ad a b
ad ad ad

بعد فوزه على الإسلامويين والجماعات المتشددة.. «ويدودو» رئيسا لأندونسيا

الخميس 18/أبريل/2019 - 11:07 م
 الرئيس الإندونيسي
الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو
أحمد لملوم
طباعة
أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو اليوم الخميس، فوزه في انتخابات الرئاسة، وأكدت نتائج استطلاعات قامت بها مؤسسات استطلاع خاصة استندت إلى عينة من الأصوات في الانتخابات التي أجريت أمس الأربعاء 17 أبريل 2019، أن ويدودو حقق فوزًا بفارق ملحوظ؛ حيث حصل على 55 بالمئة من التصويت الشعبي ليتقدم بنحو عشرة نقاط مئوية على منافسه الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو.


بعد فوزه على الإسلامويين
إستراتيجية مختلفة

ويرى الكثيرون أن هذا النجاح جاء نتيجة اتباع ويدودو استراتيجية مختلفة في هذه الانتخابات، التي مكنته من البقاء في الحكم خمسة أعوام جديدة، فقد نظم أنصاره حملات طرق الأبواب في مناطق عدة في البلاد، للترويج له ودحض الشائعات حوله خاصة في المناطق التي تعرف كمعاقل للإسلامويين المتشددين.

واختار «ويدودو»، رجل الدين الإسلامى معروف أمين، البالغ من العمر 76 عامًا، ليكون في منصب نائب الرئيس لتعزيز جاذبية بين الناخبين المسلمين، خاصة للدور المهم الذي لعبته مسألة الهوية والانتماء الديني في هذه الانتخابات.

وتحكم إندونيسيا ذات الـ267 مليون نسمة بنظام حكم علماني، وعلى الرغم من كونها أكبر دولة إسلامية في العالم، ينتمي نحو عشرة في المائة من سكانها إلى أقليات عرقية ودينية كالهندوسية والمسيحية والبوذية.


 الجنرال برابوو سوبيانتو
الجنرال برابوو سوبيانتو
زيادة المتشددين 
وشهدت هذه الانتخابات دعم الجنرال برابوو سوبيانتو من قبل العديد من رجال الدين والجماعات الإسلاموية المتشددة، الذين استخدموا وسائل عدة لتشويه صورة وديدودو، سواء عبر استخدام المساجد ونشر شائعات أنه شيوعي مدعوم من الصين.

وخلال الشهور القليلة التي سبقت الانتخابات، ظهرت حملة على مواقع التواصل الاحتماعي تحت شعار «تغيير الرئيس في عام 2019»، كان يقودها مرداني علي سيرا، وهو عضو في البرلمان من حزب العدالة والرفاهية، ذراع الإخوان السياسية في إندونيسيا.

ويعكس حصول  الجنرال سوبيانتو على 45% من الأصوات، زيادة وجود الإسلامويين ذوي التوجه المتشدد، ما يصعب المهمة أمام ويدودو في الترويج لثقافة التعدد في البلاد، فإندونيسيا باتت الآن مستقطبة أكثر من الجماعات الدينية التي تمارس السياسة، وقد يعاني في صدّ انتشار من الإسلامويين المتشددين هناك.


بعد فوزه على الإسلامويين
التسامح في خطر

وقال أحمد سوكارسونو، المحلل السياسي في كونترول ريسكس المتخصصة في اكتشاف المخاطر العالمية والمساعدة على تجنبه في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع تويتر معلقًا على نتائج الانتخابات: «على المدى القصير، يجب على ويدودو استيعاب آراء ومصالح الأغلبية المسلمة، قبل التركيز على الأقليات لأنه إذا كانت الغالبية تشعر بعدم الرضا، فمن الصعب حماية الأقليات».

ويخشى البعض الآن أن يكون التسامح الديني في إندونيسيا  في خطر الآن؛ حيث أصبحت التفسيرات المتشددة للإسلام أكثر شعبية، فالجماعات المتشددة التي كانت على هامش الحياة السياسية كالجبهة الدفاعية الإسلامية، أصبحت أحد عناصر المشهد السياسي الحالي معد قدرة على توفير أصوات انتخابية تقوم بتوجيهها.

وتدعو الجبهة  الدفاعية الإسلامية وغيرها من الجماعات المتشددة إلى قيام دولة إسلامية، يتم تطبيق فيها الشريعة على حسب تفسيرهم لها على جميع المسلمين في البلاد، وفي يوليو الماضي، قضت محكمة إندونيسية بإعدام أمان عبدالرحمن، زعيم جماعة أنصار الدولة، لتدبيره سلسلة من الهجمات الدامية في البلاد من محبسه.

وتأسست جماعة أنصار الدولة من تحالف لمجموعات انشقت عام 2015 من جماعة مجاهدي تيمور الإندونيسية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتنفذ هذه الجماعة عمليات في مقاطعتي جاوة وسولاويزي ومقاطعات إندونيسيا الشرقية.
"