جولات «حفتر» الخارجية.. حلحلة المشهد الليبي سياسيًّا

بينما كانت الصحف الليبية تحتفي باختتام القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، زيارته إلى القاهرة، أمس السبت 11 مايو، أعلنت وكالة «نوفا» الإخبارية الإيطالية، زيارة مرتقبة للمشير إلى فرنسا، الأربعاء المقبل 15 مايو.

وزيارة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة هي الثانية خلال أقل من شهر، إذ زار العاصمة المصرية، منتصف أبريل الماضي؛ لإطلاع الرئيس عبدالفتاح السيسي على مستجدات معركة «طوفان الكرامة» التي بدأها الجيش الليبي في الرابع من أبريل، ضد الميليشيات المتطرفة بالعاصمة طرابلس، وكانت القاهرة العاصمة الأولى التي زارها «حفتر» منذ إطلاق «طوفان الكرامة»؛ ما دل على اهتمام مصر بمستجدات الشأن الليبي.
وتناول مراقبون ليبيون الزيارة الثانية لحفتر إلى القاهرة، في سياق الدعم المتجدد من القاهرة للمسار الذي يتخذه الجيش الليبي، معتبرين أن القاهرة تعد العاصمة الأكثر تأييدًا لعودة سلطة الدولة الليبية على كامل الجغرافيا الليبية.
ووفقًا لبيان صادر عن الرئاسة المصرية، فقد حضر اللقاء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، وأكدت مصر خلاله دعمها لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة؛ لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية.
في نفس الوقت، تأتي زيارة المشير المرتقبة إلى فرنسا، عقب أيام من ختام زيارة رئيس حكومة الوفاق المدعومة من الميليشيات والمسيطرة على العاصمة طرابلس، فائز السراج، إلى باريس.
وخلال الزيارة التي استهلها «السراج» الأربعاء 8 مايو، والتقى خلالها الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، حاول رئيس «الوفاق» الحصول على إدانة فرنسية للتحركات العسكرية للجيش الليبي، وهو ما لم ينجح فيه، إلا أن فرنسا في المقابل أكدت حيادها في الأزمة الليبية.
ويستند خطاب الوفاق تجاه فرنسا على ابتزازها، إذ يقول رئيس الحكومة الوفاق دائمًا إن فرنسا تدعم المشير خليفة حفتر في اختياراته، فيما تنفي فرنسا هذه التقديرات.
ويرى مراقبون أن فرنسا تقف في صف المشير خليفة حفتر بالفعل، وذلك ليس اتهامًا، معتبرين أن نفيها لذلك لا يخرج عن نطاق الحديث الدبلوماسي، حتى لا تقطع الصلة مع حكومة الوفاق، وترى باريس أن «حفتر» يعتبر الخيار الأفضل في ليبيا اليوم، في ظل سقوط العاصمة في يد المليشيات المدعومة من قبل الإسلاميين، وقدرة الأول عسكريًّا، الأمر الذي جعلها تراه الطرف الأقوى على الساحة، والقادر على عودة الأمن للجارة الجنوبية.

حلحلة المشهد الليبي
اعتبر الباحث الليبي، محمد الزبيدي، أن الجولات التي يقوم بها المشير خليفة حفتر إلى الخارج، ستؤثر بالتأكيد على المشهد الداخلي، مشيرًا إلى أنه يؤكد من خلالها على وجود داعمين إقليميين ودوليين له، لافتًا إلى أن مثل تلك الزيارات ربما تساعد على حلحلة المشهد الليبي المعقد، ومشيرًا إلى أن معارك تحرير طرابلس دخلت شهرها الثاني؛ ما يعني أن الأمور تحتاج إلى مخرج سياسي يساعد في الحسم على الأرض.
وشدد «الزبيدي» على أن مثل تلك الأمور كانت متوقعة في ظلِّ الإقرار بصعوبة معركة طرابلس، قائلًا: «إن معركة درنة وحدها استغرقت أكثر من شهرين، فما بالك بتحرير العاصمة».
وأطلق المشير خليفة حفتر، في الرابع من الشهر الماضي تعليماته ببدء تحرك القوات المسلحة الليبية باتجاه العاصمة لتحريرها من قبضة الميليشيات بعد نجاحها في تطهير الجنوب، ومنذ إطلاق العملية، يحرض الإسلاميون وميليشياتهم داخل ليبيا وخارجها على قوات الجيش، محاولين تأليب المجتمع الدولي عليهم.
ويخشى الإسلاميون بالمنطقة من تقدم الجيش نحو طرابلس وسيطرته على العاصمة؛ إذ سيفقدهم ذلك النفوذ الذي كوّنوه منذ سقوط النظام الليبي السابق في ليبيا؛ ما يعني خسارة جديدة للمشروع الإسلاموي في الإقليم.
للمزيد... اتهامات لـ«النهضة» بتمرير مصابي الميليشيات الإرهابية من ليبيا للمشافي التونسية