ad a b
ad ad ad

«باعشير الإندونيسي».. يد ملوثة بدماء الأبرياء تنتظر عفوًا رئاسيًّا!

الأربعاء 23/يناير/2019 - 01:04 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

أثار قرار الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، بالإفراج عن الإرهابي أبوبكر باعشير، حالة من الجدل الكبير في البلاد، خاصة وأنه لم يكمل مدة عقوبته الذي يقضيها بعد اتهامه بأنه العقل المدبر لتفجيرات «بالي» عام 2002.


«باعشير الإندونيسي»..

ورغم الجدل، قال وزير الأمن الإندونيسي: إن الرئيس «ويدودو» طلب منه مراجعة جميع جوانب الإفراج المزمع عن رجل الدين المتشدد، ولكنه لم يفصح عن اتجاه للتراجع عن القرار.

وأبو بكر باعشير، إرهابي إندونيسي تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص، معظمهم من أستراليا، في تفجير ملهى ليلي في مدينة بالي قبل 16 عامًا، وبالتحديد في منطقة كوتا السياحية على مرحلتين، أولها بتفجير قنبلة في ملهى ليلي والأخرى بتفجير سيارة أمام الملهى أثناء هروب الناس من الملهى، وقُتل وقتها 88 أستراليًّا، و38 إندونيسيًّا، و27 بريطانيًّا، و7 أمريكيين و6 سويديين، كما أصيب 240 شخصًا بجراح، وهو الهجوم الذى تبنته «الجماعة الإسلامية»، التي بايعت تنظيم «القاعدة»، ويعد «باعشير» الأب الروحي لها، وأعلن باعشير، من سجنه عام 2014، مبايعته وتأييده لتنظيم «داعش» الإرهابي.

وأُدِينَ باعشير عام 2010 لعلاقته المباشرة بمعسكرات تدريب المتشددين الإسلاميين في إقليم أتشيه في إندونيسيا، وحكم عليه لمدة 15 عامًا بسبب هجوم بالي، وهو مسجون منذ ذلك الحين في مدينة بوجور القريبة من العاصمة الإندونيسية، جاكرتا.

ومن المفترض أن تنتهي عقوبة باعشير، في عام 2025، إلا أن الرئيس الإندونيسي أعلن أنه سيُعفى من إتمام مدة العقوبة لأسباب إنسانية، لكنه لم يعلن عن تفاصيل إطلاق سراحه أو شروطه أو موعده.


«باعشير الإندونيسي»..

حركة الشباب المسلم

برزت شخصية أبو بكر باعشير، في خمسينيات القرن الماضي كأحد زعماء «حركة الشباب المسلم الإندونيسي»، التي كانت نشيطة في ذلك الوقت، وتم حظرها عام 1960، وكان يمثل الذراع الطلابية في «مجلس شورى مسلمي إندونيسيا».

وأسس «إذاعة سوراكرتا للدعوة الإسلامية»، مع «عبد الله سنغكر»، الذي كان مُرتبطًا بمجلس شورى مسلمي إندونيسيا، إلا أن السلطات الأمنية أغلقت الإذاعة بسبب «إدخالها موضوعات سياسية ضمن برامجها»، واعتبرتها الحكومة وسيلة إعلامية معارضة.

وقبل 24 عامًا، أعلن كل من «أبو بكر باعشير» و«عبد الله سنغكر» رسميًّا تأسيس «الجماعة الإسلامية» في يناير 1993، وكانت تهدف إلى إقامة دولة «نوسانتارا» الإسلامية وتشمل كلًّا من ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي والفلبين وتايلاند وسنغافورة، ووصفت الجماعة نفسها بأنها «عابرة للحدود».


وكان «عبد الله سنغكر» أمير «الجماعة الإسلامية» حتى وفاته في عام 1999، وتولى «باعشير» هذا المنصب بعد ذلك.


وللجماعة عدد من الخلايا الصغيرة المستقلة التي تنشط في المدارس الدينية بإندونيسيا، وقاتل عدد من أفرادها مع الجماعات الإسلامية في أفغانستان، ومؤخرًا في سوريا والعراق، ويُعتقد أن عدد أفراد الجماعة يبلغ بضعة آلاف.

نفذت الجماعة الإسلامية في إندونيسيا عددًا من العمليات الإرهابية التي استهدفت بشكل أساسي أهدافًا غربية، وكان أكبر ما نفذته في عام 2002، بتفجيرات جزيرة بالي، الأكثر دموية في تاريخ البلاد.

في 2004، نفذت تفجيرًا في سيارة مفخخة تحمل طنًّا من المتفجرات أمام السفارة الأسترالية في جاكرتا، قتل فيه 9 أشخاص وأصيب أكثر من مئة، كما تبنت في يوليو 2009، تفجيرًا انتحاريًّا بفندق ريتز كارلتون في جاكرتا، قُتل فيه 50 شخصًا، وتبعه في 2011، تفجير انتحاري بعبوة ناسفة في مسجد في مدينة سيريبون أثناء خطبة الجمعة، قتل فيه 28 من المصلين، وفي يناير 2016، هاجم عشرات المسلحين من الجماعة، عناصر أمن ومقهى في العاصمة جاكرتا، قُتل فيه ما لا يقل عن 10 أشخاص.

وعقب تفجيرات بالي عام 2002، صُنفت الجماعة ضمن «المنظمات الإرهابية» من قبل أستراليا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وسلطنة برناوي وتايلاند وسنغافورة.

"