ad a b
ad ad ad

«إسراء أردوغان».. طريق «آلبيراق» الوردي للسلطة

الأربعاء 24/أبريل/2019 - 12:36 م
أردوغان
أردوغان
محمد عبد الغفار
طباعة

آلبيراق، شاب تركي يعمل موظفًا في شركة «شاليك» القابضة، عمل والده صادق آلبيراق كعضو في البرلمان التركي عن حزب الرفاة خلال عامي 1991 إلى 1995، إلا أن الشاب الذي عمل في وظيفة عادية بشركة تركية، كانت لديه ميول تشددية دينية واضحة، ورثها عن والده الذي كان عضوًا في حزب ديني، اعتبر بمثابة النواة لحزب العدالة والتنمية الحاكم الآن.


وقع الشاب في حب إسراء رجب أردوغان، نجلة الرئيس التركي، وأوقعها في حبه، معتبرًا أن هذه الآلية هي الطريق الوردي للصعود إلى سدة الحكم، وبعد أن حاز الشاب التركي على ثقة إسراء، نجح في الحصول على ثقة أردوغان ذاته، وهي العملية التي غيرت وجه حياته.

مسرحيات سياسية فاشلة


في 3 سنوات، نجح آلبيراق في الوصول إلى منصب الرئيس التنفيذي في الشركة خلال عام 2013، ثم أصبح عضوًا في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، وأصبح وزيرًا في حكومة أحمد داوود أوغلو كوزير للبترول والثروات الطبيعية في عام 2015، ثم نقل إلى وزارة المالية بعدها بثلاث سنوات في عام 2018.


ويبدو أن ثقة أردوغان في تولي آلبيراق حقيبة وزارة المالية لم تكن في محلها، ولأن الرجل لا يمتلك تلك الخبرة المناسبة مثله مثل أردوغان نفسه، انهار الاقتصاد التركي بصورة غير مسبوقة، حيث انهارت الليرة أمام الدولار، وارتفعت الديون الخارجية والعجز التجاري، بالإضافة إلى زيادة التضخم.


ولكي يغطي الرجل فشله، ويستمر في الحصول على ثقة رجب طيب أردوغان، خطط آلبيراق لعدة مسرحيات سياسية فاشلة، بأوامر من أردوغان شخصيًا، كانت أولها عندما انقلب على رئيس الحكومة التركي أحمد أوغلو، عندما فكر الأخير في منافسة أردوغان على منصب الرئيس، فخطط آلبيراق لتشويه صورة أوغلو، قبل طرده من المجال العام التركي.


وكانت عمليته الثانية عندما خطط لمسرحية الانقلاب في يوليو من عام 2016، وهو ما اعترف به أردوغان بصورة ضمنية عندما قال بأن آلبيراق هو أول من أخبره بما يحدث في البلاد، وهو مؤشر حول مدى نفوذ الرجل في تركيا وقوته، للدرجة التي سمحت له بمعرفة تحرك القوات العسكرية للانقلاب على حماه قبل أن تعرف القوى الأمنية نفسها.


كما ظهر آلبيراق وهو بجوار أردوغان بداخل الطائرة التي أقلته إلى أسطنبول، قبل أن يقف إلى جواره خلال الكلمة التي أعلن بواسطتها السيطرة على الانقلاب والقضاء عليه، وقام آلبيراق بتذكير حماه ببعض ما يجب أن يقوله إلى الجمهور، وهو مؤشر آخر على مكانة الرجل لدى الرئيس التركي.



تصفية المعارضين


وعلى الرغم من أن المؤشرات كافة تؤكد أن الانقلاب كان مدبرًا من قبل أردوغان، إلا أن الأخير استغل الحادث في تصفية المعارضين، والقبض على المئات منهم والزج بهم في السجون، وذلك كي يستطيع الحكم بصورة ديكتاتورية داخل البلاد.


مما يؤكد أن أردوغان، ونظرًا لتاريخه الانقلابي، لا يثق في أي من الدائرة المحيطة به سياسيًّا، لذا عمل منذ البداية على الزج بعائلته في العمل السياسي داخل البلاد، وذلك ظنًا منه بأنهم الفئة الأكثر أمانًا، والتي لن تخونه مطلقًا، ولكن الحالم بأوهام الخلافة نسى قوى الشعب.

"