«بيعة الموت».. ورقة «داعش» الأخيرة في «الباغوز»
الإثنين 04/مارس/2019 - 10:01 م
علي عبدالعال
منذ صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الـسابع من فبراير الماضي، بأن الإعلان الرسمي عن تحرير كامل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، ربما يكون خلال أسبوع، إلا وترقب العالم، وانتظرت وسائل الإعلام هذا الإعلان، غير أن الانتظار والترقب طالا بعض الشيء حتى باتت التساؤلات تدور حول السبب في تأخر هذا الإعلان.
وكان
مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، وصف المنطقة التي يسيطر عليها «داعش» بأنها متناهية الصغر، مشيرًا إلى أن إعلان هزيمة التنظيم بنسبة 100
في المائة، «سوف يحدث قريبًا جدًا جدًا».
وبينما
تؤكد مصادر متطابقة استمرار التقدم الحاصل من قبل قوات سوريا الديمقراطية
الكردية المعروفة بـ«قسد»، إلا أنها تفيد بأن عمليات التقدم تجري ببطء في
معركة الفرصة الأخيرة التي أطلقتها «قسد» والتحالف الدولي
بقيادة واشنطن، لإنهاء وجود من بقى من عناصر تنظيم «داعش» في منطقة مزارع
الباغوز، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، على مقربة من الضفاف الشرقية
لنهر الفرات.
الأسباب
يكمن
البطء في السيطرة على آخر مناطق تنظيم داعش فى «الباغوز»، في طبيعة أرض
المعركة، إذ تدور الاشتباكات في منطقة تحيط بها البساتين والحقول الزراعية
وقنوات المياه، من كل مكان، ما يسهل عمليات التواري والمباغتة فيها، كما
تمثل شبكة الأنفاق التي حفرها التنظيم في المنطقة أحد عوائق المعركة،
فهناك أنفاق كثيرة، وألغام تبطئ من عمليات التمشيط الحذرة التي تقوم بها
القوات الكردية، ويعتمد داعش على شبكة الأنفاق في تنقلات من تبقى من
مقاتليه وقادته، ويعمد هؤلاء للتواري نهارًا والهجوم ليلًا مستغلين الظلام،
كما يلجأ التنظيم في كثير من الأحيان إلى تفجير بعض هذه الأنفاق المفخخة
في محيط تحصيناته، ويتحصّن مقاتلو التنظيم في جيب بالباغوز مساحته أقلّ من نصف كيلومتر مربع.
المبايعون على الموت
المبايعون
على الموت، حلقة أخرى في هذه المعركة، وهم مجموعات من أشرس المقاتلين
العقائديين في التنظيم، سبق لهم أن بايعوا «أبوبكر البغدادي» زعيم التنظيم
على ما يسمى «بيعة الموت»، ويفضلون القتال حتى النهاية، وهؤلاء لا يطمع
أكثر المتفائلين في إستسلامهم بأي حال على عكس غيرهم ممن سلموا أنفسهم إلى «قوات سوريا الديمقراطية»، تحت الضغط المستمر من هذه القوات عبر القصف
بالقذائف المدفعية والصاروخية والاستهداف بالرشاشات الثقيلة لمناطق وجودهم
وعوائلهم.
وسبق
للتنظيم أن لجأ إلى «بيعة الموت» كورقة أخيرة في معارك سابقة، كما حدث
بشكل جماعي في مدن مثل الفلوجة، والموصل، والأنبار العراقية، وفي ريف دير
الزور، والرقة السورية، وغيرها من المدن.
وبحسب
مراقبين تهدف المعركة الحالية إلى تشكيل ضغط على عناصر التنظيم وفرض الأمر
الواقع عليهم، بالقبول بالاستسلام وإلا فإن الموت مصير الرافضين للخروج من
أنفاق مزارع الباغوز.
وخلال
الأيام الماضية، خرجت آلاف النساء والأطفال من «الباغوز» ضمن اتفاق بين «داعش» و«قسد»، إضافة إلى تسليم المئات من عناصر التنظيم أنفسهم إلى القوات
الكردية.
وبينما
لا تزال أعداد المتبقين من التنظيم في منطقة مزارع الباغوز وأنفاقها
مجهولة، تؤكد تقارير ميدانية بأن التنظيم يعتمد في عمليات صد الهجوم على
القناصة وبعض الصواريخ الموجهة فضلًا عن استخدامه السيارات المفخخة
والانتحاريين.
وفي
تصريحات له، قال مرفان قامشلو المتحدث الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية:
إن قواته تتقدم على وتيرة بطيئة نوعًا ما والسبب هو أنه ليس هناك عجلة كبيرة
للتقدم لعدم حدوث أي مشاكل، كون «داعش» لغم المنطقة ـــ بشكل كثيف جداـــ
آلاف الألغام موجودة على الطرقات في تلك البقعة الصغيرة.
وتتوغل
القوات الكردية من جهتين داخل الجيب الصغير في الباغوز بأسلحة متوسطة
وثقيلة، وتترافق الاشتباكات العنيفة بين الأطراف المقاتلة مع عمليات قصف
بري وجوي من قبل التحالف الدولي، وسط استهدافات متبادلة على محاور التماس
بين الجانبين، أسفرت عن سقوط خسائر بشرية.
وستتوج
السيطرة على الباغوز، أربع سنوات من الجهود الدولية لطرد التنظيم الجهادي
الأعنف والذي سبق وأعلن من جانب واحد قيام خلافة إسلامية شملت نحو ثلث
مساحة سوريا والعراق تقريبًا في عام 2014.





