نظام الملالي مات إكلينكيًّا.. 62 مسيرة احتجاجية تشعل الشارع الإيراني
أتت العقوبات الأمريكية على نظام الملالي ثمارها بسريعًا، مع تصاعد موجة الاحتجاجات والتظاهرات في إيران، وكذلك اعتراف الرئيس حسن روحاني بأن بلاده تواجه أزمة اقتصادية كبيرة في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم، ووجود مقترح بحذف 4 أصفار من العملة الإيرانية التومان، والتي شهدت انهيارًا كبيرًا أمام الدولار الأمريكي في 2018.
تواصل التظاهرات
يؤكد تقرير لمجلس المقاومة الإيرانية (مجاهدي خلق)، أن الأسبوع الثالث من شهر يناير الحالي، شهد نحو 62 مسيرة احتجاجية، ما بين الوقفات والتظاهرات، علاوة على الإضرابات العمالية التي شملت أغلب القطاعات في العاصمة طهران، بمعدل يومي 9 حركات احتجاجية خلال الأسبوع الثالث من يناير 2019.
وأفاد أعضاء منظمة «مجاهدي خلق» داخل إيران، أن شرائح مختلفة من المواطنين الإيرانيين نظموا ما لا يقل عن 62 حركة احتجاجية وإضرابات كمعدل يومي 9 حركات احتجاجية في اليوم خلال الأسبوع الثالث من يناير 2019.
وأوضح تقرير المعارضة الإيرانية، أن التظاهرات كانت من غالبية شرائح المجتمع الإيرانية، فقد شهد الأسبوع الثالث من يناير الجاري 23 تظاهرة عمالية، وشهد الشارع الإيراني تظاهرات المواطنين المنهوبة أموالهم من قبل مؤسسات الحرس الثوري؛ حيث نظموا نحو 7 تظاهرات، وكذلك شهد القطاع التعليمي والتربوي نحو 8 تظاهرات عمالية، 6 تظاهرات للمزارعين والمتقاعدين و16 تظاهرة لمختلف شرائح المجتمع الإيراني.
المعارضة في الخارج
ووجهت مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج، تحيتها للمتقاعدين الشرفاء والمزارعين والعمال الكادحين أصحاب النخوة ممن نهضوا ضد البطش والتمييز من قبل نظام الملالي، وقالت: إن القوات القمعية تحاول عبثًا من خلال فرض القيود واعتقال بعض من المحتجين الحؤول دون إيقاف هذه الاحتجاجات، داعية عموم المواطنين -خاصة النساء والشباب- إلى دعم الاحتجاجات، وقالت: تتواصل الاحتجاجات والتظاهرات وانتفاضة قطاعات الشعب المختلفة جنبًا إلى جنب نشاطات معاقل الانتفاضة حتى النصر النهائي.
من جانبه، اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، أن بلاده تواجه أصعب وضع اقتصادي منذ 40 عامًا، وأن الحكومة ليست هي المسؤولة عن ذلك، بل الولايات المتحدة.
وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي من اتفاق نووي دولي مبرم مع إيران، وأعاد فرض العقوبات عليها.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي عن روحاني قوله: «اليوم تواجه البلاد أكبر ضغط وأزمة اقتصادية منذ 40 عامًا».
وفي الثامن من يناير قال وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني فرهاد بسَند: إن حذف 4 أصفار من العملة الوطنية محل دراسة حاليًّا.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن الوزير القول: إن «الإعلان عن حذف هذه الأصفار سيتم عبر وزارته»، مشيرًا إلى تسلم مقترحات بهذا الشأن تقدم بها البنك المركزي.
وتعد إيران في مقدمة دول العالم من حيث ارتفاع معدلات التضخم؛ حيث أظهرت تقارير دولية أن التضخم وصل في جمهورية خامنئي إلى 39.90%، خلال 2018؛ لتكون صاحبة أكبر الأزمات الاقتصادية في منطقة دول الشرق الأوسط والعالم أجمع على الرغم من أنها دولة نفطية إلا أنها تستغل ثرواتها في دعم الإرهاب والميليشيات المتمردة في عدد من الدول.
مرحلة الخطر
من جانبه يرى الخبير في الشأن الإيراني، محمد بناية، أن الأوضاع الاقتصادية في إيران وصلت إلى مرحلة خطر تهدد مستقبل النظام، في ظل تصاعد حركة الاحتجاجات والتظاهرات في جمهورية الملالي.
وأضاف بناية في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الاقتصاد والأزمات الاجتماعية تشكل أزمة كبيرة داخل النظام، فلو نظرنا للأمور من زاوية مختلفة، فنرى أن هناك حقائق تجعل من سقوط نظام الملالي مسألة وقت.
وتابع الخبير في الشأن الإيراني، أنه إلى جانب الأزمات الاقتصادية وارتفاع الفساد بين أقطاب النظام، وتصاعد الاحتجاجات وارتفاع مستوى الأزمات الاجتماعية بين النخبة الحاكمة والشباب الناتجة عن مصادرة الحريات جراء القوانين، هناك أيضًا الانقسامات الداخلية العميقة بين أقطاب نظام خامئني، مؤشرًا على اقتراب سقوط النظام، رغم كل ما يصدره عن تماسكه واستمراره، فالنظام على حافة الهاوية.
وتابع أن ما يجعل النظام على حافة الهاوية، هو طبيعة النظام الأيديولوجية المجبولة على التآكل عبر الزمن، وسياسته البعيدة كل البعد عن العقلانية السياسية التي من شأنها أن تضع رخاء وراحة الشعوب أولى أولوياتها، وتتجنب التدخل في شؤون الجيران، يجعل من غليان الشارع الإيراني، والضغوط الدولية والإقليمية والصراعات الداخلية أدوات تسرع من عملية سقوط النظام.





