ad a b
ad ad ad

«دورك انتهى اترك المسرح».. سياسة الحوثي الجديدة مع قياداته الإرهابية

الأربعاء 26/يونيو/2019 - 11:00 ص
المرجع
علي رجب
طباعة

حالة من الصراع على السلطة والنفوذ، تسيطر على صفوف ميليشيا الحوثي، في ظل وجود اعتقالات وانقسامات بفعل صراع الأجنحة في صفوف الميليشيا.

وذكرت تقارير يمنية، أن الميليشيات الحوثية اعتقلت 10 من كبار قادتها في العاصمة صنعاء، على خلفية تصاعد حدة الخلافات بين أجنحة الميليشيات، والتي يقودها مهدي المشاط رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى، ومحمد علي الحوثي، وعبدالكريم الحوثي.


«دورك انتهى اترك

صراعات مكتومة

المصادر اليمنية أوضحت أن الاعتقالات جاءت بأوامر من وزير داخلية الحوثي، عبدالكريم الحوثي عم زعيم الحوثيين، والذي يعد أبرز قيادات التيار العقائدي في الميليشيا.


وشهدت وزارة داخلية الحوثي، صراعًا مكتومًا بين عبدالكريم عم عبدالملك الحوثي الذي يعمل وزيرًا للداخلية في حكومة الحوثي، ونائبه عبدالحكيم الخيواني؛ إذ أمر عبدالكريم الحوثي باعتقال نائبه؛ بسبب خلافات على النفوذ والمصالح.


عبدالكريم الحوثي، والخيواني، كلاهما مدرجان على قوائم الإرهاب وقوائم المطلوبين للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية.


ويمتد الصراع «الحوثي - الحوثي»، إلى جميع عناصر الميليشيا في «صنعاء» و«صعدة»، خاصةً في ظل شعور كل جناح بسيطرة قيادات الجناح الآخر؛ الأمر الذي يفجر الصراعات والخلافات المستمرة، وتطورت النزاعات بين جناحي الميليشيا لتدفع كل طرف للسيطرة على أكبر قدر ممكن من المناطق الخاضعة للميليشيا.


وفي حين يتحرك المشاط باعتباره رئيسًا إلا أنه لا يستطيع تمرير أي قرار أو توجيه دون موافقة مدير مكتب الرئاسة الحوثية أحمد حامد، الذي يعد ذراع محمد علي الحوثية في الرئاسة، وكذلك الحكومة التي تشتكي مرارًا من نفوذه ومحمد علي الحوثي.


وآخر هذه الصراعات وصلت إلى زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، بعد أن اشتكى وزير السياحة في حكومة الحوثي، من سيطرة الجناح الطائفي على صلاحياته بشكل كامل كوزير.


«دورك انتهى اترك

 الريامي والعيدروس

كما اقتحم القيادي الحوثي زايد الريامي، الذي يشغل منصب أمين عام المجلس، الإثنين 24 يونيو، مكتب رئيس مجلس الشورى في صنعاء، المُعين من قبل الميليشيات، محمد العيدروس، وقام بمصادرة ختم رئاسة المجلس.


والريامي يرفض الاعتراف بشرعية رئاسة العيدروس للمجلس، رغم أن الأخير تم اختياره رئيسًا للمجلس خلفًا لرئيسه السابق عبدالرحمن محمد علي عثمان بتوافق بين ميليشيات الحوثي والمؤتمر في صنعاء، إلا أن الريامي كان رافضًا لذلك، ولا يزال يصر على أنه كان الأحق بتولي المنصب؛ بسبب أن العيدروس ينتمي للمؤتمر الشعبي الذي يصفه الريامي بحزب عفاش الخائن الذي يجب اجتثاثه واعتقال ومحاكمة كل من ينتمي إليه.


ومؤخرًا شن سلطان السامعي، عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى لميليشيا الحوثي، هجومًا قاسيًا، على القيادي أحمد حامد، والذي يتولى منصب مكتب الرئاسة، لمهدي المشاط صهر زعيم الميليشيا ورئيس ما يسمي المجلس السياسي الأعلى، متهمًا إياه بالفساد، ورد الأخير عبر أعوانه، ونشر عشرات الوثائق التي تدين السامعي باستغلال موقعه، وإصدار أوامر بمنح درجات وظيفية وشقق لمقربين منه.


