«داعش» يهدد السياحة الإسبانية ويربك جداول الصيف
على الرغم من القضاء على البؤرة
المركزية لتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، فإنه ابتدع أساليب جديدة لمناوشة استقرار الدول
المناوئة له وخصوصًا الغربية، عبر التهديد بالهجمات المدمية وضربات الذئاب
المنفردة.
وفي هذا الإطار، أصدرت المملكة المتحدة، السبت 15 يونيو، تحذيرا لرعاياها لتجنب الذهاب إلى الشواطئ الإسبانية خلال عطلات الصيف الحالي بعد ورود تقارير أمنية مؤكدة، حول ارتفاع مستوى التهديد الإرهابي للمستويات القصوى، كما أبلغت السائحين البريطانيين بأفضلية تغيير وجهتهم السياحية بعد تهديدات متزايدة باستهداف المصالح البريطانية في اسبانيا لاشتراكها في الحرب على التنظيم في سوريا والعراق.
كما أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية في مارس الماضي تحذيرًا آخر حول تصاعد الوجود الإرهابي في إسبانيا، ورفعت مستوى التنبيه من خطورة السفر إلى البلاد تجنبًا لاستهداف محتمل، وأكدت أن المجموعات الإرهابية لاتزال تخطط لتنفيذ هجمات بالداخل، وأن المواقع السياحية ومراكز النقل والأسواق والنقاط المزدحمة كمراكز التسوق والنوادي والفنادق والمطاعم والحدائق والملاعب الرياضية ودور العبادة والجهات الحكومية هم أكثر النقاط المهددة بالاستهداف.
ويبدو أن تنظيم داعش قرر استغلال حالة التاهب الأمني لدى إسبانيا وجيرانها؛ إذ أطلقت إحدى وسائله الإعلامية المُسمّاه بـ«المنتصر» عددًا من الرسائل التهديدية تم فيها إظهار نية التنظيم استهداف كاتدرائية «ساجرادا فاميليا» أو العائلة المقدسة، في مدينة برشلونة بإقليم كتالونيا والتي تعد من الوجهات السياحية والأثرية في البلاد.
وبناء على ذلك، قررت الحكومة الإسبانية، السبت 15 يونيو رفع مستوى التهديد الإرهابي إلى 4 درجات من أصل 5، مع نشر 40 ألف فرد شرطة في جميع الأماكن السياحية والشواطئ، إلى جانب التأكيد على أن الأجهزة الأمنية مستعدة تمامًا لتأمين المحطات الرئيسية والشواطئ والفنادق والمطاعم، وتوفير جميع سبل الأمان للمواطنين والسائحين الأجانب.
وتتزامن تلك التهديدات مع حلول فصل الصيف، وذكرت دراسة أجرها المركز الدولي للأبحاث «World research foundation» أن الهجمات المتطرفة تشكل عامل طرد لدى المواقع السياحية التي يتم استهدافها، وعن طريق هذا الأمر تحقق المجموعات الإرهابية أهدافها بالضغط على الدول لتحقيق تفاهمات ما، فمن المعروف أن السياحة تمثل مركز دخل مهم لدول عدة، أهمها إسبانيا التي تقع على ساحل شرقي يمتد بطول موقعها على الخريطة.
فيما يقدم الموقع الإحصائي «World Data» دليلًا آخرَ على تلك الأطروحة؛ إذ يؤكد أن غالبية الهجمات الإرهابية التي وقعت في إسبانيا منذ 2013 استهدفت المناطق الساحلية وأبرزها برشلونة؛ ولذلك تعتقد الدراسة أن المصالح الاقتصادية إلى جانب أرواح رعايا الدول الأخرى الأعلى زيارة لإسبانيا، سيلحقها الضرر جراء تلك التهديدات وهو ما تطمح إليه المجموعات المتطرفة وخصوصًا «داعش».
للمزيد حول المناطق السياحية في إسبانيا وتزايد الإرهاب.. اضغط هنا





