ad a b
ad ad ad

أبواب الحرب المفتوحة.. إيران وأمريكا بين التهدئة والتصعيد

الخميس 23/مايو/2019 - 06:05 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

تشير تطورات الأحداث في منطقة الخليج العربي، وحسابات المعطيات السياسية في ظل التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران، إلى ارتفاع تكلفة وآثار الحرب- حال اندلاعها- بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ورغم رغبة الطرفين في عدم الحرب، فإن كلًّا منهما لا يسقطها من حساباته.


 مجيد تخت روانجي
مجيد تخت روانجي
رسالة ايران في الامم المتحدة

وقد حذر المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، من اندلاع أزمة إقليمية إن لم يتم احتواء الوضع الخطير الحالي، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى للحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن نفسها.

وأضاف، في رسالته التي وجهها للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، أن الأوضاع الأمنية في منطقة الخليج باتت «محفوفة بالمخاطر»، محذرًا: «إن لم يتم احتواء هذا الوضع، فمن المحتمل أن يخرج عن السيطرة عاجلًا أو آجلًا، وأن يقود إلى أزمة غير ضرورية أخرى في هذه المنطقة».

وأكد المندوب الإيراني أن بلاده كانت ولاتزال ترفض دومًا النزاع والحرب، ولن تختار أبدًا الحرب.

وأتت هذه الرسالة بعدما رفعت القوات الأمريكية الجاهزية والتأهب لقطاعاتها وقواعدها العسكرية كافة في المنطقة وأساطيلها البحرية؛ الرابع والخامس والسادس، تزامنًا مع إرسال حاملة الطائرات والفرقاطات المساندة لها، والمدمرات الاستراتيجية والقاصفات الأمريكية العملاقة؛ تحسبًا لأي تهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة.


أبواب الحرب المفتوحة..
تحذيرات من نشوب الحرب

وقد حذر عدد من الخبراء العسكريين من وقوع حرب شاملة ومحتدمة في المنطقة، تشنها الولايات المتحدة ضد إيران، حال إغلاق الأخيرة لمضيق هرمز، خصوصًا في ظل قيادة أمريكية متشددة غير قابلة للتوقع، وتزامنًا مع أزمات كثيرة في الخليج، تمثل إيران عاملًا مشتركًا فيها، وتمثل الأزمة الحالية عودة إلى فترة التوترات العسكرية الإيرانية الأمريكية التي سادت في عهد جورج دبليو بوش.

من جهته أكد الخبير المختص بالعلوم العسكرية بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات بألمانيا، هشام العلي، أن احتمالية حدوث حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تبقى واردة، خاصةً في ظل التبادل في الإجراءات بين الطرفين، إلا أنه يظل تحققها مرتبطًا بأمور تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها.

وقال العلي في تصريح للمرجع: إن من السيناريوهات المحتملة لتلك الحرب أن يقومَ كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بشن هجوم إجهاضيّ يتم من خلاله إجراء تفجيرات نووية فوق الغلاف الجوي لطهران، على ارتفاع يصل لنحو 270 ميلًا فوق سطح الأرض، مشيرًا إلى أن مثل هذه التفجيرات النووية لا تؤثر في الوقت الراهن على الأحياء والبنايات، لكنها تؤدي إلى شلل تام في الاتصالات والأنظمة الكهربائية والإلكترونية وعلى مساحة تمتد إلى آلاف الكيلومترات وحسب وزن التفجير النووي.

وتابع: هذه العملية تُسَمّى في الأوساط العسكرية نجم البحر (starfish prime)، الهدف منها شل منظومات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية ووضعها خارج نطاق الحرب، إضافةً إلى شلل الاتصالات التي تُعْتَبَر العصب الأهم الجيوش المتحاربة.

وشدّد على أن العملية تحتاج إلى حشد للرأي العام ضد إيران، كما تحتاج إلى استفزاز إيران لدفعها نحو عمل عسكري ضخم ضد المصالح الأمريكية أو الخليجية؛ من أجل شرعنة استخدام الأسلحة النووية ضدها، لافتًا إلى أنه لا يمكن التعويل على التصريحات المتبادلة بين الطرفين لمعرفة خفايا ما يدور.

وتابع: الجانبان فعلًا لا يريدان الحرب، لكن الأمور وصلت إلى درجة لا يمكن لواشنطن أن تسكت عنها، خصوصًا بعد أن أصبحَ برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية مصدر خطر فعلي على إسرائيل والخليج معًا، مستطردًا: أعتقد أن واشنطن تريد حشد الرأي العام ضد إيران؛ كون الحرب ستكون مدمرةً بكل معنى الكلمة، وقد تستغرق 4 شهور تحتاج منطقة الخليج بعدها إلى إعادة إعمار شامل.
"