ad a b
ad ad ad

«أوغلو» إسطنبول.. سياسيٌ هزم أردوغان في معركة «العشق الكبير»

السبت 06/أبريل/2019 - 12:42 م
أوغلو وأردوغان
أوغلو وأردوغان
محمد عبد الغفار
طباعة

في انتصار مفاجئ، قلب إكرام إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري، الطاولة على حزب العدالة والتنمية التركي، وذلك بعد أن استطاع أن ينتزع الفوز في معركة إسطنبول في الانتخابات البلدية التركية، والتي يصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ«العشق الكبير».



ونجح إكرام إمام أوغلو في الفوز على بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي السابق، في انتخابات مدينة إسطنبول، والتي تعد المقعد الأهم في الانتخابات البلدية التركية، حيث حصل أوغلو على 4159650 صوتًا مقابل 4131761 صوتًا لصالح يلدريم، وهي المرة الأولى منذ عام 1994 التي يتمكن خلالها سياسي من حزب ذي مرجعية غير إسلامية من انتزاع رئاسة إسطنبول.


- النشأة:

ولد إكرام أوغلو في مدينة طرابزون، الواقعة بشمال شرق تركيا، في عام 1970، ثم حصل على بكالوريوس إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية من جامعة إسطنبول، ثم حصل على درجة الماجستير من قسم الإدارة والموارد البشرية، ولعب كرة القدم بصورة غير احترافية، ثم عمل في مناصب إدارية بداخل عدة أندية رياضية، مثل نادي بيلك دوزو سبور، ونادي طرابزون سبور، والذي قام بتأسيسه قبل أن يصبح ناديًا رياضيًا متميزًا في الدوري التركي الممتاز.

بدأ حياته المهنية في عام 1992، من خلال شركة عائلته والتي تنشط بصورة كبيرة في مجال الإنشاءات، وعمل خلالها في عدة مناصب مختلفة، قبل أن يتولى منصب رئيس مجلس الإدارة في وقت لاحق، وذلك كنتيجة لجهوده بداخل الشركة.

- حياته السياسية:

في عام 2008، بدأ إمام أوغلو حياته السياسية، وذلك في انتقال سلس من الحياة الاقتصادية إلى الحياة السياسية؛ حيث أصبح عضوًا بارزًا في حزب الشعب الجمهوري المعارض، وهو حزب غير إسلامي ينشط في تركيا بصورة ملحوظة.

وفي عام 2014، نجح إكرام إمام أوغلو في الفوز بمنصب بلدية بيليك دوزو، وهي واقعة في الحي الأوروبي لمدينة إسطنبول؛ حيث حصل على 50.85% في الانتخابات خلال تلك الفترة، ونجح في تحقيق إنجازات كبيرة في المدينة، وتجميلها بصورة حضارية خلال عام واحد من توليه المنصب الإداري بها؛ حيث أنشأ بها مشاريع سكنية على طراز أوروبي جيد.

عرف أوغلو بإعجابه بمصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، وعرف بسياساته العلمانية، وفي ديسمبر من عام 2018، أعلن بأنه أراد طلب لقاء رجب طيب أردوغان؛ لمناقشة سبل تنمية إسطنبول، وآليات النهوض بها، لكن الأخير رفض لقائه، خوفًا من شعبيته المتزايدة في المدينة.
- أوغلو والزلزال السياسي بإسطنبول

ونجح إكرام أوغلو من الفوز برئاسة بلدية إسطنبول، في مارس من عام 2019، وهو أهم منصب سياسي بالبلاد، وذلك لأن المدينة تعد أكبر مدينة تركية، وهي العاصمة الثقافية والاقتصادية للبلاد، كما تمتلك ربع سكان تركيا، بواقع 15 مليون نسمة.

واستطاع أوغلو القيام بذلك من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث نزل إلى الأسواق والتقط الصور مع الناخبين، وعمل على ترويج ذلك بصورة مكثفة عبر شبكة الإنترنت، وهدف من خلال ذلك إلى الوصول إلى كبر قدر ممكن من الناخبين.

ولجأ أوغلو إلى ذلك ردًّا على التغطية الإعلامية للانتخابات البلدية، والتي انحازت بصورة كبيرة إلى حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان، الذي ألقى 14 خطابًا مذاعًا خلال يومين قبل موعد الانتخابات في 31 مارس 2019، وقال إمام أوغلو ردًّا على ذلك «وسائل الإعلام، وخاصة تلك الحكومية، غير حيادية على الإطلاق... ولكننا نملك على الأقل وسائل التواصل الاجتماعي، وهو مجال غير مطروق حاليًا».

كما نجح أوغلو في كسب ثقة الناس؛ حيث سعى إلى تخطي حالة الاستقطاب التي رسخها أردوغان داخل المجتمع، وكان يهدف إلى إعادة الوحدة المفقودة مرة أخرى للشعب التركي، ففي زيارته لبازار إسطنبول الكبير، والذي يعد أبرز معلم سياحي بالمدينة، حاول أوغلو مصافحة رجلًا مسنًا من أنصار حزب العدالة والتنمية، ولكن الأخير رفض ذلك، فقام أوغلو بمعانقته، وهو ما اعتبره المتابعون انتصارًا على الاستقطاب المجتمعي.

وفوز أوغلو، بغض النظر عن الطعون القائمة من يلدريم، برئاسة بلدية إسطنبول قد يفتح الباب أمام الرجل للفوز المستقبلي برئاسة تركيا، مثلما حدث مع رجب طيب أردوغان، وهذا ما يبرر خوف حزب العدالة والتنمية من ما حدث في الانتخابات الأخيرة، وخسارتهم لرئاسة أهم مدينة في تركيا بعد سيطرة دامت لسنوات.
"