على غرار طالبان.. المدارس الدينية في سوريا تجند الأطفال وتعلمهم الإرهاب

قبل 9 سنوات، كانت مخابرات دول بعينها تحرث الأرض السياسية في سوريا، تمهيدًا لغرس بذور الإرهاب وزرع الفوضى، إذا كانت سوريا في تلك الفترة مخططًا لها أن تكون المسرح الإقليمي للحرب واسعة المدى متعددة الأطراف، وتوالى نقل واستجلاب التنظيمات الإرهابية والجماعات التكفيرية المسلحة إلى الداخل السوري.

مدارس الإرهاب ومناهج القتل
ومن ضمن هذا المخطط أنشئت في سوريا لأول مرة ما تسمى المدارس الدينية، التي تلخصت مهمتها المشبوهة في تجنيد الأطفال وتسهيل انخراطهم في صفوف الإرهابيين على اختلاف مسميات تنظيماتهم وجماعاتهم.
واليوم، وفيما تتهيأ الحرب لوضع أوزارها بالحسم العسكري لصالح الجيش الوطني السوري، ضد جحافل المسلحين، تبقى هذه المدارس التحدي الجديد؛ إذ مازالت تعكف على مزاولة عملها من افتتاح أفرع وقبول منتسبين جدد من الطلاب الذين يدرسون الدين وعلومه على أيدي مشايخ متشددين ينتسبون جميعهم للفصائل الإرهابية.
وتعيد هذه المدارس سيرة المدارس الدينية التي تعرفها أفغانستان، وتمثل أحد أهم نقاط التوتر للدولة الأفغانية؛ إذ تتهمها مؤسسات الدولة وأمريكا بالتورط في توريد أجيال من المتطرفين لحركة طالبان، بفعل المناهج التي تعكف على تدريسها.
وعلى خلفية ذلك تتعامل أمريكا مع هذه المدارس كأهداف لطيرانها، معتبرةً أن في ذلك سبيل لتحجيم حركة طالبان.
واذا كان القصف هو مصير هذه المدارس في أفغانستان، فماذا سيكون مصير قرينتها في سوريا بعد انتهاء الحرب، وهل ستتسبب هذه المدارس في تطويل أمد الأزمة السورية، في ظل تفريخ أجيال على مناهج العنف؟

أجيال من التكفيريين
يجيب عن ذلك الباحث السوري، نضال سعيد السبع، الذي قال: إن الحرب في سوريا قد تنتهي على الأرض بفعل اقتراب الدولة السورية من حسم المعارك لصالحها، واستكمال زحفها على كامل التراب السوري، مشيرًا إلى أن هذه المدارس تبقى مصدر خطر بفعل المناهج التي تقدمها.
ولفت لـ«المرجع» إلى أن هذه المعاهد والمدارس باتت تغلق أبوابها وتقلص عددها، منذ رفعت دول إقليمية يدها عن الفصائل، إلا أن الأزمة تتعلق في الأجيال السابقة التي خرجتها وتحمل فكر متشدد.
وحذر من هؤلاء الأطفال الحاملين لأفكار مشوهة، مطالبًا بسرعة حصر هؤلاء وإدخالهم في برنامج إعادة تأهيل يضمن عدم حملهم للفكر المتشدد.
وشدد على أن سوريا مازالت تحمل مستقبلًا مهددًا لأسباب، منها هذه الأجيال، مطالبًا بسرعة حصر هذه المدارس وأغلقها كافة.
من جانبه قال عمر رحمون، الناشط السوري: إن هذه المدارس لم ترتقِ لخطورة المدارس الدينية في أفغانستان، موضحًا أن التجربتين مختلفتان في كون المدارس في سوريا مستجدة على المجتمع السوري ولم تجد فرصة للتعمق؛ إذ كل عمرها 9 سنوات، مشيرًا إلى أن القضاء عليها سيحدث بتصفية الميليشيات، ومن ثم كساد بضاعة تلك المدارس من مناهج تكفيرية.
ولفت إلى أن المشكلة وقتها ستصبح في أجيال تخرجت من هذه المعاهد وتشربت التطرف، معربًا عن أهمية العثور على هؤلاء وإعادة تأهيلهم.
وشدد على أن الجهات المتورطة في إشعال المشهد في سوريا كانت تدرك خطورة هذه المدارس؛ لذا لجأت إليها للتخديم على أهدافها وهي ابقاء سوريا مشتعلة لاطول فترة ممكنة.
وتطرق إلى أن المرحلة القادمة من المعارك، هي تحرير إدلب، ثم تصفية كل ما تركته هذه الفصائل من مدارس أو ملحقات.
ويعد أبرز هذه المعاهد ما يسمى «معهد البخاري» الذي يشرف عليه الإرهابي السوري، عبدالرزاق المهدي، وافتتح له أكثر من فرع في كفر تخاريم، الدانا، ومنطقة الحدود بالقرب من سرمدا.
ووفقًا لما ينشره العجوز السوري، عبر قناته على تيليجرام، فالمعهد يتكفل بإقامة الملتحقين ويوفر لهم إمكانية حفظ القرآن والأربعين النووية مع الشرح، على أن يكون عمر الملتحقين 14 عام فأكثر.