ad a b
ad ad ad

تركيا تتآكل اقتصاديًّا في سباق التسليح العسكري

الإثنين 04/مارس/2019 - 11:21 ص
المرجع
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة
تولي تركيا في الفترة الأخيرة اهتمامًا بالغًا بالصناعات العسكرية والدفاعية في محاولة منها لمزاحمة القوي الكبري في سوق السلاح العالمي. 

ويعتقد الحزب الحاكم في تركيا أن رفع نسبة الصادرات العسكرية التركية يسهم في زيادة فعالية السياسة الخارجية التركية، خاصة أن الدول المصدرة للسلاح دومًا ما يكون بمقدرتها فرض شروطها السياسية على زبائنها من السلاح. 

علاوة على ذلك، يعتقد الحزب الحاكم في تركيا أن تقليل وارداته من السلاح الدولي وإحلاله بآخر محلي الصنع يسهم في زيادة استقلالية سياساتها الخارجية، ويزيد من هامش حرية التفاعلات التركية الخارجية.


تركيا تتآكل اقتصاديًّا
إنتاج السلاح

أشارت تقارير صحفية تركية إلى أن تركيا تنتج 65% من احتياجاتها الدفاعية من السلاح محليًّا، لكنها في الوقت ذاته لا تزال تقوم باستيراد 35% من السلاح من القوي الدولية. 

بالنظر إلى نسبة الـ35 % سوف نجد أنها تتضمن استيراد مقاتلات حربية، فضلًا عن أنظمة دفاع جوي متطورة، وهو ما يعني أن تركيا لا يزال أمامها الكثير لتتمكن من منافسة القوي الدولية في مجال تصنيع السلاح.


تركيا تتآكل اقتصاديًّا
اتفاق مع الروس   

وفي هذا الشأن، قامت تركيا بتوقيع اتفاقية مع روسيا من أجل شراء منظومة اس 400 بعد أن رفضت القوي الغربية توريد نظام باتريوت لتركيا. 

وقد تضمنت اتفاقية تركيا مع روسيا أن تقوم الأخيرة بنقل تكنولوجيا نظام اس 400 لتركيا على أن تقوم تركيا بالتصنيع في أراضيها بعد ذلك. وفي سبتمبر من عام 2018، أعلنت تركيا إطلاق مشروع مقاتلة محلية الصنع. 

وفقًا للخطة التي تم إعلانها، فإنه من المتوقع أن يكتمل تصنيع الطائرة في 2023 لتخضع بعد ذلك لسلسلة من اختبارات الطيران، على أن تقوم هذه الطائرة باستبدال مقاتلات F 16 الأمريكية في 2030.


تركيا تتآكل اقتصاديًّا
وراء الأزمة الاقتصادية 

الغريب أن تركيا قد أعلنت عن المشروع في 2018، في وقت تمر فيه البلاد بأزمة اقتصادية طاحنة، حيث تراجعت قيمة العملة المحلية بدرجة كبيرة أمام الدولار، كما ارتفعت معدلات التضخم وتراجع التصنيف الإئتماني لتركيا. 

وقد أثار هذا الأمر تساؤلات عدة خاصة بشأن إصرار القيادة التركية الحالية على انفاق الأموال على التصنيع العسكري بدلًا من ضخها في الاقتصاد المحلي. 

توجه تركيا لإنفاق الأموال على التصنيع العسكري له العديد من الأسباب، أولها إدراك الحزب الحاكم بتنامي المخاطر المحيطة بالدولة تركيا إقليميًّا خاصة في سوريا والعراق، وهما الدولتان اللتان تتمتع فيهما الميليشيات الكردية بقدرة عسكرية تشكل تهديدًا واضحًا لتركيا. 

بعبارة أخري، دومًا ما تقوم الدول المصدرة للسلاح بفروض مشروطيتها العسكرية على استخدام السلاح، ولهذا تريد تركيا أن تتنصل من هذه المشروطية وتقوم بإنتاج مقاتلات محلية من أجل استهداف الأكراد بأريحية تامة. 


تركيا تتآكل اقتصاديًّا
استراتيجية للإيهام 

على صعيد متصل، يرغب الحزب الحاكم في تركيا في زيادة شعبيته من خلال ترويجه أنه قد قام بنقل تركيا لمصاف الدول المصنعه للسلاح، وهو الأمر الذي يزيد من حظوظ الحزب الحاكم في أي انتخابات رئاسية أو برلمانية أو حتي محلية

وفي نفس الصدد، يريد الحزب الحاكم حشد الشعب التركي خلفه في خلافاته مع الدول الإقليمية والدولية من خلال الترويج أن سبب هذه الخلافات هو رغبة الدول الغربية في منع تركيا من المرور قدمًا في مشروعاتها الوطنية لبناء جيش قوي بقدرات وطنية. كما تمنح الصناعات العسكرية تركيا فرصة للحزب الحاكم لتبرير تراجع معدلات النمو في الوقت الحالي باسناد الأمر إلى أن الصناعات العسكرية قد حققت نموًا مشهودًا. 
"