي الجزائرية عن طريق الهجرة غير الشرعية.
وكشفت الأجهزة الأمنية الجزائرية عن القائد الفعلي لتنظيم «أنصار الدين» الشيعي، يتبع التنظيم القيادي الشيعي «سيدي شريف عثمان حيدرة» الموجود في دولة مالي، والمدعوم من قبل إيران، وهو يشكل «دينمو» نشر المذهب الشيعي في منطقة الساحل والصحراء.

الهدف من التنظيم
وأوضحت التقارير الجزائرية أن الهدف من تنظيم «أنصار الدين» هو دعم نشر التشيع بالجزائر من خلال استقطاب الجزائريين، خاصة في المناطق الفقيرة والعشوائية، إلى المذهب الشيعي.
كذلك وضع أساس لحركة شيعية قوية تصبح مستقبلًا على شاكلة حزب الله اللبناني، وجماعة الحوثيين في اليمن، والحركة الإسلامية بقيادة إبراهمي الزكزاكي في اليمن.

التوغل الإيراني في الجزائر
يُشكل الكشف عن تنظيم «أنصار الدين» الشيعي، واستهدافه للجزائر، حلقات التوغل الإيراني داخل بلد المليون شهيد، فمع دفع الجزائر ثمنًا كبيرًا لانتشار الأفكار المتشددة، يخشى مراقبون أن تدفع الجزائر ثمن التوغل الإيراني، وتصبح نقطة جديدة في الصراع السُّني الشيعي في المنطقة، وتتحول إلى عراق جديد، في ظل إجادة إيران اللعب على المذهبيات وصناعة الفتن والدسائس بين أطياف الشعب الواحد.
ورصدت وسائل الإعلام الجزائرية بدايات الدعوة للتشيع في المجتمع الجزائري، وقالت إن الأمن الجزائري فتح تحقيقًا في منشورات تدعو للتشيع، خاصة في ولايتي غرداية وبسكرة جنوب البلاد، بحسب جريدة «الشروق».
وفي نوفمبر 2017، أوقفت الشرطة الجزائرية، بمطار هواري بومدين في العاصمة، وحققت مع أكثر من 400 جزائري، عادوا من إحياء مراسيم عاشوراء وأربعينية الحسين في كربلاء وقم، وحجزت بحوزتهم منشورات تشيد برموز وشخصيات دينية وسياسية عراقية وإيرانية.
واتهم الناشط السياسي الجزائري أنور مالك، أمير موسوي بالتنسيق مع جزائريين متشيّعين لتنظيم رحلات سرية نحو طهران والنجف.
وأكد مالك، مؤلف «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر»، أن المد الشيعي في الجزائر تقف وراءه السفارة الإيرانية والملحق الثقافي تحديدًا، أمير موسوي، والذي ينشط عبر شبكات من شيعة الجزائر ممن ترددوا على إيران والعراق وسوريا من قبل، وصارت لديهم علاقات مع أجهزة مخابرات أجنبية.
ولفت في تصريحات صحيفة، إلى أن المخاوف من تحول الشيعة من أقليات لميليشيات مسلحة تستهدف الأمن القومي الجزائري، كما حدث في عدة دول عربية وإسلامية، وآخرها تنظيم «إبراهيم الزكزاكي» في نيجيريا، وأدى إلى تدخل الجيش النيجيري من أجل القضاء على نفوذ جماعة الزكزاكي الشيعية الموالية لإيران.
اللعب في بيت الثعبان
من جانبه، اعتبر المحلل والباحث السياسي المغربي محمد بودن، أن اعتقال التنظيم الشيعي من قبل الأمن الجزائري يؤكد وجود مخطط متكامل تسعى إيران لتحقيقه في الشمال الأفريقي عبر أوجه متعددة، في مقدمتها حزب الله والنزعة المذهبية.
وأضاف بودن، لـ«المرجع» أن التوغل الإيراني في الجزائر يأتي كنتيجة مباشرة لتطور العلاقات الإيرانية الجزائرية، والتي سمحت لإيران بهذا التوغل في الأمن الروحي للجزائر، عبر أوجه عديدة من التعاون الثقافي.
ورأى بودن أن نسبة الجزائريين الشيعيين في ارتفاع، فهناك نحو مليوني شيعي في الجزائر، وهناك تجمعات شيعية كبرى بالجزائر، لافتًا إلى أن الجزائر البلد السني الوحيد الذي يدرج عاشوراء في قائمة أيام العطلات الرسمية.
وأكد المحلل السياسي المغربي، أن الجزائر ستعاني من التوغل الإيراني؛ حيث بدأ النشطاء الحقوقيون بالجزائر ينتبهون للتحركات المريبة للملحق الثقافي الإيراني أمير موسوي، والذي بات يتحرك تحت غطاء تقريب العلاقات بين الجزائر وإيران، ولكن يدعم التشيع وينظم زيارات لشيعة الجزائر إلى إيران.
واختتم حديثه قائلًا: الجزائر قبلت أن تكون في بيت الثعبان، وهو ما يهدد أمنها الوطني قبل أن يهدد أمن المنطقة.