ad a b
ad ad ad

الخطة العثمانية مستمرة.. تركيا تعلن إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب في سوريا

السبت 30/مارس/2019 - 11:01 م
أردوغان
أردوغان
محمد عبد الغفار
طباعة

أعلن الجيش التركي عن تدشين مركز للعمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب، على الحدود السورية، وذلك تمهيدًا للعملية التي تنوي أنقرة خوصها في الأراضي السورية، وفقًا لما نقلته وكالة الأناضول الرسمية.


واعترف «خلوصي أكار»، وزير الدفاع التركي، بأن القوات الجوية للجيش التركي تقوم بهجمات مكثفة منذ صباح السبت، 30 من مارس من عام 2019، وذلك في عدة مناطق، وحدد منها الجنوب والجنوب الشرقي لتركيا، وشمال العراق، وكذلك في داخل الأراضي السورية، واعتبر خلوصي أن تلك الهجمات تأتي ضد قادة التنظيمات الإرهابية في تلك المناطق.


وأبرز وزير الدفاع التركي أن الهدف الأساسي لهذا المركز يتمثل في قيامه بعملية التنسيق بين مختلف أفرع القوات العسكرية التي تشارك في العملية الأمنية المقرر إجراؤها داخل عدة مناطق، ولم يحدد خلوصي طبيعة القوات المشاركة في تلك العملية، وهل تتوقف فقط على القوات الجوية، أم أنها تشمل قوات برية، كما كان الحال في العمليات السابقة.


أردوغان
أردوغان
تشكيل المركز


يأتي تشكيل هذا المركز بهدف تنفيذ رغبات رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، والذي أعلن عزمه بدء عملية واسعة النطاق في الضفة الشرقية من نهر الفرات، وذلك لمحاربة «وحدات حماية الشعب»، و«حزب الاتحاد الديمقراطي»، وكلتاهما منظمتان كرديتان تعتبرهما أنقرة جهات إرهابية، وذلك على خلفية علاقتهما بحزب العمال الكردستاني المحظور.


ويبدو أن أردوغان يريد تكرار تجربته في العمليتين العسكريتين السابقتين ضد المقاتلين الأكراد في الأراضي السورية «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، وأسفرت العمليتين عن احتلال تركيا لمدينة عفرين السورية، وتشكيل حزام أمني ما بين مدينتي أعزاز وجرابلس السوريتين الواقعتين على الحدود السورية التركية.


ويبدو أن هذا المركز لا يعد سوى خطوة جديدة ضمن الخطوات التركية المشبوهة، والتي تهدف إلى السيطرة على سوريا والعراق، ونجحت أنقرة في تحقيق سيطرة واسعة تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وأعلنت تركيا أنها نجحت في الحصول على وثائق تؤكد أحقيتها في 15 قرية بإدلب الحدودية، وعلى الرغم من انتهاء تنظيم داعش، ما زالت أنقرة تروج بأنها تحاربه.


ومن ضمن الخطوات التركية لاحتلال الشمال السوري، الدفع بتعزيزات عسكرية بهدف إنشاء نقاط مراقبة على الطريق الدولي، والواصل ما بين إدلب والحدود السورية مع كلٍ من تركيا والأردن، كما أعلن أردوغان في مارس من عام 2018، أن قوات بلاده سوف تتدخل في سنجار بشمال العراق لتطهيره من العناصر الكردية.

الخطة العثمانية مستمرة..

تواجد تركي في سوريا


ولم يتوقف الوجود التركي في سوريا على الأعمال العسكرية، ولكنها امتدت إلى الأعمال الخاصة بالبنية التحتية، مثل تغيير المناهج الدراسية السورية إلى المناهج التركية، والعملة كذلك، بالإضافة إلى إنشاء شبكة كهربائية في مدينة جرابلس السورية، كما افتتحت المديرية العامة للبريد التركي فرعًا لها في تلك المدن.


وهناك العديد من الأدلة التي تشير إلى التدخلات العسكرية والاقتصادية التركية الفجة في الشمال السوري، وتتخذ تركيا من تنظيم داعش الإرهابي والقوات الكردية ستارًا لها للتدخل، حيث تعتبر أنقرة بأنها تعمل على الحفاظ على سلامة أراضيها مما تعتبره تهديدات إرهابية ضدها.


ولكن الحقيقة أن الطموحات الجنونية لأردوغان هي الدافع الرئيسي للتحركات التركية في سوريا والعراق، حيث يريد احتلال المزيد من الأراضي؛ لتحقيق أحلامه في بناء الخلافة العثمانية المزعومة.

الكلمات المفتاحية

"