ad a b
ad ad ad

بعد الإعلان عن مكافأة الـ25 مليون دولار.. تعرَّف على المكان المحتمل لـ«البغدادي»

الخميس 04/أبريل/2019 - 11:48 ص
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

ألقت طائرات التحالف الدولي منشورات جديدة على مدينة الرمادي العراقية، تدعو فيها الأهالي للإدلاء بأي معلومات تؤدي إلى القبض على زعيم تنظيم داعش «أبي بكر البغدادي».


وتضمنت المنشورات أرقامًا للتواصل مع التحالف الدولي، وتأكيدات بمنح المبلغين عن «البغدادي» المكافأة التي خصصتها الخارجية الأمريكية ضمن برنامج مكافآت من أجل العدالة والبالغة 25 مليون دولار.


اختفت خلافة داعش لكن بقي خليفتها المزعوم، طليقًا في مكان ما داخل سوريا أو العراق، وملاحقًا من جيوش 69 دولة منخرطة في التحالف الدولي للقضاء على التنظيم.

بعد الإعلان عن مكافأة
بحسب تصريح سابق للمبعوث الأمريكي في التحالف الدولي جيمس جيفري، فإن التحالف لا يعلم مكان زعيم داعش على وجه التحديد، معتبرًا أن العثور عليه أولوية قصوى.

منذ توليه زعامة التنظيم في العام 2010، لم يظهر البغدادي سوى مرة واحدة في صيف العام 2014، داخل الجامع النوري بمدينة الموصل، حين أعلن قبول بيعة من وصفهم بـ«أهل الحل والعقد» داخل داعش، وصار «خليفة» التنظيم.

وفي الصيف الماضي، بثَّ التنظيم آخر كلمة صوتية لزعيم داعش بعنوان «وبشر الصابرين»، لكن منذ ذلك الحين لم يُسمَع عنه أي شيء.
بعد الإعلان عن مكافأة
مصاب بـ«السكري»
في نوفمبر الماضي، ألقت قوات الأمن العراقية القبض على أبي حمزة الكردي، أحد قيادات الصف الأول في داعش، وأحد الذين كانوا يتواصلون مباشرة مع البغدادي خلال عملية نوعية بالعاصمة بغداد. 

ولاحقًا، اعترف «الكردي» بمعلومات هامة حول البغدادي، من بينها أن الأخير مصاب بمرض السكري، ويتناول علاجًا للمرض بصورة دورية، موضحًا أن أثر الإعياء والهزال كانا واضحين عليه خلال لقائه بقادة التنظيم الذين كانوا يشغلون منصب «الولاة»، في أواخر 2014.
 
أشرف نائب البغدادي المعروف بـ«أبي المعتز القرشي» على ما يسمى بـ«جهاز أمن الخليفة»، وهو أحد التشكيلات التابعة لتنظيم داعش والمندرج تحت ما يُعرَف بديوان الخليفة، وهو مسؤول بشكل رئيسي عن أمن زعيم التنظيم.

يحيط زعيم داعش نفسه بعدد قليل من الأفراد، ولا يتواصل سوى مع أفراد معدودين داخل داعش، أغلبهم ينتمون لما يسمى بـ«اللجنة المفوضة لإدارة الولايات»، وهي المسؤولة فعليًّا عن إدارة التنظيم في غياب البغدادي، وتتكون من القيادات العليا داخل التنظيم، وفي حالات الطوارئ يختفي زعيم داعش ولا يتواصل مع اللجنة إلا في حالات ضيقة جدا.

يعتمد البغدادي في تواصله مع اللجنة المفوضة أو غيرها على مراسله الشخصي المعروف بـ«سعود الكردي»، ولا يحمل البغدادي ولا الأفراد المرافقين له أيَّ أجهزة إلكترونية؛ لمنع تعقبهم من قبل التحالف الدولي.
بعد الإعلان عن مكافأة
ويقول الخبير العراقي في شؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي: إن البغدادي تسلل إلى داخل العراق أثناء حصار بقايا تنظيمه داخل الأراضي السورية.

ويضيف «الهاشمي» في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن البغدادي لا يرافقه حاليًّا سوى أخيه الأكبر جمعة، وحارسه الشخصي عبداللطيف الجبوري، ومراسله الخاص سعود الكردي.
بعد الإعلان عن مكافأة
رحلات «زعيم الإرهاب» بين سوريا والعراق
يؤكد أبوحمزة الكردي في اعترافاته، أن زعيم التنظيم بقي داخل مدينة الموصل خلال العام 2014، بينما يشير أبومحمد الهاشمي، أحد عناصر داعش السابقين وقريب البغدادي، أنه بقي مختبئًا داخل مخبأ سريّ تحت الأرض ولم يخرج منه طوال فترة مكوثه في الموصل، والتي امتدت لما قبل معركة الموصل بحوالي 6 أشهر.

خرج «البغدادي» قبيل معركة الموصل بـ6 أشهر، إلى مدينة الرّقة السورية المعقل الثاني للتنظيم، لكنه هرب منها لاحقًا إلى محافظة دير الزور داخل سوريا، ولما نشب القتال داخل المحافظة بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» وبين الدواعش، هرب زعيم الإرهاب مجددًا إلى مدينة الميادين.

مكث «البغدادي» في مخبئه الخاص داخل مدينة الميادين إبّان فترة الأزمة الأكبر داخل التنظيم المعروفة بـ«أزمة الانقسام حول بيان اللجنة المفوضة» الذي يتوسع في التكفير لدرجة تكفير قيادات التنظيم التاريخيين.

وداخل الميادين التقى «البغدادي» بشرعي داعش الأبرز وقتها، أبي بكر القحطاني، ثم لما امتدت الحملة العسكرية إلى تلك المنطقة، هرب منها إلى باقي معاقل التنظيم، حتى استقر مؤقتًا بـ«هجين» ثم الباغوز فوقاني آخر معاقل داعش في سوريا، قبل أن يهرب أخيرًا قبل الحصار الخانق الذي استهدف الباغوز.

يعتقد الخبير العراقي هشام الهاشمي، أن زعيم داعش تسلل إلى داخل العراق؛ حيث يمكن أن يعود لنفس طريقة تَخفِّيه القديمة التي انتهجها خلال الفترة من 2010 - 2014، وتتوافق تلك الرؤية مع المعلومات الاستخبارية الموجودة لدى قوات التحالف الدولي، والتي دفعتها لإلقاء المنشورات على الرمادي قلب محافظة الأنبار.

ويرجح وجود «البغدادي» على أطراف مدينة الأنبار، والتي تحظى بصحراء واسعة يصعب السيطرة عليها بالكامل.

وبحسب مقال نشرته مجلة «ذا أتلانتك» الأمريكية، بعنوان «خلافة داعش ولَّت، ولكن أين الخليفة؟»، فإن البغدادي سيعتمد على سياسة البقاء تحت الأرض والتنقل بين المنازل الآمنة التابعة للتنظيم حتى إشعار آخر.
"