يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

موجة اليمين المتطرف تضرب الدنمارك

الأحد 24/مارس/2019 - 05:20 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

اعتاد الكثيرون الترويج لانتشار الإسلاموية، وحصر التطرف على معتنقي الدين الإسلامي فقط، لكن أسهم حادث «كرايست تشيرش» في نيوزيلندا، والذي وقع يوم الجمعة 15 مارس، جراء قيام أسترالي يميني متطرف بفتح النار على المصلين في مسجدين؛ ما أدى إلى مقتل 50، أسهم في تعرية تلك الأطروحات ليس فقط لمجرد الاعتداء على الركع السجود، وإنما فيما لاقاه الحادث من ردود أفعال مختلفة.

موجة اليمين المتطرف

من خلال فعالية أقامها المسلمون في الدنمارك في 22 مارس الجاري للتعاطف مع ضحايا المسجدين، قررت مجموعات اليمين المتطرف المعادية للمسلمين مهاجمة الفعاليات لتبرهن على أن التشدد والإرهاب لا يرتبطان بدين أو عرق، لكنه خلل في العقيدة واضطراب داخل النفس البشرية، علاوة على دق ناقوس خطر حول تصاعد تيار اليمين المتطرف بالدول الغربية لدرجة من الصعب إنكارها.


راسموس بالودان، رئيس أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة الذي يطلق عليه اسم «Stram Kurs»، وبالتعاون مع عناصر من الأحزاب اليمينية الأخرى، قام بإزعاج المسلمين المجتمعين أمام البرلمان الدنماركي للاحتجاج على المذبحة، وأثناء تأديتهم صلاة الجمعة قام «راسموس» بحرق نسخ من القرآن الكريم لاستفزاز مشاعرهم، كما استخدم أبواقًا لإصدار أصوات من شأنها أن تربك انتظام الصلاة.

موجة اليمين المتطرف

وبدوره سارع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف باستنكار تلك الواقعة، قائلاً: إن تلك الأحداث تعد سلوكيات متطرفة إجرامية تنم عن عقول غير سوية، وتظهر عنصرية كريهة، واستفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم أجمع، مؤكدًا أن استفزاز المشاعر الدينية للناس والتهكم على معتقداتهم هو كراهية متطرفة تسببت من قبل في ارتكاب مجازر مشينة ضد المسلمين في مناطق متفرقة من العالم الإنساني.


وأوضح المرصد في بيان رسمي أن القرآن الكريم حفظ للناس أديانهم، وأوصى بعدم الإساءة لمعتقدات وديانات الغير، مستشهدًا بالآية الكريمة التي وردت في سورة الأنعام «وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ»، مشيرًا إلى أن واقعة حرق المصحف والاعتداء على معتقدات الإسلام لم تكن الأولى بالدنمارك، بل شهدت البلاد واقعة مماثلة في عام 2015 حينما قام البعض بتصميم رسومات مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، كما أكد المرصد على أن تنامي الأفعال المتطرفة ينشر الكراهية والبغضاء بين المواطنين ملقيًا باللوم على بعض وسائل الإعلام الغربية التي تشترك في إزكاء روح الفتنة بين المختلفين دينيًّا عن طريق التناول غير الموضوعي للقضايا المختلفة.


علاوة على ذلك، قدم المرصد بعض التساؤلات التي تدور حول الأسباب التي تكمن خلف قيام أولئك المتطرفين بإثارة غضب المسلمين واستفزازهم والتهكم على معتقداتهم ورموزهم الدينية، بالإضافة إلى ضعف التغطية الإعلامية للحادث من قبل وسائل الإعلام الغربية.


وفيما يتعلق بتصاعد تيار اليمين المتطرف بالدنمارك ذكرت دراسة بعنوان «فحص زيادة شعبية أحزاب اليمين بدول أوروبا الغربية» قدمتها جامعة «القديس بيندكت والقديس جون» أن أحزاب اليمين بدأت في التصاعد داخل الإطار السياسي للبلاد؛ نتيجة ارتكانها على بعض العوامل التي تدعم من خلالها خطاباتها الشعبوية، مثل التقدم بالخدمات الصحية والتعليمية والتراثية والاقتصادية، إلى أبناء الشعب الأصليين على حساب المهاجرين وذوي الأقليات.


كما أشارت دراسة أخرى لمعهد سياسات الهجرة بعنوان «نمو التيار الراديكالي اليميني في الدنمارك»، إلى أن تصاعد نشاط أحزاب اليمين المتطرف وقبوله شعبيًّا بين المواطنين يعد أمرًا حديث التاريخ نسبيًا بالمقارنة مع دول أوروبا الأخرى، بالإضافة إلى اصطباغ تلك التيارات بمعايير رافضة للهجرة، ومعادية لذوي المعتقدات المختلفة لاسيما المسلمين.


 للمزيد: مذبحة المسجدين بنيوزيلندا.. بين الصراع الأيديولوجي وصعود اليمين المتطرف

"