«الديمقراطية الداخلية».. أكذوبة إخوان تونس تفضحها شهادات «العُصاة»
الخميس 13/يونيو/2019 - 08:01 م

إخوان تونس
دعاء إمام
على عكس الصورة التي تروجها حركة النهضة التونسية، بانسلاخها عن جماعة الإخوان، وادعاء تغيرات أيديولوجية، جعلت منها حزبًا سياسيًّا أكثر منه فرعًا للإخوان، لكن شهادات 2 من «عُصاة السمع والطاعة» كشفت زيف تلك الادعاءات، مؤكدين أن الحديث عن الديمقراطية واحترام الانتخابات الداخلية ليس لها أساس بالـ«النهضة».

حركة النهضة
أكذوبة النهضة
نشر محمد بن جماعة، الكاتب العام السابق لمكتب حركة النهضة في كندا، وعضو في الحركة من سنوات الثمانينيات، ولاجئ سياسي سابق، تفاصيل إبعاده عن الحركة، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلًا: «سنة 2013 حين كنتُ سكرتيرًا عامًّا للمكتب الجهوي للنهضة بكندا (منصب اتضح لي بعد بضعة أشهر أنه كان صوريًّا، استمر خلالها أعضاء التنظيم السري الموالين لعبدالحميد الجلاصي، التخطيط والتدبير واستلام الأوامر، وتنفيذها والتداول حولها، بدون علمي)، وحين واجهتهم بالحقيقة التي اكتشفتها، تم تجاهلي».
وأوضح أن الخطوة التالية كانت الإعداد لمؤتمر النهضة في المهجر، وأراد التنظيم السري فرض خيار وحيد للتصويت، وهو إبقاء الهيكلة كما كانت قبل الثورة، خلطًا بين الحزبي والاجتماعي، وبقاءً في المؤسسات التربوية الإخوانية بالخارج، واعتمادًا لنظام الأسرة التربوية، مبيّنًا أنه اعترض على ذلك وأبدى أسبابه، منها وضعية الأعضاء الجدد، والحاجة للشفافية كحزب سياسي، والحاجة للانفتاح على وجوه جديدة، مقترحًا سيناريو ثانيًا يركز على الفصل بين العمل الحزبي في المهجر، والمجتمع المدني التونسي في المهجر.
وبحسب «بن جماعة»، صوّت الحاضرون على قبول اقتراحه، وتم تكليفه بإعداد ورقة تشرح السيناريو، وبعد إعدادها، اجتمع أعضاء التنظيم الخاص، وتطارحوا الفكرة مع قيادتهم المركزية التي رفضتها جملة وتفصيلا، قائلًا: «تسلمتُ بعدها ردًّا رسميًّا بأن الورقة التي صغتها لا تستحق أن تسمى ورقة، ولا عرضها في المؤتمر كسيناريو».
وتابع: «ثارت ثائرتي للإهانة، باعتبار أن المسخرة الحقيقية كانت هي الورقة المؤطرة للمؤتمر على كل المستويات الشكلية والمضمونية والمنهجية، وكتبت ورقة ثانية بينت فيها الأخطاء الواردة فيها، واقترحتُ صياغة ثانية لها، تحتوي حتى على إصلاح الأخطاء النحوية والصرفية فيها، وأعلمتهم أنني أسحب مقترحي تمامًا، ولن أعترف بمخرجات مؤتمر المهجر، وسأرسل ورقتي للقيادة المركزية، وأرسلتها واضعًا رئيس المكتب في قائمة مستقبلي الرسالة، وبعدها تم إبلاغي بتجميد عضويتي دون علمي».
موضحًا أنه اتُّهم بعدم طاعة الأمير المسؤول، وإفشاء أسرار داخلية، ونشر مواد داخلية بدون إذن مسبق، إضافة إلى عدم الالتزام بالبرامج التربوية للحركة، ونقد قيادات الحركة في الفضاءات العامة.
وانتقد «بن جماعة» الصورة التي تروجها الحركة لنفسها، وحديث قياداتها عن ديمقراطية داخلية، وعدم وجود تنظيم سري، مشيرًا إلى أن طلبه بفتح تحقيق داخلي بشأن تجميد عضويته، تم رفضه وتجاهله في كندا وفي مستوى قيادة المهجر، وفي مستوى المركزي بجميع هياكله الإدارية والقانونية، رغم أن هناك أسرارًا داخلية لم يفشها، وأن هذا التوضيح ليس إلا تظلم داخلي للقيادة المركزية.

