ad a b
ad ad ad

العراق بين شقي الرحى.. مطرقة واشنطن وسندان طهران

الجمعة 24/مايو/2019 - 04:19 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

مع اشتعال حدة المناوشات «الأمريكية ــــــ الإيرانية»، تسعى طهران إلى الزج بالعراق ضمن هذه المناوشات، وهو الأمر الذي حذر منه سياسيون عراقيون، مشددين على ضرورة إبعاد العراق؛ لأنها قد تنهي وجود الدولة العراقية.


العراق بين شقي الرحى..

وفي ظل محاولات إيران لتحريك ميليشياتها في العراق للصدام مع القوات الأمريكية، أكد مسؤول في الخارجية الأمريكية، أن صاروخًا بدائي الصنع سقط في المنطقة الخضراء بالقرب من السفارة الأمريكية في بغداد دون أن يُسفر عن إصابات، مُضيفًا: «نأخذ ما حدث في العراق على محمل الجد.. لقد أوضحنا خلال الأسبوعين الماضيين ونؤكد مرة أخرى أن الهجمات على المواطنين أو المرافق الأمريكية لن يتم التسامح معه وسيتم الرد عليه بطريقة حاسمة».


فيما قال مصدر أمني عراقي: إن قذيفة من طراز «كاتيوشا» استهدفت المنطقة الخضراء، وسُمعت صافرات إنذار تدوى في محيط السفارة الأمريكية في بغداد، وبدأت القوات الأمنية العراقية عمليات تمشيط في المنطة ومحيطها.

العراق بين شقي الرحى..

لعبة جس النبض

يقول الباحث العراقي، فراس إلياس، في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن هذا المشهد ربما يبدو أنه رغبة في إثبات الوجود الإيراني في كل مناطق الوجود الأمريكي، إذ شكل الهجوم الصاروخي الذي شنته ميليشيات مسلحة قريبة من إيران على السفارة الأمريكية في بغداد، تصعيدًا خطيرًا في إطار لعبة جس النبض بين الطرفين.


وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي مترافقة مع وصول السفير الأمريكي الجديد «ماثيو تويلر» إلى العراق، الذي يعرف في واشنطن بأنه «سفير الحرب»، وقد تشكل هذه الهجمات الصاروخية رسالة حاول الحرس الثوري الإيراني أن يرسلها للسفير الجديد.


وأضاف الباحث العراقي، أنه يمكن القول: إن هناك رغبة متبادلة بين الطرفين الأمريكي والإيراني لعدم رفع سقف المواجهة العسكرية إلى مستويات إستراتيجية عليا، قد تدفع الطرفين للدخول عمليًّا في سياسات حافة الهاوية، عندها تكون الكلفة الإستراتيجية التي سيقدمها الطرفين مكلفة جدًّا، ولهذا تشكل حروب الوكالة، أو لنقل التعرض غير المباشر من مناطق ومصالح وقيم العدو خيارًا مُرجحًا من الطرفين، فهناك إدراك واضح لنقاط قوة وضعف الطرفين، ولهذا يبدو أن خيارات المواجهة المباشرة لم تكتمل بعد، على الرغم من أنها بعيدة، ولهذا تشكل المناوشات الغير مباشرة أفضل إستراتيجية يمكن أن يتم التعاطي معها في الوقت الحاضر.


وتابع أن، ما يدعم هذا الرأي ما تحدثت عنه مجلة «التايم» الأمريكية نقلًا عن ثلاثة مسؤولين عسكريين أمريكيين، يشاركون في التخطيط للقوات العسكرية والإشراف عليها في منطقة الخليج العربي، تأكيدهم أنه «لا توجد خطة فعلية قابلة للتنفيذ فيما يتعلق بإيران، أو أي شيء من هذا القبيل لنشر قوات على نطاق واسع في الخليج».


وشدد الباحث العراقي على أن إيران تولي الميليشيات المسلحة في العراق اهتمامًا كبيرًا في سياسة المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية لما أظهرته هذه الميليشيات المسلحة من التزام إستراتيجي كبير خلال الفترة الماضية، وما يزيد على ذلك هو التزامها العقائدي بنظام ولاية الفقيه في ايران، فقد تحدثت الكثير من المصادر عن جولات مكوكية يجريها قائد فيلق القدس الإيرانى، قاسم سليماني في العراق؛ من أجل تحشيد هذه الميليشيات وتعبئتها عسكريًّا استعدادًا لأي طارئ مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعني الزج بالعراق حكومة وشعبًا في مواجهة ليس له فيها مصلحة سوى المزيد من الدمار والعنف وإحلال السيادة امام الجماعات الإرهابية المسلحة.

"