تجارة المخدرات والإرهاب.. تشابه في آليات العمل وطرق المكافحة
الأربعاء 27/يونيو/2018 - 06:18 م
الإرهاب في الهند
نهلة عبدالمنعم
صرح الرئيس الهندي، رام ناث كوفيند، اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2018، بأن زيادة الاتجار بالمخدرات وتعاطيها في المناطق الحدودية يرتبط بصلة وثيقة بالإرهاب والاضطرابات السياسية، مشددًا على ضرورة وجود مزيد من اليقظة الأمنية في الدول الحدودية المجاورة.
وأضاف «كوفيند» -أثناء تقديمه الجوائز الوطنية للخدمات المتميزة في مجال الوقاية من إدمان الكحول والمخدرات في نيودلهي؛ بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها- أن تجارة المخدرات على الحدود بين الدول الإقليمية تشكل خطرًا على الأمن القومي للبلاد، مشيرًا إلى أن الموقع الجغرافي للدولة بين «المثلث الذهبي» في ميانمار ولاوس وتايلند و«الهلال الذهبي» بين إيران وأفغانستان وباكستان، يجعل مشكلة الاتجار وتعاطي المخدرات والكحوليات أكثر حدة وتعقيدًا.
وتحدث الرئيس الهندي عن التأثير السلبي للإدمان على الفرد والأسرة والمجتمع الدولي أجمع في مجالات الصحة والثقافة والتنمية والسياسة؛ ما يُشكل تحديًا لملف الأمن والتنمية الدولية.
وفي إطار التهديد العالمي لتجارة المخدرات التي تستخدم في تمويل الإرهاب وأنشطة التطرف، ذكرت دراسة لمركز البحث البريطاني «routledge»، بعنوان «الاندماج بين الحرب على المخدرات ومكافحة الإرهاب»، أن آليات العمل التي تعتمد عليها الجماعات الإجرامية تتشابه بشكل كبير مع ماهية عمل المنظمات الإرهابية؛ ما يخلق نوعًا من التشابه وربما التعاون فيما بينهم؛ حيث إنهم غالبًا ما يعتمدون على نفس الموردين ووسائل النقل والبنية التحتية في الحصول على مصادر الدخل؛ ما قد يجعلهم موردًا ماليًّا لبعضهم البعض.
ومن الأمور اللوجستية التي تدعم الروابط بين تجار المخدرات وتجار الدم، أشارت الدراسة إلى أن تجار المخدرات لديهم معلومات وبيانات مفيدة للإرهابيين حول طرق النقل غير المشروع لشحناتهم غير المشروعة وهو ما يجذب تلك الجماعات لبناء جدران من الصلة بين أصدقائهم في الشر، كما أنَّ المتطرفين لديهم من الخبرة أيضًا ما يجد فيه الطرف الثاني إفادة، مثل مهارات صنع المتفجرات، والأسلحة والتكتيكات العسكرية والقتالية.
ويذكر التقرير طريقًا من طرق المخدرات الذي يستخدم أيضًا في تمرير الإرهابيين -إلى جانب قربه الجغرافي من الهند- وهو الممر من أفغانستان عبر إيران وتركيا وبلغاريا ومقدونيا وألبانيا ومن هناك إلى أوروبا من خلال إيطاليا واليونان؛ ما سمح للمخدرات بالانتقال من أفغانستان عبر دول آسيا الوسطى، بشكل مهيمن عبر «طاجيكستان، تركمانستان وأوزبكستان»، مرورًا بالقوقاز وروسيا ودول البلطيق ونحو الدول الإسكندنافية وأوروبا، إضافة إلى تهريب الإرهابيين، بعد هجمات 11 سبتمبر، إلى أفغانستان عبر إيران ووسط آسيا وأوكرانيا.
إضافةً إلى التشابه في آليات العمل بين طرفي الإرهاب، تتشابه أيضًا طرق المكافحة، فوفقًا للدراسة فإن المعاهدات التي تتضمن بنودًا حول مكافحة الإرهاب في الغالب ما تشمل أيضًا مواد تتعلق بالمخدرات ومكافحة الاتجار بها، إلى جانب طرق جمع المعلومات الاستخباراتية فمحاربة كلٍّ من الطرفين تقتضي بيانات وتحليلات مخابراتية حول العناصر وعددهم ونظم غسيل الأموال التي يتبعونها.