حركة النهضة في برلين
حزب سياسي مشوه الملامح
وفي الإطار ذاته، كتب حلمي بن كميشة، عضو مكتبة حركة النهضة في برلين (حتى العام 2017) وعضو مؤسس لمكتب شباب حركة النهضة في الخارج، شهادته عن ما حدث معه، إذ قال إنه تم انتخابه لعضوية مكتب الحركة في ألمانيا؛ فتقدم بعض المسؤولين، الواصلين لمناصبهم بالتلاعب بالقوانين وعدم احترام الديمقراطية، ورفضوا دخوله للمكتب، وماطلوا لأشهر، ولم يحترموا نتائج الانتخابات الداخلية، إلى أن وصلوا إلى مرحلة تجميد فرع برلين كليًّا.
وأضاف: «رميت باستقالتي على وجوههم بعد فترة انخراط دامت حوالي 7 سنوات، علمًا بأنى كنت عضوًا في مكتب برلين لدورتين سابقتين، وعضو مكتب ألمانيا لدورة سابقة، وعضوًا مؤسسًا سابقًا لمكتب شباب الحركة في الخارج، ورئيس مجلس شباب الحركة في الخارج عند تقديمي للاستقالة».
وشرح أسباب موقف الحركة، قائلًا: «قاموا معي بذلك بعد أن دافعنا على فكرة عدم دعم مرشح النداء في ألمانيا، ثم عندما تمسكنا في مؤتمر ألمانيا بمبدأ الفصل بين السياسي والدعوي الذي أقره المؤتمر العاشر ورفض تطبيقه من بعض رموز العمل العام في ألمانيا، ثم أيضًا بعد كشفنا لتلاعبهم بالقوائم الانتخابية والعملية الانتخابية ونتائجها، هؤلاء الذين تسببوا في هذا المشكل، وخالفوا القوانين في ألمانيا، والخارج أخطر من التجمع».

محمد الحبيب الأسود والغنوشي
وعن تقييم الحركة الإخوانية، قال محمد الحبيب الأسود: إنها «تحوّلت من حركة دعوية ثقافية، مجالها المساجد والأسواق والجامعات، إلى حزب سياسي مشوه الملامح، ارتكب قادته أخطاء ما زال التاريخ ينتظر منهم تقييمًا موضوعيًّا ومراجعة علنية عليها».
وأضاف في تصريحات صحفية، أن ثورة الياسمين (14 يناير 2011) أنقذت الحركة من مزيد من التهالك، ولكنها أوقعت قياداتها في مزيد من الأخطاء والتهافت والارتباك، بدعوى فقه الواقع، وإكراهات السياسة، فسقطت الحركة في التجاذبات، وبعدت عن بنائها الفكري والعقائدي والثقافي والأخلاقي.
وتابع: «أنشأت هذه القيادة بعيدًا عن قواعدها جملة من التناقضات، سمّوها مراجعات فكرية ومنهجية سياسية جديدة، تميّزت بخلط مشين بين شعارات إسلامية ومقولات عروبية، وهرولة غير مبررة لإرضاء الخصوم، وتنازلات متكررة، وتضحيات بالقيم والثوابت، إلى حد التنكر للإسلامية وللانتماء التاريخي للإخوان، وتراوحوا بغير ثبات بين أسلمة الحداثة، وتحديث الإسلام.