ad a b
ad ad ad

«أعداء ولكن».. ميليشيا الحوثي تستخدم التكتيكات الداعشية في اليمن

الإثنين 20/مايو/2019 - 12:23 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

في إحدى المناطق الجبلية الوعرة، بالقرب من مدينة عدن اليمنية، اقتاد مسلحون تابعون لتنظيم «داعش» الإرهابي مجموعة من الحوثيين، بينما كان أحد الإرهابيين يجهز كاميراته لتسجيل المشهد، ربط الإرهابيون ضحاياهم ببعضهم البعض، واختفوا من الكادر، قبل أن يُسمع في الخلفية صوت انطلاق قذيفة صاروخية، أصابت القذيفة هدفها تمامًا، وتحول الحوثيون إلى أشلاء أمام عدسة التصوير.



«أعداء ولكن».. ميليشيا
بعد وقت قصير، بث التنظيم الفيديو المصور تحت عنوان «ثأر الكماة»، ليسجل حضوره في قائمة محاربي جماعة الحوثي داخل اليمن، لكن وفق منهجه وطريقته الخاصة.

بالرغم من «الاقتتال» الذي دار بين الحوثيين والدواعش على أرض اليمن، فإن الجماعة استفادت من تكتيكات التنظيم الإرهابي، في مواجهة الجيش الوطني في اليمن، وقوات التحالف العربي التي تسعى لإعادة الحكومة الشرعية إلى حكم صنعاء.



«أعداء ولكن».. ميليشيا

الدرونز.. سلاح «داعش والحوثي» المفخخ في السماء


في فبراير 2017، بث تنظيم داعش عددًا من الفيديوهات تظهر استخدام عناصره لطائرات بدون طيار «درونز»، في استهداف القوات العراقية خلال معارك مدينة الموصل، التي دامت نحو 10 أشهر.


وبعد نحو شهر، وتحديدًا في مارس 2017، استخدمت جماعة الحوثي السلاح نفسه في معاركها داخل اليمن، مهددة بشن هجمات مماثلة ضد دول التحالف العربي.


ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة أبحاث التسليح خلال الصراعات «conflictarm»، فإن الحوثيين استخدموا نماذج طائرات إيرانية من طراز «أبابيل»، لكن بعد تعديلها وإطلاق اسم «قاصف -1»، عليها لإخفاء مصدر الدرونز الأساسي.

وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت جماعة الحوثي استهداف خط لنقل النفط تابع لشركة أرامكو السعودية بطائرات بدون طيار، انطلقت من داخل الحدود اليمنية.


وفي يوليو2017 انتصرت القوات العراقية على «داعش» في الموصل، لكن من يعرف بأمير هيئة الحرب داخل التنظيم، أعلن أن دروس معركة «الموصل» سيتم تطبيقها في ساحات معارك أخرى بحسب حوار له مع صحيفة "النبأ" الداعشية، لكن تلك الدروس والتكتيكات، وجدت طريقها للتطبيق على يد جماعة الحوثي غريم «داعش» في اليمن.


«أعداء ولكن».. ميليشيا

المفخخات والعبوات الناسفة


كانت السيارات والدراجات المفخخة، أحد أنجع الأسلحة الداعشية خلال معركة «الموصل»، لكن جماعة الحوثي استقت الفكرة من الدواعش، وبدأت بتطبيقها، إذ فجرت الجماعة دراجة نارية داخل سوق شعبي في مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز اليمنية.


كما استخدام الحوثيون العبوات الناسفة الأسطوانية، والتي يستخدمها «داعش» بكثرة في العراق وسوريا واليمن، والعبوات المموهة، والتي وثقت بعثة ميدانية تابعة لمؤسسة أبحاث التسليح، استخدام هذه الأنواع داخل اليمن وفقًا لتقرير صادر عنها في سبتمبر 2018.


«أعداء ولكن».. ميليشيا

التخفي من الطائرات


شكلت الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالفين العربي والدولي، نقطة مهمة في تحول مسار المعارك سواء داخل اليمن، أو في مناطق داعش في سوريا والعراق، وهو ما دفع جماعة الحوثي وتنظيم داعش إلى محاولة الهروب من القصف الجوي باتباع طرق عديدة، تتشابه في مضمونها وفقًا لتقرير صدر مطلع العام الجاري لمركز بحوث التسلح «armamentresearch».


ووجه التنظيم الإرهابي سلسلة من الإرشادات لمقاتليه بعنوان «كيف تقاتل تحت أعين الطائرات الصليبية؟» بدأت في العدد 97 من صحيفة النبأ، وركزت على توجيه المقاتلين إلى تغيير تكتيكاتهم، وتمويه الأسلحة والمعدات التي يستخدمونها وعدم التجمع في مجموعات كبيرة لتلاشي القصف الجوي.


ولجأت جماعة الحوثي إلى نفس التكتيك تقريبًا في مواجهة التحالف العربي، وطبقت الوصفات الداعشية لكن بدقة أكبر.


«أعداء ولكن».. ميليشيا

التمويه والشراك الخداعية


خلال حرب المدن التي خاضها داعش، عمل التنظيم على إخفاء مواقعه والسيارات المفخخة والأسلحة الثقيلة التي يستخدمها بعدة طرق، وعلى الطريق نفسه سارت جماعة الحوثي، لإيهام التحالف بكثرة عدد مقاتليها ودفعه إلى تغيير الخطط الحربية ضدها، وإخفاء تحركات عناصرها.


وصممت الجماعة نماذج خشبية لصواريخ بالستية، وأخرى معدنية لسيارات ومدفعية ثقيلة، ونشرتها في عدد من مناطق المواجهة لإلهاء التحالف العربي والجيش اليمني عن الأهداف الحقيقية، وتكبيد القوات المحاربة للجماعة خسائر مالية كبيرة عند قصفها لهذه الأهداف الوهمية.

"