يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

خبراء: الحصار الإلكتروني لن يقضي على «الرايات السود» لـ«داعش»

الأحد 29/أبريل/2018 - 10:59 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة
حزمة من الإجراءات كانت كافية لحذف «الغالبية العظمى» من المحتوى المتطرف الذي يحمل شعار «الرايات السود»، تلك الشارة المميزة والمشتركة بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، من موقعي التواصل «فيسبوك» و«تليجرام»، في خطوة متتابعة لفرض حصار إلكتروني على التنظيمات المتشددة عبر الفضاء الافتراضي، فيما أكد عدد من الخبراء المتخصصين في شؤون الجماعات المسلحة وأمن المعلومات -لـ«المرجع»- أن التنظيمات الإرهابية لن تتأثر كثيرًا بهذا الحصار، مشيرين إلى سيناريوهات أخرى ستتبعها هذه التنظيمات للترويج والتواصل.

وفي الوقت الذي يواجه فيه العالم أجمع عمليات إرهابية ينفذها تابعون لهذه التنظيمات، منَّى الكثيرون أنفسهم باختفاء شعارات التنظيمات من وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، التي استخدمتها التنظيمات المتشددة لتجوب العالم «مفزعةً ومستقطبةً ومهددةً وباحثةً عن دعمٍ».
خبراء: الحصار الإلكتروني
خطوة أولى في فيسبوك.. ولكن
لأول مرة منذ تأسيسه، نشر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تعريفًا للإرهاب بأنه «منظمة غير حكومية تُشارك في أعمال عنف متعمدة ضد أشخاص أو ممتلكات لترهيب سكان مدنيين أو حكومة أو منظمة دولية، من أجل تحقيق هدف سياسي أو ديني أو أيديولوجي»، موضحًا أن هذا التعريف يشمل جماعات مختلفة مثل الجماعات المتطرفة دينيًّا، والجماعات العنصرية البيضاء، وغلاة المدافعين عن البيئة.

كما بدأ «فيسبوك» في إزالة محتوى «متطرف» لتنظيمي «القاعدة وداعش»، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، باستخدام برنامج آلي، مثل مطابقة الصور للكشف عن بعض المواد المتعلقة بالتطرف.

وقال الموقع: إن عملية إزالة المحتوى المتطرف استلزمت في المتوسط أقل من دقيقة خلال الربع الأول من عام 2018، وأوضحت شركة «فيسبوك» أن هناك نحو مليوني مادة تابعة لتنظيمي «القاعدة وداعش» تمت إزالة أغلبها، فيما وضعت علامات تحذير على نسبة صغيرة من هذه المحتويات؛ حيث إنه يتم تبادلها لأغراض معلوماتية، أو أغراض مكافحة التطرف؛ ما يعني أنه مازال هناك محتوى منشور للتنظيمين يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي.
خبراء: الحصار الإلكتروني
 تليجرام.. المنصة الأهم
يُعد «تليجرام» المنصة الأكبر والأهم التي يستخدمها المتطرفون؛ لما يتمتع به التطبيق من مزايا تأمين؛ ما دعا الشركة لشنِّ حملة ضد «القنوات» التابعة للتنظيمات الإرهابية، خاصة «داعش»؛ ما أدى إلى إغلاق 6272 قناة تابعة للتنظيم عبر تطبيق «تليجرام» خلال شهر مارس 2018.
كما أكدت الشركة المالكة لتطبيق «تليجرام»، أنه تم إغلاق نحو 4688 قناة تابعة لـ«داعش» أيضًا خلال 28 يومًا من شهر أبريل الحالي، فيما بلغ عدد القنوات التي تم إغلاقها يوم السبت 28 أبريل -فقط- نحو 342 قناة.
خبراء: الحصار الإلكتروني
هل تختفي «الرايات السود»؟
السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الإجراءات: هل تختفي «الرايات السود» لتنظيمي «داعش والقاعدة» من هذه المنصات الإلكترونية، باعتبار ذلك أحد الأحلام التي تُداعب كل من يحارب الإرهاب حول العالم؟ إلا أنه يبدو حلمًا صعب المنال حتى الآن؛ حيث اتفق عدد من الخبراء المتخصصين في شؤون الجماعات المسلحة وأمن المعلومات على أن التنظيمات الإرهابية لن تتأثر كثيرًا، بما يمكن تسميته «الحصار الإلكتروني» على منشوراتها.

يقول  أحمد كامل البحيري، الباحث في شؤون الجماعات المسلحة: إن «داعش» استخدم «فيسبوك» في الدعاية لعملياته، لكن تطبيق «تليجرام» يُعد أشد خطرًا، معتبرًا أن الإجراءات التي يتم اتخاذها حاليًّا لمواجهة ذلك «لم ترقَ إلى المستوى المطلوب بعد»، حسب قوله.

وأضاف البحيري، في تصريحات لـ«المرجع»، أنه لا يمكن القول: إن هذه الهجمة ستؤثر كثيرًا على «داعش»؛ لأنه يستطيع التحايل على ذلك بنشر محتوى يخدم أيديولوجيته، «دون وضع شعاره، أو اللوجو الخاص به»، معتمدًا على عناصره ومؤيديه في نشرها على شكل أوسع.

وتابع: «التمويل هو ما يُمكن أن يؤثر على تنظيم داعش، ولأن السوشيال ميديا لا تُعد وسيلة لجذب التمويلات التي يحصل عليها التنظيم، فإن تقليص أذرعه الإعلامية –إذا نجحت- لن تؤثر على قوة التنظيم».

وكواحدة من طرق تحايل «داعش» على محاولة حصار وسائل التواصل الخاصة به، قد تشمل أيضًا إنشاء منصة خاصة به، يديرها التنظيم ذاته.

وفي هذا الصدد يقول وليد حجاج، خبير الأمن المعلوماتي الشهير بـ«صائد الهاكرز» في تصريحات: إن حذف قنوات «تليجرام» ومسح محتوى «فيسبوك» الخاص بالتنظيم لن يؤثر عليه؛ لأن هناك أدوات مختلفة أكثر، كما أنه يمكنه استحداث أداة جديدة، ومن ثم يمكن لـ«داعش» إنشاء منصات إلكترونية جديدة يتواصل من خلالها.

وأضاف حجاج، أن «داعش» لديه الأموال، ومن الوارد جدًّا أن يُنشئ منصات مماثلة لـ«فيسبوك وتليجرام» يصل من خلالها إلى الجمهور العادي، ويبدأ التواصل معهم عبر حسابات على تطبيقه.
"