يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«عقوبات واشنطن وميليشيات طهران».. تقرير إماراتي يكشف أبعاد الصراع

الجمعة 10/مايو/2019 - 07:33 م
المرجع
علي رجب
طباعة

»  كيف ينعكس التوتر بين واشنطن وطهران على دور الميليشيات؟»، تحت هذا السؤال أعد مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة، الإماراتي،  دراسة حديثة رصد فيها الاجابة الصريحة - من وجهة نظر الدراسة- حول تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والميليشيات المنضوية تحت مظلة «الحشد الشعبي» في العراق وحزب الله في لبنان بموازاة التصعيد الجاري بين الأولى وإيران على خلفية العقوبات التي تواصل فرضها عليها عقب انسحابها من الاتفاق النووي في 8 مايو 2018، والتي ردت عليها إيران بتخفيض مستوى التزاماتها في الاتفاق النووي مع حلول الذكرى الأولى للانسحاب الأمريكي في 8 مايو 2019.

 

وخلص التقرير البحثي إلى دور الميليشيا الطائفية الموالية للحرس الثوري الإيراني في الصراع المتوقع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، أن واشنطن مستعدة تمامًا للرد على أى هجوم سواء من وكلاء إيران أو من الحرس الثوري أو القوات النظامية الإيرانية، في الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا.

«عقوبات واشنطن وميليشيات

تقارير أمريكية


على صعيد متصل؛ أكدت دراسة المركز أن تقارير أمريكية عديدة أشارت في هذا الصدد إلى تنامي خطر «وكلاء إيران» على مصالح واشنطن في الشرق الأوسط، بما يتجاوز التهديد المباشر من جانب إيران ذاتها، وهو ما يفسر تغيير الإستراتيجية الأمريكية التي باتت تربط بشكل مباشر بين إيران ووكلائها الإقليميين. وقد تزايد اهتمام دوائر الأمن الأمريكية بالميليشيات العراقية، خاصة الموالية لإيران، في ضوء الحذر من تداعيات العلاقات بين تلك الميليشيات وإيران على الوجود الأمريكي في العراق وسوريا، حيث تنشط تلك الميليشيات بكثافة على خطوط التماس في بعض المواقع التي توجد فيها القوات الأمريكية، وهو ما يتوازى أيضًا مع الإجراءات التي تواصل واشنطن اتخاذها إزاء حزب الله في لبنان.

 

   وتابع المركز، أن القرارات التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية، ضد إيران ذاتها، وبدا ذلك جليًا في العراق تحديدًا، التي مثلت، في مرحلة سابقة، محورًا لتفاهمات بين واشنطن وطهران، سواء كانت تتعلق بالعراق أو بدول أخرى مثل أفغانستان، وهى المرحلة التي يبدو أنها انتهت مع اتساع نطاق الخلاف بين واشنطن وطهران في العامين الأخيرين.

 

   وأضاف أن مظاهر هذا التصعيد تعددت بتعدد مواقع الحلفاء التي تشكل بدورها ساحات نفوذ لإيران في المنطقة. ففي العراق، وعلى الرغم من احتواء جولة التصعيد التي اندلعت بين الولايات المتحدة الأمريكية وميليشيا «الحشد الشعبي» في 3 فبراير 2019، على خلفية التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال فيها إن «هدف القوات الأمريكية في العراق هو مراقبة إيران»، إلا أن الارتدادات التي فرضتها لم تتراجع، حيث كشف ثلاثة مسؤولين أمريكيين، طبقًا لتقارير عديدة، عن رصد الاستخبارات لتهديدات متعددة وجادة من جانب إيران وقوات تابعة لها في المقام الأول ضد القوات الأمريكية في العراق، وهو ما لا يمكن فصله عن قرار واشنطن إرسال حاملة الطائرات الأمريكية «أبراهام لينكولن» وقاذفات قنابل إلى منطقة الشرق الأوسط.

 

   وتابع «بمواكبة ذلك، توالت تحذيرات الإدارة الأمريكية التي وضعت إيران ووكلاءها في سلة واحدة كمصدر للتهديد، حيث قال جون بولتون مستشار الأمن القومي، في بيان له في 6 مايو 2019، إن «الولايات المتحدة الأمريكية لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني في الوقت الراهن، لكنها مستعدة تمامًا للرد على أى هجوم سواء من وكلاء إيران أو من الحرس الثوري أو القوات النظامية الإيرانية».

 

   في مقابل ذلك، أعلنت العديد من الميليشيات العراقية دعمها لإيران في مواجهة رفع مستوى العقوبات الأمريكية ضدها، حيث لوح بعضها باستخدام القوة ضد الوجود الأمريكي في العراق. ويعد موقف ميليشيا «عصائب أهل الحق» أحد المواقف الأكثر تشددًا في هذا السياق، حيث أكدت دعمها لموقف إيران في مواجهة الضغوط الأمريكية، وإن كان ذلك لا ينفي أن أحد أسباب هذا التشدد يعود إلى توجه واشنطن نحو إدراج الميليشيا على لائحة الإرهاب، على النحو الذي دفعها إلى تهديد الأخيرة بأنها «ستدفع ثمن ذلك».

 

   واللافت للانتباه في هذا السياق أيضًا، أن واشنطن استبقت قرار تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية بإدراج حركة «النجباء» في هذه القائمة، قبل أكثر من شهر، في مؤشر على أن واشنطن تعاملت مع تلك الميليشيات كأولوية للتهديد قبل أن تتعامل مع مصدر التهديد ذاته لاحقًا، ثم أصبحت تساوي بين الطرفين في ضوء العلاقة العضوية بين الحرس الثوري وهذه الميليشيات.

 

   أما في لبنان، فرغم أن الخطاب العدائي تاريخي بين حزب الله والولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلفها إسرائيل، إلا أن رفع مستوى العقوبات المفروضة على الحزب مؤخرًا في إطار العلاقة مع إيران والدور الذي مارسه على الساحة السورية، فضلاً عن تنامي مخزونه الصاروخي بدعم من جانب الأخيرة، ضاعف من حدة التصعيد من الجانبين، لا سيما أن ذلك توازى مع فرض إجراءات مالية ضد الحزب من خلال آليات الرقابة المالية الأمريكية، وإعلان واشنطن جوائز مليونية لمن يدلى بمعلومات عن تمويل الحزب.

«عقوبات واشنطن وميليشيات

ما بعد التصعيد

  

وحول احتمالات المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والميليشيات أكد التقرير أنها: تظل قائمة في العديد من الساحات قائمة، لا سيما في العراق مع استمرار خطاب التصعيد من جانب الزعامات الدينية والميليشياوية ضد واشنطن. لكن في مقابل ذلك، ترجح اتجاهات عديدة أن تواصل واشنطن، كخطوة أولى، عملية إدراج الميليشيات العراقية على لائحة الإرهاب، خاصة «عصائب أهل الحق» التي ينتظرها هذا القرار، وهو ما سوف يزيد من مستوى التوتر على الجانبين، وقد يتصاعد الموقف إلى حد اندلاع مواجهة بين الطرفين في شكل عمليات محدودة لاستهداف مواقع عسكرية أو مستشارين أو مصالح.

"