مع قرار الحكومة الألمانية.. أزمة الحجاب في أوروبا تعود للواجهة مرة أخرى
السبت 18/مايو/2019 - 10:21 م
شيماء يحيى
طالت قضية الحجاب والنقاب بالدول الأوروبية جدلًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، بين مؤيد لحظره تخوفًا من استغلاله في أي عمل إرهابي، وبين معارض لما في ذلك من انتهاك حقوق الأفراد في الملبس، وبرزت إثر ذلك مطالب متكررة بمنع ارتدائه في الأماكن العامة ومقرات العمل كذلك؛ إثر هجمات إرهابية أودت بحياة المئات في بلدان أوروبية عدة، قام بها متطرفون متشددون.
وعادت تلك الأزمة للظهور على الواجهة مرة أخرى بعد إعلان الحكومة الألمانية، الجمعة 17 مايو، عن أنها تفكر فرض حظر على ارتداء
التلميذات في المدارس الابتدائية الحجاب الإسلامي، في خطوة لاحقة على قرار العديد من الدول
الأوروبية التي أصدرت قوانين مشابهة بشأن الحجاب، مثل بريطانيا وهولندا وبلجيكا والدنمارك.
تنامي التطرف والإسلاموفوبيا
وتأتي تلك القرارات الأوروبية بحظر ارتداء الحجاب في المدارس، مع تصاعد ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، إذ اتسع الجدل حول الحجاب، فيما يتعلق بالحرية الدينية، والمساواة بين النساء، واستيعاب الأقليات الدينية من جهة، وبين التقاليد العلمانية والتخوف من الحركات المتشددة من الجهة الأخرى.
ويرى مراقبون، أنه لابد من التفرقة بين بحث إمكانية ارتداء الحجاب بالنسبة للأشخاص البالغين، ومنع الفتيات القاصرات من ارتدائه، على اعتبار أنهن في مرحلة عمرية يكون التأثير الأكبر فيها للعائلة، دون أن يكون لهن خيار.
واختلفت ردود فعل الجاليات الإسلامية تجاه هذه القرارات، ففي الوقت الذي يحتدم فيه الجدل حول حق المسلمات في ارتداء الزي الإسلامي، لم تلق قضية حظر الحجاب في المدارس جدلًا كبيرًا، وهو ما ظهر في تعليق الناطقة باسم الجالية الإسلامية في النمسا كارلا أمينة باجاجاتي، على سبيل المثال، والذي قالت فيه: إن ما يُثار من نقاشات حول مسألة الحجاب بأنه «قضية هامشية» تم إعطاؤها اهتمامًا غير متكافئ.
ويقول الدكتور محمد عبدالفضيل، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تصريح سابق لـ«المرجع»: إنه على المسلمين احترام مثل هذه القوانين ما لم تصدم بالثوابت الإسلامية التي تعلمناها من الأزهر الشريف؛ لأن هذه الدول تعمل للحدِّ من التطرف الذي انتشر في الآونة الأخيرة.
وأهاب بالدول الأوروبية أن تحترم التعاليم الإسلامية، وألا تتخذ بعض المظاهر الإسلامية ذريعةً لمواجهة التطرف والإرهاب، خاصةً أن الحجاب لم يكن سببًا يومًا ما في انتشار ظاهرة الأعمال الإرهابية في أوروبا، وهناك شعور بالمبالغة في التعامل مع المسلمين في العديد من الدول الأوروبية.
وأضاف مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنه يجب على الحكومات الأوروبية عمل نقاش جادٍّ مع الجاليات الإسلامية والمراكز الإسلامية هناك حتى يتم وضع قوانين وفق ظروفهم ومعطياتهم، وحذَّر من الصدام بين الجاليات الإسلامية والحكومات بعد هذه القرارت، حتى لا تنتج عنها أعمال إرهابية متطرفة.





