ad a b
ad ad ad

«الإفتاء» عن فيديو «بيت المقدس»: عهد كاذب وثبات مزيف

الأربعاء 27/مارس/2019 - 04:47 م
دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية
إسلام محمد
طباعة
 قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن تنظيم أنصار بيت المقدس «داعش» قد أصدر فيديو بعنوان «عهد وثبات» يسعى لتأكيد أمرين؛ أولهما: أن أعضاء التنظيم الإرهابي ملتزمون بالعهد والبيعة لخليفتهم المزعوم «أبوبكر البغدادي»، والثاني: أنهم ثابتون في مواجهة النيران والمعارك والضربات التي تطولهم هنا وهناك، إلا أن حقيقة ما حمله هذا الفيديو عكس ما أراده صانعوه؛ حيث يؤكد أن الهزائم الفادحة التي مُنِيَ بها التنظيم دفعت عناصره إلى اتجاهين؛ الأول: نقض البيعة والانقلاب على البغدادي، والثاني: الهروب والاستسلام وعدم الإذعان لنداءات التنظيم بالثبات والصبر.

عهد كاذب وثبات مزيف 
وأضاف المرصد في بيان له، أن التنظيم الإرهابي ظل لفترة طويلة يؤكد أنه متماسك وثابت على بيعته للبغدادي، ولا توجد أي انشقاقات أو تراجعات عن البيعة أو صراعات داخلية بين أجنحة التنظيم، إلا أن الإصدار الأخير أكد هذا الأمر ورسخه وفضح التنظيم من داخله، خاصة أن الإصدار المرئي قد عرض لعدد من عناصر التنظيم يعيدون ترديد البيعة للبغدادي؛ سعيًا منهم لمواجهة سيل النقض لهذه البيعة بين عناصر التنظيم، وانقلاب الكثير منهم على منهج وفكر التنظيم، وانتقال البعض الآخر نحو التنظيم الأم «القاعدة»، فضلًا عن قيام عدد كبير من عناصر التنظيم بتسليم أنفسهم للسلطات المحلية، والإدلاء بمعلومات حول خطط التنظيم وخلاياه.

وأوضح المرصد أن توقيت نشر الفيديو مهم ومعبر عن الحالة التي يعيشها التنظيم في الفترة الأخيرة، ومدى الحاجة الماسة لعناصره لرفع روحهم المعنوية، وإيجاد منصة إعلامية لمخاطبة المؤيدين والتابعين، خاصة أن الهزائم المتلاحقة وانعدام التواصل بين المركز والأطراف جعل الكثيرين من الدواعش يوقنون أنهم مهزومين لا محالة، ففر الكثير منهم من المعارك، واستسلم فريق آخر.

تصوير بائس وإخراج رديء
ولفت المرصد  إلى أن هذا الإصدار المرئي يكشف بشكل لا غبار عليه أن آلة داعش الإعلامية قد أصيبت في مقتل، ولم تعد تلك الآلة التي اشتهرت في السنوات الأخيرة بإصداراتها «الهوليودية»، فتقنيات التصوير غائبة تمامًا عن الإصدار، فضلًا عن الإخراج والأعمال الفنية؛ الأمر الذي يرسخ لدى الجميع أن التنظيم فقد جُلّ قادته وكوادره الكبرى في مختلف التخصصات، ولم يبقَ سوى عناصر قليلة غير مؤهلة أو مدربة على تنفيذ ما يطلب منها، ومن ثم فقد ترك الفيديو أثرًا مغايرًا تمامًا لما عرض لأجله، فقد أكد الفيديو الضعف الكبير الذي أصاب التنظيم على مختلف المستويات، وفقدانه الكثير من عناصره، خاصةً من القيادات والعناصر المدربة، إضافة إلى تأكيد ما ذهب إليه المرصد مرارًا وتكرارًا من أن التنظيم يواجه موجات من الانشقاقات والهروب ونقض لبيعة البغدادي، وغيرها من عوامل الانهيار والتصدع التي أصابت التنظيم الإرهابي في السنوات الأخيرة.

تفكيك الإرهاب من المنبع
واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على استمرارية المواجهة مع الأفكار المنشئة للتنظيمات التكفيرية والإرهابية؛ حتى لا نواجه تنظيمات على شاكلة داعش مرة أخرى؛ حيث إن القضاء على العناصر القتالية للتنظيم لا يعني القضاء على أفكاره ومنطلقاته، وإنما لابد من عمل جادّ وموجّه لتفكيك أفكار العنف والتطرف في مهدها، وتحصين المجتمعات من تلك الآفات، والعمل على نشر الأفكار والقيم البناءة والداعية إلى حفظ الأنفس والأموال والبناء والتنمية والعمران، خاصة أن القدرات القتالية والإعلامية للتنظيم قد تلقت ضربات قاصمة، وَضَحَتْ بشكل واسع في جودة واحترافية الأداء الإعلامي والإخراج والتصوير؛ حيث عرض الفيديو لمشاهد بدائية تم تصويرها بشكل عشوائي وضعيف للغاية.
 

"