ad a b
ad ad ad

غضب في العراق.. زيارة وفود لإسرائيل بين الارتباك السياسي والمصالح الشخصية

الثلاثاء 08/يناير/2019 - 11:52 م
 زيارة الرئيس الامريكي
زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للعراق
محمد شعت
طباعة

يشهد الشارع العراقي حالة من التوتر المستمر بسبب التخبط السياسي وارتباك الشخصيات التي تقود المشهد، فبعد حالة الجدل التي أثارتها زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «الغامضة» للعراق، تفجرت أزمة أخرى أثارت جدلًا جديدًا، وذلك بعد الكشف عن قيام مسؤولين عراقيين بزيارة إسرائيل.

غضب في العراق.. زيارة

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية، ذكرت على حسابها باللغة العربية على موقع «تويتر»، أن ثلاثة وفود عراقية زارت إسرائيل خلال العام الماضي، وأن آخر زيارة كانت قبل عدة أسابيع، وضمت الوفود شخصيات سنية وشيعية لها تأثير بالعراق.


ووفقًا للوزارة، فقد زارت هذه الشخصيات متحف «ياد فاشيم» لتخليد ذكرى المحرقة، واجتمعت بأكاديميين ومسؤولين إسرائيليين، وشددت الوزارة على أنها «تدعم هذه المبادرة». ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن مصادر سياسية القول إن «الهدف من هذه الزيارات هو إنشاء بنية تحتية مستقبلية لعلاقات بين البلدين». ولم يصدر بعد أي تعقيب من الحكومة العراقية.  


مطالب بالتحقيق


بعد الغضب الذي سببه الإعلان عن هذه الزيارات في الشارع العراقي، طلب النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي، في بيان صحفي، من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، «التحقيق في حقيقة هذه الزيارة ومدى دقتها، والكشف عن أسماء المسؤولين الذين زاروا الأراضي المحتلة وخصوصًا أعضاء مجلس النواب العراقي إن صحت الزيارة».


وأضاف النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي: «أن قضية الذهاب إلى أرض محتلة خط أحمر، ومسألة حساسة للغاية بالنسبة للمسلمين في أقصى مشارق الأرض حتى مغاربها»،  وجاءت هذه التصريحات وسط انتقادات شعبية للمشاركين في الزيارة، معتبرين أن الوفود المشاركة بها تسببت في إساءة للشارع العراقي ككل.

غضب في العراق.. زيارة

ارتباك سياسي

المحلل السياسي العراقي، أنمار الدروبي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: «مما لاشك فيه أن الساحة السياسية في العراق بعد عام 2003 تشهد حالة من الارتباك والتخبط بشكل غير مسبوق، في ظل غياب أي رؤية للعملية السياسية، واقتصار الأمر على وجود شخصيات سياسية تمارس عملها السياسي خارج الضوابط المتعارف عليها في كل الأنظمة».

وأشار المحلل السياسي العراقي، إلى أن عبثية المشهد تأتي بسبب غياب الرؤية والتنظيم؛ حيث تقوم هذه الشخصيات السياسية وعلى شكل جماعات بالسفر إلى مختلف دول العالم وبحسب اهوائهم، وتأتي زيارة وفود عراقية إلى إسرائيل من ضمن نفس السياق، لاسيما أن هذه ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها سياسيون عراقيون.


وأوضح «الدروبي»، أن السيد مثال الآلوسي النائب السابق في البرلمان العراقي زار تل أبيب قبل ذلك باعترافه شخصيا داخل قبة البرلمان، إضافة إلى العلاقات الوطيدة بين إسرائيل وأغلب القادة الأكراد، لافتًا إلى أن دوافع هذه الزيارة تأتي ضمن البراجماتية النفعية بالنسبة للسياسيين العراقيين.


وأضاف المحلل السياسي العراقي أن شخصيات سياسية سنية وشيعة قامت بالزيارة؛ مشيرًا إلى أن ذلك يشير إلى أن هذه الوفود تسعى إلى تثبيت وجودهم في المشهد السياسي العراقي وسعيًا منهم للخروج من الشرنقة الإيرانية، ولا يختلف الموضوع بالنسبة للسياسين الشيعة، إضافة إلى أنهم لا يمثلون سوى موظفين لدى نظام طهران، وفي نفس الوقت يحاولون توسيع دائرة علاقاتهم مع تل أبيب، وهذا معناه بالنسبة لهم التقرب أكثر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

الكلمات المفتاحية

"