ad a b
ad ad ad

«ولايات داعش».. بين التمدد الوهمي ومحاولة إثبات الوجود

الإثنين 01/يوليو/2019 - 11:03 ص
داعش
داعش
أحمد سلطان
طباعة

نهاية شهر أبريل الماضي، بثت ما تعرف بمؤسسة الفرقان التابعة لتنظيم داعش الإرهابي إصدارًا مصورًا لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي وهو يتحدث إلى 3 من قادة التنظيم الكبار داخل مخبأه السري.


وظهر «البغدادي» للمرة الثانية منذ توليه زعامة التنظيم في 2010، وقد علا الشيب لحيته، وبدت عليه زيادة الوزن، متحدثًا عن استراتيجية التنظيم الجديدة بعد خسارة المدن وطرده من معاقله الرئيسية في سوريا والعراق وليبيا، والفلبين.


وقال زعيم داعش إن: «التنظيم سيتبع استراتيجية الحرب الاستنزافية، وسيحاول ضرب المقدرات العسكرية والاستراتيجية والمالية لخصومه في جميع المناطق التي يوجد بها، ولن يقرر التمسك بالأرض في تلك المرحلة».


وبعد أن فرغ «البغدادي» من كلمته، قدم إليه أحد مرافقيه ملفًا لأعمال ما يسمى بـ«الولايات الداعشية» في جميع أنحاء العالم.


وركز الفيديو على ملف ما يسمى بـ«ولاية تركيا»، و«ولايتي الصومال، واليمن» قبل أن يترك «البغدادي» الملفات من يده قبيل نهاية الفيديو.



«ولايات داعش».. بين

محاولة إثبات الوجود


بعد هزيمته الأخيرة في قرية «الباغوز فوقاني» السورية، حاول التنظيم إعادة كسب ولاء عناصره، عبر استدعاء الرمزية الدينية لمفهوم «البلاء» ووجوب الصبر عليه.


وبث الإعلام الداعشي كلمة لأبي الحسن المهاجر المتحدث باسم التنظيم- قبيل نحو شهر من كلمة البغدادي- بعنوان «صدق الله فصدقه» دعا فيها عناصر التنظيم للثبات خلال القتال حتى الموت، باعتبار أن هذا الفعل يوصل صاحبه للجنة.


وتوعد «المهاجر» في كلمته باستمرار العمليات الإرهابية عبر فروع التنظيم وما يعرف بـ«ولاياته الأمنية» في سوريا والعراق وغيرها.


إعادة الهيكلة


بحسب تقارير سابقة نشرها «المرجع»، فإن أبابكر البغدادي أجرى حملة إعادة هيكلة داخلية في صفوف التنظيم، أواخر العام الماضي، ليصبح أكثر تكيفًا وقدرة على شن «حرب العصابات» والاستمرار فيها لأطول فترة ممكنة.


وتضمنت حملة إعادة الهيكلة، تعيين ما يسمى بـ«الولاة الجدد» لفروع التنظيم في ليبيا، وأفغانستان، والهند، وباكستان، وجنوب شرق آسيا، وغيرها.


كما شملت الحملة، تغيير التوجيهات السابقة الخاصة باتباع تكتيك «مسك الأرض» إلى تكتيك «الضربات الخاطفة»، والسيطرة المؤقتة على المدن ثم الانسحاب منها، بالإضافة لتكتيكات الحرب الاقتصادية المتمثلة في سلب الأموال وضرب المصالح الاقتصادية لأعداء التنظيم، وحرق المحاصيل الزراعية والممتلكات الخاصة بالمقاتلين ضد داعش.

«ولايات داعش».. بين


ولايات داعش 


أعلن التنظيم عن ما يعرف بهيكل ولاياته الجديد قبل فقدانه للسيطرة على آخر معاقله في داخل «الباغوز»، أواخر مارس الماضي.


وألغى التنظيم الولايات المكانية في مدن العراق وسوريا وليبيا، ودمجها تحت ما يعرف بـ«الولاية الواحدة».


وتقلص عدد الولايات الداعشية من 36 ولاية في يوليو 2016، بحسب إصدار «صرح الخلافة» الذي كشف عن هيكل وعدد الولايات الداعشية وقتها، إلى 11 ولاية فقط في الوقت الحالي.


وبحسب «إنفوجراف» للعمليات الإرهابية والفروع الداعشية نشره التنظيم الإرهابي في العدد السابق من صحيفة النبأ -188- فإن الولايات الداعشية الحالية تشمل ما يمسى بـ«ولاية العراق، ولاية الشام، ولاية اليمن، ولاية غرب أفريقيا، ولاية وسط أفريقيا، ولاية سيناء، ولاية الصومال، ولاية خراسان، وولاية القوقاز، بالإضافة لولايتين منفصلتين في الهند وباكستان وولاية أخرى في تركيا لم تقم بهجمات فعلية منذ خطاب البغدادي في أبريل 2019».


ويتواصل داعش مع الولايات المكانية في أفريقا وآسيا عبر ما يسمى بإدارة الولايات البعيدة التابعة لقسم العمليات الخارجية الداعشي، والذي يخضع لإشراف مشترك من قبل ما يسمى بـ«هيئة الهجرة الداعشية»، وما يعرف بـ«ديوان الأمن العام».


العلاقة بين الولايات الداعشية والقيادة


تشرف اللجنة المفوضة من قبل البغدادي على جميع الولايات داخل وخارج سوريا، وتتبع ما تعرف بإدارة الولايات البعيدة للجنة بصورة مباشرة.

ووفقًا لتحليل سابق أصدره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فإن تنظيم داعش المركزي -سوريا والعراق- أوفد قيادات إرهابية إلى بعض الولايات التابعة له للإشراف عليها، وقيادة عناصر التنظيم هناك.


وأوضح المعهد في تحليل أعده بعد مشاركة عدد من كبار الباحثين المتخصصين في ملف الجماعات الإرهابية أن ولايات داعش مختلفة عن بعضها من حيث الإمكانات والقدرة على شن هجمات إرهابية، مشيرًا إلى أن «اسم الولاية» وأسطورة نجاحها «الإعلامي والوهمي» أهم بكثير لدى التنظيم من النجاح الفعلي الذي قد تحققه بعض العناصر التابعة له على الأرض.


وأكد معهد واشنطن أن «داعش» يعتمد على طريقة مدروسة في إعلان الولايات الجديدة -بما فيها الولايات الأمنية- وهو ما دفعه إلى عدم الإعلان عن تبعية مجموعات إرهابية له بالرغم من أدائها يمين الولاء للبغدادي.


وذكر المعهد أن بعض الولايات الداعشية «مجرد حبر على ورق» لكن التنظيم يسعى لترسيخ شعار «باقية وتتمدد» عبر الإعلان عن تشكيل ولايات جديدة.


وأشار إلى أن فروع التنظيم تستفيد بشكل كبير من خبراته القتالية، وبصورة أقل من الدعم المالي الموجه له بالإضافة للانتقال بعدد المقاتلين إلى مناطق بعينها لدعم أفرع التنظيم فيها.


وتابع: «ستبقى الولايات الداعشية قائمة، حتى بعد خسارة الأرض، بسبب وجود قيادة كاريزمية للتنظيم متمثلة في شخص ما يعرف بـ«الخليفة»، لافتًا إلى أن النسخة السابقة من داعش والتي كانت معروفة باسم «دولة العراق الإسلامية» واصلت العمل لمدة 8 سنوات تقريبًا بالرغم من عدم سيطرتها على أية منطقة، وذلك عبر انتهاج نفس الأساليب التي يتبعها داعش حاليًا».


"