ad a b
ad ad ad

الإرهاب من «إدلب» إلى الصحراء الليبية.. تركيا وقطر الناقل الرسمي

الإثنين 08/يوليو/2019 - 05:12 م
المرجع
علي عبدالعال
طباعة
أكدت تقارير صحفية ودولية وجود مخطط لنقل المسلحين من محافظة إدلب، الواقعة في شمال سوريا إلى ليبيا، فيما عبرت جهات مختلفة عن قلقها من حدوث خطوة كهذه، وأثرها على مستقبل الأوضاع في البلد العربي النفطي القريب من سواحل الدول الأوروبية، والذي يشهد حربًا يخوضها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ضد ميليشيات حكومة الوفاق الإخوانية؛ بهدف تطهير العاصمة طرابلس من الإرهاب.
الإرهاب من «إدلب»

ومنذ أواخر نوفمبر 2018 اتهم العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، تركيا بالتخطيط لنقل إرهابيين من «إدلب» إلى مدينة الكفرة جنوب ليبيا، مشيرًا إلى قيام الجيش الوطني الليبي بتسيير دوريات صحراوية، وتحليق الطيران لتأمين الكفرة ومدن الجنوب.


وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، 17 مايو الماضي، قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي: إن بلاده تتابع قضية وصول مقاتلين أجانب إلى ليبيا قادمين من سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن عدد هؤلاء المقاتلين الموجودين داخل ليبيا غير معروف حتى الآن.


وتزايدت المخاوف مؤخرًا في أعقاب معركة مدينة غريان الاستراتيجية، الواقعة جنوب غربي طرابلس؛ ما عزز القول بوجود أعداد من المقاتلين ساعدت ميليشيات الوفاق الإرهابية في غريان.

الإرهاب من «إدلب»

وفي 4 يوليو الجاري، أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، في روما، عن قلقه من مسألة تدفق المسلحين من إدلب إلى ليبيا، مشددًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.


وتعد «إدلب» آخر معاقل الفصائل المسلحة في سوريا، وشكلت على مدى السنوات الماضية ملجأ لعشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب أو من يُطلق عليهم «الغرباء» وهم المسلحون من غير السوريين، ومعظمهم ينتمي إلى ما تُعرف بهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) أو فصائل قريبة منها مثل الحزب الإسلامي التركستاني، الذي يضم مقاتلين صينيين من أقلية الأغور، فضلًا عن مجموعات من المسلحين المنحدرين من القوقاز، فيما يضم الباقي عربًا وأوروبيين وأفارقة.


الوجهة التقليدية أمام هؤلاء الذين باتت تضيق بهم الساحة السورية، كانت وزيرستان الواقعة بين أفغانستان وباكستان، وهي المنطقة التي يسيطر عليها عمليًّا تنظيم القاعدة الإرهابي، لكن بات التنقل إلى تلك المناطق أكثر صعوبة، ولذا فهناك خشية أن يتحول المسار الجديد إلى مناطق الصحراء الليبية.


ونقلت شبكة «سكاي نيوز عربية» عما وصفتها بـ«مصادر موثوقة»، أن نقل المقاتلين من إدلب إلى ليبيا يتم عبر الأراضي التركية، وبواسطة طائرات (شركة الأجنحة الليبية) المملوكة لعبدالحكيم بلحاج، وهو قيادي إسلامي، ويقود إحدى الميليشيات المسلحة في ليبيا، وتربطه علاقات جيدة بكل من قطر وتركيا التي يقيم فيها ويدير منها شركات ومصالح مالية.


وتشير معلومات متزامنة إلى أن الصحراء الليبية؛ خاصة مناطق الجنوب، صارت أشبه بساحة آمنة للتنظيمات المسلحة، ومن بين هذه التنظيمات قوات المعارضة التشادية التي تعبر الحدود من وقت لآخر، وتشتبك مع قوات الجيش الوطني الليبي، وتربطها علاقات جيدة مع المسلحين في هذه المناطق؛ خاصة المجموعة التي يقودها بوبكر السوقي، وهو قيادي من قبائل التبو.

الإرهاب من «إدلب»
تنظيم داعش هو الآخر يجد ملاذًا في هذه المناطق، ومؤخرًا شن عدة هجمات على مدن وبلدات فى الجنوب الليبي، ومنذ قرابة يومين بث التنظيم فيديو لعشرات من مسلحيه في صحاري ليبيا، وهم يجددون البيعة لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، لكن مقاتلي داعش غير موجودين في إدلب السورية منذ طردتهم منها عدة فصائل مقاتلة في العام 2014، ولم تتمكن خلايا التنظيم من العودة إليها إلا أواخر عام 2018؛ حيث حوصروا مع أفراد عائلاتهم في منطقة الخوين (جنوب إدلب)، وانتهى الأمر بتسليم أنفسهم إلى تحالف من الفصائل المسلحة المناهضة لداعش، وتمت محاكمة بعضهم أمام محكمة خاصة بعد التحقيق معهم، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -حينها- إن محافظة إدلب صارت «خالية من التنظيم».

الكلمات المفتاحية

"