الرياضة تهزم الإرهاب.. ترميم وافتتاح نادي للمصارعة فجَّره داعش في كابول
الخميس 21/مارس/2019 - 01:00 م
أحمد لملوم
فجر تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان صالة ألعاب رياضية غرب العاصمة كابول في سبتمبر الماضي، وقتل في الهجوم 26 شخصًا وأُصِيبَ 91 آخرون، ممن كانوا يترددوا على المكان للتدريب على فنون المصارعة، غير أن هذه لم تكن نهاية القصة، فالعاملون بنادي مايواند للمصارعة قاموا بإعادة بنائه مرةً أخرى هذا العام.
وتحوَّل النادي رمزًا لتحدي الإرهاب في بلد عاني فيه المدنيين من ويلات الحرب التي تخوضها الحكومة المدعومة من الغرب ضد الحركات الإسلاموية المتشددة، حتى أن عدد المشتركين به تضاعف، وأصبح النادي من أشهر الأندية الرياضية.
وكان وراء الحملة التي دُشِّنت؛ لجمع تبرعات لإعادة بناء صالة مايواند، هومن توکلیان من مؤسسة المصارعة العالمية المتحدة ويروف هالسي أحد لاعبي النادي القدماء، وشاركت بعض الشركات متعددة الجنسية المتخصصة في المعدات رياضية ضمن حملة التبرعات، والتي استطاع كلٌ من «توكليان وهالسي» عن طريقها جمع نحو 10 ألاف دولار، فضلًا عن المعدات التي تبرعت بها الشركات؛ ليقوموا بإعادة بناء الصالة الرياضية من جديد.
وعلى الرغم من أن عمليات الترميم للأضرار التي سببها التفجير لم تنته بعدُ، يذهب عدد كبير من الشباب إلى نادي المصارعة؛ لمواصلة تدريبياتهم، ولكن تمَّ تشديد الإجراءات الأمنية حول المبني وتكثيف تواجد رجال الأمن.
ويقوم السيد عباس، وهو أحد المدربين القدامى في النادي، بمواظبة تدريب الشبان الصغار، الذين يريدون أن يصبحوا مصارعين محترفين، و في تقرير صحفي أعدته مراسلة صحيفة نيويورك تايمز في أفغانستان، قال السيد عباس والذي يلقب بـالمعلم عباس: «أنا سعيد بأننا أفشلنا ما سعى لتحقيقه تنظيم داعش، من خلال إرسال انتحاري لتفجير النادي، فإن كانوا يظنون أنهم نجحوا في قتل بعضنا، لكنهم لن يستطيعون إيقافنا".
وفقد المعلم عباس ذراعه اليسرى في التفجير، ويحتفي بشجاعته جميع الرياضيين في النادي؛ لقيامه بإغلاق الباب على الانتحاري ومنعه من قتل المزيد من الأشخاص.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 20 يوليو المقبل، لكن قال متحدث باسم المفوضية المستقلة للانتخابات في أفغانستان: إن الانتخابات تأجلت إلى 28 سبتمبر، دون توضيح الأسباب وراء ذلك.
وقضت أفغانستان سبعة عشر عامًا من الحرب مع حركة طالبان، سقط فيها عشرات الآلاف من القتلى، وتركت ما يقرب من ثلث سكان أفغانستان البالغ عددهم 34.7 مليون نسمة، في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية.
ومنذ عام2014، ينشط تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، تحديدًا في إقليم ننجرهار شرق البلاد أو «ولاية خراسان»، وهي التسمية القديمة للمنطقة، وقامت القوات الأمريكية المتواجدة بشن غارات جوية مكثفة على معاقل التنظيم الإرهابي، ما أدى إلى إضعافه ومنعه من التمدد في أفغانستان.
لكن وبرغم الضربات التي يتلقاها، لا يزال التنظيم الإرهابي يكثف من اعتداءاته الدامية ضد المدنيين في كابول وجلال أباد عاصمة ولاية ننجرهار.





