استراتيجيات جديدة.. «داعش» يحاول العودة
بدأ تنظيم داعش في الفترة الحالية يلجأ إلى حرب العصابات، بعد أن خسر جميع الأراضي التي كان يُسيطر عليها، وهذا الأمر على وجه التحديد توجههم إليه صحيفة التنظيم.
ففي عدد «النبأ» التابعة للتنظيم الأسبوع الماضي،
شجعت الصحيفة عناصر التنظيم على اتباع أساليب حرب العصابات في أي معركة يقومون
بها، ونشرت مجموعة تعليمات تفصيلية عن كيفية
تنفيذ عمليات الكر والفر، وذلك بحسب ما جاء في الصحيفة الإرهابية.
ويستخدم التنظيم هذه الأساليب في بعض الأماكن التي يتطلع
إليها للتوسع خارج العراق وسوريا.
وهذا الأسلوب حقق العديد من النجاحات، إذ نفذ الكثير من الهجمات الإرهابية في أجزاء مختلفة من العالم خلال الأسابيع الماضية.
أسلوب العمل
وفي مقطع فيديو بثته ما تُعرف بـ«شبكة الفرقان» التابعة للتنظيم في أبريل الماضي، شجع زعيمه «أبوبكر البغدادي» عناصره على مواصلة القتال، وإضعاف العدو من خلال الاستنزاف، مؤكدا أن شن هذه الحرب سيكون أهم من الانتصار، وذلك بحسب قوله.
وفي الأسابيع القليلة الماضية نشرت النبأ، سلسلة من 4 أجزاء تحت عنوان «إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين»، وفي هذه السلسلة دعا التنظيم عناصره إلى تجنب الاشتباكات المباشرة مع العدو، وهو الأمر الذي كان يشجعه من قبل، وفقًا لما جاء في صحيفتهم.
وشرحت السلسلة، كيف تستطيع العناصر من خلال حرب العصابات إضعاف العدو دون تكبد خسائر، كما دعتهم إلى الاستيلاء على أسلحة الضحايا، وأخذ متعلقاتهم الثمينة أو إحراقها، وقالت: «إن من بين أهداف هجمات الكر والفر احتجاز الرهائن، وتحرير الأسرى، والاستيلاء على أموال العدو»، بحسب ما جاء.
وفي السياق ذاته، قالت «ريتا كاتز»، المديرة التنفيذية لمجموعة سايت التي تتابع مواقع المتطرفين على الإنترنت: إن الغة التي استخدمتها الصحفية الداعشية تشبه اللغه التي استخدمت في إرشادات أصدرها تنظيم «القاعدة» في السنوات السابقة من خلال مجلة القاعدة الإلكترونية المعروفة بـ«البتار».
وأكدت كاتز، أن التنظيم من خلال الأسلوب الجديد الذي استخدمه استطاع أن يهاجم أكثر من دولة، ويؤسس ولايات مزعومة له، ففي 18 أبريل الماضي أعلن التنظيم عن أول هجوم له في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإنشاء ما تُعرف بـ«ولاية وسط أفريقيا»، ومنذ ذلك الحين أعلن التنظيم عن عدة هجمات أخرى في الكونغو.
وفي العاشر من مايو الجاري أعلن عن ولاية مزعومة له في كشمير بالهند، وفي نفس اليوم اقتحم مسلحون يستقلون دراجات نارية بلدة بشمال شرق نيجيريا، وأطلقوا النار على السكان.
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: «إن تنظيم داعش شرع مؤخرًا في تغيير الاستراتيجيات القتالية التي كان يستخدمها في السابق؛ لأنه يُحاول أن يعوض الخسائر التي تكبدها خلال الفترة الماضية».
وأكد النجار في تصريح لـ«المرجع»، أن «أغلب الخطط التي شرع داعش فى استخدامها، كان يستخدمها في بداية دخوله الأراضي السورية، وتلك الخطط حينها مكنته من نجاحات كثيرة؛ لذلك عاد إلى استخدامها من جديد في الوقت الحالي».





