ad a b
ad ad ad

الحركات الإسلامية تستغل المساجد للفوز في الانتخابات الإندونيسية

الأربعاء 27/يونيو/2018 - 06:18 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
يتوجه الإندونيسيون، غدًا الأربعاء، إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات المحلية، لاختيار رؤساء البلديات والحكام والمحافظين لـ171 منطقة مختلفة في البلاد.

ويترقب متابعون نتائج تلك الانتخابات، كونها تُقدم مؤشرات على الحيز السياسي الذي تشغله الأطراف المختلفة، التي ستشارك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عام 2019.

ويسعى التيار الإسلامي، للحصول على حيز أوسع في أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، والتي يقدر عدد سكانها بـ266 مليون نسمة، وفي العاصمة جاكرتا، رصد مراسل وكالة «رويترز» للأنباء، قيام أعضاء الجبهة الدفاعية الإسلامية، ذات الفكر المتشدد، بإلقاء خطب في المساجد بالأحياء الفقيرة عن ضرورة تغيير الرئيس الحالي.

وخسر باسكوكي تاجاهاجا بورناما المسيحي -حاكم مدينة جاكرتا السابق- أمام خصمه وزير التربية الأسبق المسلم أنيس باسويدان في الانتخابات التي شهدتها العاصمة جاكرتا، لاختيار حاكم جديد العام الماضي، ويرجع البعض هذه الخسارة لتكثيف الجماعات الإسلامية دعايتها في المساجد لحث الناخبين للتصويت لباسويدان.

وقال بورناما آنذاك، إن منافسيه خدعوا الناس باستخدام آيات قرآنية كي يقولوا إن المسلمين يجب ألَّا يحكمهم شخص غير مسلم، ما يُعدُّ إشارة لتأثير حركات الإسلام السياسي في إندونيسيا، التي تعرف بأنها دولة علمانية.

وتعهد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في أكثر من مناسبة، بالحفاظ على التقاليد والتعددية الثقافية في إندونيسيا، ويُشكل المسيحيون 10 في المائة تقريبًا من إجمالى السكان في البلاد، وحرصت الحكومة على دعم الترويج لصورة الإسلام المعتدل، وفي عام 2017، قام «ويدودو» بحظر حزب التحرير، وهو حزب سياسي لديه طموحات لقيام دولة إسلامية تحكم وفق تفسيرات متشددة، لكن مسؤولًا حكوميًّا كبيرًا يرى أن هناك حدودًا تحكم قدرة الحكومة على السيطرة على التوصيف السياسي للمساجد، الذي تقوم به الحركات الإسلامية.

وفي استطلاع للرأي أُجري مؤخرًا، تقدم جوكو ويدودو على القيادي في حزب حركة إندونيسيا العظيمة الجنرال المتقاعد برابو سوبيانتو، والذي من المتوقع أن يخوض انتخابات ثانية ضد ويدودو في 2019، بعد خسارته الأولى أمامه في انتخابات 2014.

وخلال الشهور القليلة الماضية، ظهرت حركة على مواقع التواصل الاحتماعي تحت شعار «تغيير الرئيس في عام 2019»، يقودها مرداني علي سيرا، وهو عضو في البرلمان من حزب جماعة الإخوان؛ حزب العدالة والرفاهية.

وتحظر قوانين الانتخابات في إندونيسيا تنفيذ الحملات السياسية في أماكن العبادة قبل الانتخابات، لكن هذا لم يمنع الحركات الإسلامية من استخدام المساجد لنشر دعاية ضد الرئيس الحالي.

وقال أحمد سوكار، المحلل السياسي الإندونيسي في مقال نشر مؤخرًا، إن الطريقة الوحيدة لفوز الحركات الإسلامية على ويدودو، هي خجله من إظهار دينه، فهو يمارس الطقوس الإسلامية بعيدًا عن الكاميرات.
"