ad a b
ad ad ad

الإرهاب يبدل ملابسه.. وأوروبا تواجه إرث الخلافة المزعومة

السبت 30/مارس/2019 - 10:49 ص
داعش
داعش
محمد عبد الغفار
طباعة

سعى الإعلام الغربي على مدار عقود، وتنفيذًا لتوجيهات الدول الباثة له، إلى تأطير العرب ومنطقة الشرق الأوسط كمنطقة إرهابية، وخلق وعي عالمي يراها منطقة أزمات وحروب نتيجة للممارسات الإرهابية التي تكتنفها، واتخذت وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالعربية في سبيل تحقيق ذلك كافة الخطوات والأساليب الإعلامية.


ونجحت تلك الوسائل الإعلامية بمختلف أشكالها في تحقيق أهدافها؛ حيث رسمت صورة للمنطقة تظهرها كبؤرة للإرهاب والمتطرفين لا أكثر، ومع اشتداد الأزمات والعمليات الدموية لتلك التنظيمات الإرهابية، ظهر سؤال مهم، هل تعتمد تلك التنظيمات في بنائها الهيكلي على مقاتلين من منطقة الشرق الأوسط فقط أم هناك مناطق أخرى؟.



جيل دي كيرشوف
جيل دي كيرشوف

إرث الخلافة المزعومة


للإجابة على ذلك وتوضيحه، قال «جيل دي كيرشوف»، منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، في احتفال بخصوص توقيع مذكرة التفاهم بين قوات الشرطة المالية ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب «UNOCT » في روما، ووفقًا لوكالة آكي الإيطالية: «إن دولة الخلافة لا تزال موجودة، ولدينا في أوروبا إرث لدولة الخلافة».

وأضاف الدبلوماسي الأوروبي: «كثير من التهديدات الإرهابية تأتي من أوروبا، وتولد بها، حتى وإن لم يكن للمسؤولين عنها ارتباط وثيق بتنظيم داعش، ودولة الخلافة مازالت موجودة، وتهديدها ممثل في المقاتلين الأجانب الذين مازالوا موجودين في المنطقة، ومن أطلق سراحهم من السجون».


واعتبر كيرشوف أن الإرهاب لا يتمثل فقط في إرهاب تنظيمي داعش أو القاعدة، ولكنه يتضمن كذلك ما يحدث من اليمين المتطرف، مثل حادث مسجدي نيوزيلندا خلال هذا الشهر، وغيره من الحوادث القائمة على مفهوم الفكر والقومية والدين، واعتبرها بمثابة مصادر القلق.


ويتضح أن التنظيمات الإرهابية لا تعتمد فقط في تنفيذ عملياتها على مقاتلين من الدول العربية أو منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تعتمد كذلك على مقاتلين من العديد من دول الاتحاد الأوروبي، ووفقًا لموقع الحرة الأمريكي، في فبراير من عام 2019، أعلن البرلمان الأوروبي أن هناك أكثر من 4000 مقاتل في صفوف تنظيم داعش الإرهابي يحملون جنسيات أوروبية.


وعلى الرغم من اتباع حكومات العديد من الدول مثل بلجيكا وفرنسا والنمسا منهجًا مقيدًا وصعبًا لمنع عودة مواطنيهم الذين انضموا لصفوف التنظيم الإرهابي إلى البلاد، فإن بريطانيا ذهبت إلى ما هو أبعد حيث أعلنت في عام 2017 عن تجريد أكثر من 100 إرهابي ضمن صفوف داعش من جنسيتهم البريطانية المزدوجة.



 

داعش
داعش

الإرهاب لم يرحل بعد


وعلى الجانب الآخر فإن تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين لم يتوقفا في تنظيم عملياتهم الإرهابية على حدود منطقة الشرق الأوسط، ولكنهما اتجها إلى أوروبا، ونفذا العديد من الهجمات الإرهابية هناك، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، والكثير منها تم بواسطة الذئاب المنفردة الأوروبيين.

ففي 17 أغسطس 2017، شن إرهابي هجومًا بحافلة في جادة لا رامبلا في مدينة برشلونة الإسبانية، وأسفر الحادث الإرهابي عن سقوط عشرات الجرحي، ومقتل 13 شخصًا، وأعلن كارلس بوتشدمون، رئيس وزراء إقليم كتالونيا الإسباني، أن تنظيمم داعش هو المسؤول عن هذا الأعتداء، بعد اعتقال اثنين من المشتبه بهم.


وفي 22 مايو من عام 2017، تعرض حفل المغنية الأمريكية أريانا جراندي في مدينة مانشيستر البريطانية إلى هجوم إرهابي في بهو القاعة، عقب انتهاء الحفل بواسطة انتحاري، أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا، وإصابة 60 آخرين من بينهم أطفال، ووفقًا لتيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، فإن الهجوم نفذه إرهابي.


ما يؤكد أن رؤية الفكر الغربي لقضية تأطير الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط رؤية خاطئة؛ لأن هناك إرهابيين من أوروبا يقومون بجرائمهم هناك أيضًا، وأن الإرهاب لا يتدفق فقط من الشرق للغرب، ولكنه يتدفق أيضًا من الغرب إلى الشرق، سواء من خلال انضمام العديد من الإرهابيين الأوروبيين إلى تنظيم داعش، وبالتأكيد شاركوا في عمليات إرهابية معه، وهو ما يؤكد حديث الدبلوماسي الأوروبي «كثير من التهديدات الإرهابية تأتي من أوروبا».

"