بتحرير «الباغوز».. هل سقط المشروع القطري في سوريا؟
في إعلان مفاجئ، أعربت لولوة الخاطر، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية، عن تشاؤم بلادها تجاه مستقبل سوريا بعد تطهير آخر جيب لتنظيم «داعش» الإرهابي في بلدة الباغوز شرقى سوريا، واعتبرت أن احتمالية انتعاش التنظيم ما زالت قائمة وبقوة، خصوصًا إذا لم يتم تطبيق العدالة الانتقالية في سوريا.
وأضافت «الخاطر» في
لقاء لها مع موقع «المونيتور» الأمريكي، أن قطر سوف تساعد في عملية إعادة الإعمار داخل الأراضي السورية، ولكنها
ستقوم بذلك وفقًا لضوابط وتوازنات محددة، تضمن من خلالها الدوحة وصول
الأموال إلى المانحين.
واعتبرت «الخاطر» أن الأزمة داخل سوريا ما زالت قائمة، فـ«داعش» خسر أراضيه
فقط، ولكن جذور الأزمة ما زالت قائمة، معتبرة أن الأيديولوجيا والظروف الاجتماعية
والاقتصادية ما زالت قائمة، وهي الأساس الذي قام عليه تنظيم «داعش» الإرهابي من
وجهة نظر الدبلوماسية القطرية.
وبالنظر إلى حديث المتحدثة باسم الخارجية القطرية، نجد أن النظام القطري لم يستوعب بعد هزيمة تنظيم «داعش»، عقب إعلان قوات سوريا الديمقراطية «قسد» سقوط داعش النهائي فى «الباغوز»، بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وانتهاء بالسيطرة المكانية في كامل التراب السوري عقب سنوات من السيطرة الكبيرة للتنظيم الإرهابي.
فبعد أن أنفق النظام القطري مئات الملايين من الدولارات على الميليشيات المسلحة داخل سوريا، مثل جبهة النصرة وجماعة الإخوان وغيرها، وإرسال المئات من شحنات الأسلحة إلى الفصائل المسلحة، وتقديم مساعدات عسكرية تحت غطاء الجمعيات الخيرية، وذلك بهدف إسقاط النظام السوري، والسيطرة على الأراضي، بما يخلق لنظام الحمدين وجودًا إقليميًّا لا يتناسب مع حجمه الفعلي، ولا مع القدرات الفعلية لقطر، استطاع الجيش السوري وبالتعاون مع القوى الدولية والإقليمية إنهاء سيطرة «داعش» على كامل الأراضي السورية، والقضاء بصورة تامة عسكريًّا على التنظيم الإرهابي، وهو ما يعني فشل نظام الحمدين في تنفيذ خطته الشيطانية داخل الدولة السورية.
لم تكن تلك الخطة الشيطانية مجرد تنبؤات أو تخمينات سياسية، ففي 27 نوفمبر عام 2016، اعترف محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، بأن الدوحة ستواصل تسليح الفصائل السورية، مؤكدًا بأن قطر ستقدم صواريخ مضادة للطائرات، بهدف تمكين الميليشيات المسلحة من مواجهة الطائرات الحربية السورية والروسية.
وفي 27 أكتوبر عام 2017، صرح حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، بأن بلاده عملت من خلال التنسيق مع قوى إقليمية على إسقاط نظام الرئيس السورى، قائلًا: «إحنا تهاوشنا على الصيدة، وفلتت الصيدة وإحنا قاعدين نتهاوش عليها».
وأكمل «بن جاسم» اعترافاته في نفس التصريحات الإعلامية، وقال إن بلاده قدمت دعمًا عسكريًّا للجماعات المسلحة في سوريا، عن طريق تركيا وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، واختص «بن جاسم» في تصريحاته «جبهة النصرة» الإرهابية بالتحديد.
وكلها اعترافات رفيعة المستوى، من شخصيات في أماكن حساسة داخل نظام الحمدين، وتؤكد أن قطر دعمت الأنظمة الإرهابية داخل سوريا، وهو ما يبرر الذعر الذي ظهرت عليه الدبلوماسية القطرية خلال حديثها للصحيفة الأمريكية، لأن ما حدث في سوريا يعني بصورة ضمنية سقوط المشروع القطري في سوريا.