«دورك انتهى اترك

التصفية الداخلية.. وصراع الأجنحة

ويعتبر أحمد حامد أحد الشخصيات الحوثية المقربة من زعيم الجماعة، وينحدر من مديرية حيدان بمحافظة صعدة معقل الحوثيين، وتم تعيينه في 2015 بمنصب وزير الإعلام؛ لينتقل بعد ذلك إلى منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، للتحكم في قرارات التعيين للمناصب العليا للدولة.


وهو ما أدى إلى اتهام وقوف مهدي المشاط وراء حادث مروري لمحمد علي الحوثي في يناير الماضي أدى إلى إصابة رئيس اللجنة الثورية العليا بجروح، معتبرين أن الهدف من الحادث تخلص المشاط من منافسه الحوثي، بعد أن ترددت معلومات عن اعتزام زعيم التمرد عبدالملك الحوثي الإطاحة بالمشاط، وتكليف محمد علي الحوثي خلفًا له في المجلس السياسي.


ووجه السامعي، عبر قناة الساحات التي يمتلكها وتمولها إيران، رسالة قوية للجماعة الحوثية من خلال تذكيرها بأنه هو وأمثاله شركاء في انقلابها على الشرعية وليس إجراء على حد تعبيره، وذلك بعد أن قام القيادي أحمد حامد بالحد من نفوذه والتوجيه بمنع قبول أي أوامر يصدرها السامعي.


وأشار «السامعي» خلال فعّالية عامة نظمها فرع المؤتمر الشعبي العام بأمانة العاصمة؛ بمناسبة العيد الوطني الـ(29) للجمهورية اليمنية، إلى وجود من «انغمسوا بيننا وتسلطوا على الوزارات والصناديق وأصدروا التعاليم لإقصاء الآخرين»، في إشارة إلى ميليشيا الحوثي التي تسيطر على مفاصل مؤسسات الدولة منذ انقلابها في سبتمبر 2014م، وانقلابها على المؤتمر في ديسمبر 2017م.

 

مع تعدد الصراعات في صفوف جماعة الحوثي، أخذ أحدها مسارًا مختلفًا؛ إذ برز صراع آخر بين ما يعرف بجناحي صنعاء وصعدة، وهو صراع قديم نشب بين العائلات الهاشمية التي شكّلت أركان الجماعة الحوثية.

 

بات الصراع يتخذ شكلًا مناطقيًّا، أي على المناطق المسيطر عليها؛ إذ تسود حالة من التذمر في أوساط القيادات الهاشمية المنتمية إلى محافظتي صنعاء وذمار، جراء هيمنة وسيطرة القيادات المنتمية لمحافظة صعدة، التي يثق بها عبدالملك الحوثي.

 

يبدو الصراع بين الأجنحة الحوثية نتيجة طبيعية لحركة قبلية حصلت على السلطة والثروة معًا دون أن تحدد قوانين واضحة لتوزيع تلك الثروة والسلطة، ودون أن تحدد صلاحيات مسؤوليها وقادتها ضمن دستور، ولو كان حتى دستورًا عائليًّا أو قبليًّا.


من جانبه وصف السياسي اليمني والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، الصراعات الملتهبة في صنعاء بين ميليشيا الحوثي، بالأمر الطبيعي ونتاج سنوات من النهب والاعتقالات والتهميش، ومحاولة تيار الاستيلاء على السلطة وإقصاء التيار الآخر داخل الجماعة.


«دورك انتهى اترك

سياسة «انتهى دورك اترك المسرح»

ولفت الخوداني لـ«المرجع» إلى أن تصريحات السامعي تكشف قوة تيار محمد علي الحوثي داخل ميليشيا الحوثي، وأنه سيمكن من الزحزحة والإطاحة بكل خصومه من قيادة الميليشيا، وقد يطيح بعبدالملك الحوثي نفسه ويتولى مقاليد الأمور في قيادة الميليشيا.


وأوضح السياسي اليمني أن تصريحات السامعي قد تطيح به من المجلس السياسي الأعلى، بعد أن أدى دوره في مسرحية قيادي الميليشيا، ودوره المطلوب منه من قبل محمد علي الحوثي، مشددًا على أن مستقبل الميليشيا يتجه إلى حكم الرجل الأوحد في ظل تشظي قوة الميليشيا بن تيارات وقوى متعددة، أبرزها أجنحة محمد علي الحوثي ومهدي المشاط وعبدالكريم الحوثي.

 

 

 

 

 

"