إسطنبول الحائرة.. المعارضة تنتفض ضد أردوغان وقضائه الخاضع
يواجه رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، أخطر وأكبر أزمة منذ وصوله إلى
الحكم، وربما منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية، وذلك على خلفية قرار اللجنة العليا للانتخابات
بإعادة الانتخابات في بلدية إسطنبول.
ويواجه «العدالة والتنمية» انتقادات كبرى بعد قرار إعادة تلك الانتخابات، حيث يرى مراقبون أن القرار صدر من قبل نظام أردوغان نفسه، وليس من القضاء أو من اللجنة العليا للانتخابات في تركيا.
المعارضة
تنتفض
وتوالت ردود الفعل المعارضة لقرار إعادة
الانتخابات، حيث أطلقت 49 نقابة فرعية للمحامين، خصوصًا في ولايات إسطنبول وأوضنة وأنقرة
وإزمير، بيانًا مشتركًا، الخميس 9 مايو 2019، لرفض قرار اللجنة العليا للانتخابات في
إسطنبول، معتبرين أنه لا يستند على أي أساس قانوني.
واعتبر البيان أن القرار حول رؤساء مجالس
الاقتراع ليس له أساس من الصحة، والأسباب التي اعتمدت عليها اللجنة غير مقنعة قانونيًّا،
معربة عن تخوفها من ما يتم ترتيبه في الغرف المغلقة من قبل نظام أردوغان.
وصرح محمد دوراك أوغلو، رئيس نقابة المحامين في بلدية إسطنبول، معلقًا على قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول، قائلًا: «أنظر كرجل قانوني إلى الأسس المنطقية لكل حكم قضائي، ولكني أعلم السبب الحقيقي لاتخاذ اللجنة العليا للانتخابات لهذا القرار، لست ساذجًا حتى أسأل عن ذلك، هذا القرار مشكوك فيه وفي دوافعه».
بينما صرح أوزكان يوجال، رئيس نقابة المحامين في بلدية إزمير، حول هذه الأزمة قائلًا: «لقد ماتت الديمقراطية في تركيا، وانقلبت كل القواعد رأسًا على عقب، وقد نتج عن هذا القرار انعدام الديمقراطية، وإلغاء لأمن القانون، ولا يمكن فهم هذا القرار، إنهم يدمرون الناخبين الأتراك».
خضوع القضاء
لسلطة أردوغان
وفي سياق متصل، صرح صابح كانادوجلو، النائب
العام الفخري بالمحكمة العليا، بأن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا خضعت بصورة واضحة
أمام سلطة أردوغان بقرارها إعادة الانتخابات في بلدية إسطنبول.
يذكر أن اللجنة العليا للانتخابات كانت
قد أصدرت قرارها بإعادة إجراء الانتخابات البلدية في إسطنبول، عقب تقديم حزب العدالة
والتنمية طعنًا على نتيجة الانتخابات، والتي أسفرت عن هزيمة مرشح الحزب علي يلدريم،
رئيس الوزراء السابق، وفوز أكرم داود أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري، وهو ما يعني
خسارة الحزب لسيطرته على البلدية الأهم والأكبر في تركيا.





