ad a b
ad ad ad

بعد فوزه ببلدية «إسطنبول».. هل يأخذ «أوغلو» كرسي «أردوغان» الرئاسي؟

الجمعة 28/يونيو/2019 - 12:53 م
أكرم أوغلو وأردوغان
أكرم أوغلو وأردوغان
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة
لا يزال الحديث عن الفوز الذي حققه أكرم أوغلو مسيطرًا على الساحة السياسية في تركيا، وقد بدأ بعض المراقبين بالتنبؤ بالمستقبل السياسي لأوغلو، فذهب البعض للقول بأنه سوف يكون المرشح السياسي للمعارضة التركية في انتخابات الرئاسة المقرر عقدها بعد أربع سنوات من الآن.  

وقد ذهب البعض الآخر للتأكيد أن رئاسة بلدية إسطنبول سوف تمنح أوغلو الفرصة لزيادة شعبيته في باقي الولايات دون إسطنبول فقط، هنا يجب علينا أن نشير أن رئاسة بلدية إسطنبول تعد سلاحًا ذا حدين؛ لأنها من الممكن أن تزيد من شعبية أكرم أوغلو في حالة ما نجح في تحقيق طموحات سكان المدينة التي تعد الأهم في تركيا من الناحية الاقتصادية.

على النقيض من ذلك، سوف تتراجع شعبية أوغلو إذا فشل في تحقيق وعوده الانتخابية التي كانت متقاربة إلى حد كبير مع بن يلدرم، مع مفارقة أن مرشح الحزب الحاكم كان دومًا ما يركز على المشروعات الكبير المتعلقة بالبنية التحتية والإنفاق والجسور؛ من أجل تهيئة المناخ العام بهدف جذب المزيد من الاستثمارات.
 أكرم أوغلو وأردوغان
أكرم أوغلو وأردوغان
بديل مستقبلي لـ«أردوغان»
هنا يتعين أن نشير إلى فكره عقد المقارنات بين أكرم أوغلو وأردوغان من أجل تهيئة الشارع التركي لتقبل فكرة البديل المستقبلي لأردوغان لا تصب في صالح أكرم ذاته، خاصة أن الرئيس التركي كان قد تولى رئاسة بلدية إسطنبول من قبل؛ ما يعني أن أذهان المواطنين سوف تذهب تلقائيًّا لعقد المقارنات بين ما حققه أردوغان وحزب أثناء سيطرته على البلدية، وبين ما حققه أكرم أوغلو وحزبه. 

بعبارة أخرى، رفع سقف التوقعات سوف يؤثر على شعبية أكرم أوغلو بالسلب، وسوف يظهره غير قادر على تلبية وعوده الانتخابية، وربما يظهر بصورة المفتقد لديناميكة رد الفعل مع التحديات العارضة غير المجدولة. 

ويأتي التحدي الأهم لأكرم أوغلو من داخل حزبه؛ حيث من المتوقع أن يكون هناك صراع على الزعامة داخل الحزب بين رئيس الحزب الحالي «كليشدار أوغلو» و«أكرم أوغلو» في المستقبل القريب.

هنا يجب أن نشير أن أحد أسباب عدم ترشح كليشدار للانتخابات الرئاسية العام الماضي هو إدراكه أن هزيمته في الانتخابات تعني انتهاء مشواره السياسي كرئيس للحزب الجمهوري. 

ولذلك، دفع كليشدار بمحرم أنجيه في الانتخابات كي يتخلص من منافسه الأكبر على رئاسة الحزب. 

ازدياد شعبية أكرم أوغلو قد يؤدي إلى مطالبات لتوليه رئاسة الحزب بدلا من كليشدار نفسه، كما أنه من المتوقع أن يخوض جدالًا قويًّا مع محرم أنجيه داخل الحزب؛ من أجل الفوز بتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
بعد فوزه ببلدية «إسطنبول»..
من جانبه، أكد الباحث السياسي المختص في الشأن التركي محمد حامد، أن التحدي الحقيقي لأكرم أوغلو يتبع من داخل بلدية إسطنبول نفسها؛ حيث إن حزب العدالة والتنمية يسيطر على أغلبية المجلس المحلي؛ ما يعني أنه من الممكن أن يضع العدالة والتنمية عددا من العراقيل أمام أوغلو لإفشاله. 

كما قال حامد: إن المعركة داخل حزب الشعب قادمة لا محالة، لكن بوادرها لن تظهر الآن؛ حيث سيكثف حزب الشعب دعمه لأكرم أوغلو من أجل إنجاحه في إسطنبول في الوقت الحالي، على أن تبدأ المعركة على زعامة الحزب قبل الانتخابات الرئاسية بعام على الأقل، حينما تبدأ الأحزاب السياسية في تجهيز نفسها من أجل خوض المنافسة.
"