ad a b
ad ad ad

المخدرات.. سلاح إيران لابتزاز أوروبا

الأحد 09/يونيو/2019 - 11:00 م
المرجع
علي جب
طباعة

تعد تجارة المخدرات من أهم مصادر تمويل الميليشيات المسلحة والجماعات والتنظيمات الإرهابية في المنطقة، وكذلك إحدى أدوات الأنظمة الشمولية والديكتاتورية في لعبة المصالح وأوراق الصفقات مع الدول الأخرى، وهي اللعبة التي يجيدها نظام المرشد الإيراني علي خامنئي.

المرشد الأعلى الإيراني
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي

وقد هدد محمد مسعود زاهديان، مدير شرطة مكافحة تهريب المخدرات الإيراني، الأوروبیین بإغراق بلدانهم بالمخدرات إذا لم یدفعوا «حصتهم» من تكاليف مكافحة تهريبها إلى أوروبا عبر بلادهم.

 

كما اتهم رئيس شرطة مكافحة المخدرات الدول الغربية بإنتاج المخدرات الصناعية في أفغانستان، وقال: «إن وجود الدول الغربية في أفغانستان زاد من إنتاج المخدرات، ومنذ بداية العام، تم اكتشاف أكثر من ثلاثة أطنان من المخدرات الصناعیة على الحدود الإيرانية مع أفغانستان».

 

وأشار إلى أن بعض المواد الخام اللازمة لإنتاج المخدرات الصناعية في أفغانستان يتم استيرادها بطريقة غير مشروعة من الغرب وجنوب شرقي آسيا، مما أثار مخاوف من أن «هذا قد يحدث بمساعدة من أجهزة مخابرات البلدان الأجنبية».

 

وفي وقت سابق، كان مسؤولون إيرانيون، بمن فيهم الرئيس حسن روحاني، قد هددوا الأوروبيين، بعد انسحاب الولایات المتحدة من الاتفاق النووي، بالسماح بمرور المخدرات من إيران إلى أوروبا.

حسن روحاني
حسن روحاني

وقال روحاني: «إن تشديد العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية سيضر بقدرة إيران على مواجهة تهريب المخدرات والإرهاب وتدفق طالبي اللجوء، وبالتالي فقدان بعض أمن الاتحاد الأوروبي».

 

تُعد تجارة المخدرات، إحدى أهم الأدوات التي يستخدمها النظام الإيراني للمحافظة على حكمه، وذلك عبر تسهيل تداولها والتجارة فيها داخل البلاد، بهدف إغراء الشباب لتعاطيها ومن ثَمَّ الوصول لمراحل الإدمان بما يجعله مغيبًا عن الأوضاع الداخلية المتردية، وغير مهتم بمكافحة «ديكتاتورية الملالي».

 

وتتعدد أنواع المخدرات المنتشرة في الداخل الإيراني، ويأتي في مقدمتها «الأفيون، والهيروين، والحشيش»، وهناك أنواع صناعية تروج لها مافيا المواد المخدرة، في هيئة دواء تزعم أنه يعالج جميع أنواع الأمراض.

 

ووفقًا لتصريحات نائب رئيس دائرة مكافحة المخدرات في إيران، علي رضا جزيني، التي أدلى بها لوكالة الأنباء الإيرانية «أرنا»؛ فإن 26% من مدمني المخدرات في إيران هم طلاب المدارس والجامعات، مؤكدًا أن حجم تجارة المخدرات في الداخل الإيراني بلغ ما يقارب 3 مليارات دولار، وأن تردي الأوضاع السياسية في البلاد هو أحد أهم أسباب تعاطي المخدرات.

 

ومؤخرًا كشفت دراسة أوروبية مشتركة، أعدّتها الجمعية الأوروبية لحرية العراق، واللجنة الدولية للبحث عن العدالة، في لندن؛ انتشار خلايا الحرس الثوري الإيراني في 14 دولة عربية وأوروبية.

 

وخلصت الدراسة إلى توصيات تدعو لمواجهة «الحرس الثوري»، يأتي على رأسها تطبيق شامل لقرار مجلس الأمن 2231؛ بوقف أنشطة تطوير أنظمة الصواريخ، وتهريب الأسلحة إلى الدول المجاورة، مع طرد ميليشياتها المقاتلة، خاصةً من سوريا والعراق، كما اقترحت تصنيف الحرس الثوري كـ«جماعة إرهابية».

 

وكشف تقرير للكونجرس الأمريكي، صدر في عام 2012، عن علاقة إيران وحزب الله بعصابات تهريب المخدرات في المكسيك، وذلك وفقًا لاعترافات أدلى بها الإيراني منصور عرب سيار.

 

وفي برقية سرية صادرة عن السفارة الأمريكية بعاصمة أذربيجان «باكو» في 12 يونيو 2009، ونشرها موقع «ويكيليكس» في يناير 2016، أشار دبلوماسيون أمريكيون إلى أن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، فهي أكبر مشترٍ لمخدر «الأفيون الأفغاني»، وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، مؤكدين أن 95% من الهيروين المصدر إلى السوق الأوروبية يأتي من إيران عبر أذربيجان.

"