في زيارة غاب عنها العلم السوري.. «الأسد» في طهران لمزيد من الدعم

في زيارة تعد الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة السورية التقى الرئيس السوري بشار الأسد بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في طهران.

واستقبل الأسد بحفاوة في إيران، وامتدحه المرشد الإيراني واصفًا إياه بـ«البطل العربي»، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الفارسية.
وغاب عن اللقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، فيما حضر قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني اللقاء.
وغاب العلم السوري عن اللقاءات التي أجراها الأسد في طهران، مع المسؤولين هناك؛ ما أثار تساؤلات السوريين، وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي، فيما استهجن المناضل الأحوازي، عارف الكعبي الزيارة برمتها.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): إن الجانبين تناولا خلال اللقاء الجهود المبذولة في إطار أستانة؛ لإنهاء الحرب في سوريا، إضافةً إلى لقاء سوتشي الأخير الذي جمع الدول الثلاث الضامنة للسلام في سوريا.

من جهته، أكد الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي، الخبير في الشؤون الإيرانية، أنه ليس غريبًا أن تكون أول زيارة يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد خارج بلاده إلى إيران بغض النظر عن زياراته إلى روسيا التي زارها ثلاث مرات من قبل، فالأسد وقادة نظامه يدركون جيدًا حجم الدور الذي لعبته ومازالت طهران؛ من أجل تثبيت دعائم حكمه، ومواجهة الثورة السورية على مدار السنوات الفائتة، ومن ثم فإن في عنق الأسد ورجاله جميلًا ربما لن يستطيعوا رده.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن هذه الزيارة تأتي بالتزامن مع انتصارات نوعية لنظام بشار الأسد الذي بات يسيطر على أغلب الأراضي السورية، وذلك بعد سنوات نجحت خلالها العديد من الفصائل في انتزاع هذه السيطرة الأمر الذي بدأ معه النظام السوري في التفكير جديًّا في إعادة إعمار المحافظات والمدن السورية لتكون وجهته الأولى، كما كان متوقعًا إلى إيران التي يرى فيها الحليف والصديق الوفي.
وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية أنه ورغم الأسباب الاقتصادية والعسكرية والأمنية لا تخلو هذه الزيارة من دلالة قصدتها كل من سوريا وإيران أولها أن تكون رسالة قوية لبعض الدول العربية التي تظن أن مجرد إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا أو فتح سفاراتها بدمشق يعني نجاح هذه الدول في إبعاد سوريا عن إيران بدعوى الاحتواء أو غيره ورسالة أيضًا إلى تركيا وغيرها ممن يظنون أنه بإمكان التأثير على العلاقات السورية الإيرانية، وأخيرًا فهي أيضًا رسالة إلى روسيا التي يرتقب أن يزورها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو قريبًا وهي الزيارة التي من المتوقع أن تشهد تنسيقًا لتوجيه ضربات لإيران في سوريا، فضلًا عن التأكيد على أن إيران ستظل فاعلًا اقتصاديًّا وأمنيًّا وسياسيًّا في سوريا.
وأردف أن الزيارة لها دلالة تتعلق بالوجود الإيراني في سوريا إزاء الإلحاح الأمريكي والدولي على ضرورة الانسحاب الإيراني، فنظام بشار الأسد لا ينظر إلى القوات الإيرانية باعتبارها قوات أجنبية ينطبق عليها ما ينطبق على غيرها من القوات، وهو بالتالي تأكيد لما كانت تناولته تصريحات القادة الإيرانيين الخاصة بمشروعية الوجود الإيراني في سوريا، إذ جاء بناء على طلب من النظام السوري وهو ما يعني أن حلم فك الارتباك بين نظام الأسد وإيران بعيد المنال.
وبين أن ملف العقوبات الأمريكية على إيران لا يغيب عن مشهد هذه الزيارة، فعلى الرغم من معاناة سوريا وعدم خروجها بعد بشكل كامل من حالة الفوضى التي تعيشها منذ 2011 إلا أن الزيارة جاءت لتعلن أن سوريا لن تتخلى عن إيران، وأنها ستقدم كل ما في وسعها من أجل التحايل على هذه العقوبات، فضلًا عن إشراك إيران في عملية إعادة الإعمار، وهو في حد ذاته تجاوز لهذه العقوبات، وهو ما يعني أن كلا البلدين ينظران لبعضهما البعض باعتبار كلا منهما بعدًا استراتيجيًّا للآخر، وهو بالطبع رسالة موجهة بشكل خاص إلى الولايات المتحدة.