ad a b
ad ad ad

رغم اعتقالات عيد الميلاد.. هل يغلب نفوذ إسلاميي إندونيسيا؟

الخميس 27/ديسمبر/2018 - 11:40 ص
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
اعتلقت الشرطة الإندونيسية، فى التاسع من ديسمبر الجارى، 20 شخصًا يشتبه بأنهم متشددون، وذلك في إجراءات تستهدف تعزيز الأمن قبل موسم عطلات عيد الميلاد والعام الجديد، وجاءت الاعتقالات كإجراء وقائي بموجب قانون معدل لمكافحة الإرهاب تمت الموافقة عليه في مايو الماضي، كما جاءت، في أعقاب تنظيم الإسلامويين، في الثاني من ديسمبر، مظاهرة شارك فيها نحو 100 ألف شخص في العاصمة جاكرتا، لإحياء ذكرى مرور عامين على المسيرة التي أطاحت بحاكم العاصمة المسيحي الديانة، باسوكي أهوك بورناما، في خطوة تدلل على النفوذ المتنامي للجماعات الإسلاموية في البلاد، قبل انتخابات الرئاسة المقرر عقدها أبريل 2019.
 الرئيس الإندونيسي
الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو
يخوض الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في أبريل 2019، وبجانبه رئيس مجلس علماء إندونيسيا، معروف أمين، كنائب الرئيس، وهو ما رآه محللون خطوة تهدف لرفع أسهمه في أوساط الإسلامويين، لكنه ليس وحده الذي يأمل في دعم الإسلامويين له، فخصمه ومنافسه في الانتخابات السابقة، الجنرال السابق برابوو سوبيانتو، يضع عينيه على الهدف نفسه هو الآخر.

وفي بلد كإندونيسيا، والتي تعد أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، والبالغ نحو 266 مليون نسمة، يعتبر الإسلاميون ذوو نفوذ قوي على الرغم من وجود أصحاب ديانات أخري كالمسيحية، لكن أتباعها يشكلون نحو 10 في المائة فقط من عدد السكان، وتُحكم الدولة بنظام علماني، وتعهد الرئيس «ويدودو» في أكثر من مناسبة بالحفاظ على التقاليد والتعددية الثقافية والترويج لصورة الإسلام المعتدل في البلاد.
أهوك بورناما
أهوك بورناما
المرشح المسلم
يعرف رئيس مجلس علماء إندونيسيا بآرائه المتحيزة ضد بعض الأقليات، كما كان له دور رئيسي في سجن أهوك بورناما، عام 2017 عندما أتهمه بالإساءة للإسلام و«الكفر»، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين.

وكان «أهوك» مُني بهزيمة دراماتيكية في انتخابات عام 2017، وانتزع منه منصب حاكم العاصمة، وزير التربية الأسبق أنيس باسويدان، لكن هذا الفوز جاء من خلال تحالفه مع جماعات إسلاموية استخدمت المساجد للدعاية له، وحث الناخبين للتصويت لباسويدان كونه «المرشح المسلم».

ولعل ما حدث مع «أهوك»، كان إحدى إرهاصات تزايد التشدد ونفوذ الإسلامويين والتفسير المتشدد للشريعة في إندونيسيا، والرئيس «ويدودو» ليس الوحيد الذي يسعى لاستمالة الأوساط الإسلامية، فالجنرال السابق برابو سوبيانتو، يريد زيادة فرصه في الانتخابات المقبلة، خاصةً أنه خسر أمام ويدودو في انتخابات عام 2014 بفارق بسيط.

وخلال الشهور القليلة الماضية، ظهرت حركة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار «تغيير الرئيس في عام 2019»، يقودها مرداني علي سيرا، وهو عضو في البرلمان من حزب جماعة الإخوان؛ حزب العدالة والرفاهية.

وما يرجح محاولة «سوبيانتو» كسب تأييد حزب الإخوان، تعاونه مع جماعات إسلامية أخرى لنشر دعاية ضد الرئيس الحالي، ومن هذه الجماعات الجبهة الدفاعية الإسلامية، وهي حركة إسلامية متشددة اشتبك أعضاؤها مع قوات الأمن بالماضي؛ لمنع إقامة حفلات غنائية، وتنشط الجماعة في الأحياء الفقيرة؛ حيث توجد المساجد بعيدة عن رقابة الدولة.
رغم اعتقالات عيد
معركة مكافحة الإرهاب
وتشهد إندونيسيا نشاط عدة جماعات إرهابية، تنفذ عمليات تستهدف قوات الأمن والأقليات، وشهدت البلاد تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في مايو الماضي، عندما شنَّت جماعة إرهابية محلية تابعة لتنظيم «داعش»، هجمتين انتحاريتين متتاليتين على كنائس في مدينة سورابايا، ثاني أكبر مدن البلاد.

ووقعت هذه الهجمات، بعد أيام من قيام سجناء إسلاميين متشددين، بقتل خمسة من أفراد قوة خاصة لمكافحة الإرهاب، أثناء مواجهة استمرت 36 ساعة في سجن عند مشارف العاصمة جاكرتا، وتكونت هذه الجماعة الإرهابية من تحالف لمجموعات انشقت عام 2015 من جماعة «مجاهدي تيمور» الإندونيسية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وتنفذ هذه الجماعة عمليات في مقاطعتي جاوة وسولاويزي، بإندونيسيا، وتقوم بأنشطة في مقاطعات إندونيسيا الشرقية كذلك.

ومنذ عام 2012 وجماعة «مجاهدي تيمور» تستهدف المسؤولين الحكوميين وقوات الأمن في إندونيسيا، وقتلت الكثير من المدنيين وأفراد الشرطة في هجمات متعددة، وازدادت الجماعة جرأة في هجماتها على قوات الأمن، بما في ذلك قطع الرؤوس واستخدام المتفجرات وإطلاق النار.
أمان عبدالرحمن
أمان عبدالرحمن
وتعود بدايات الجماعات الإرهابية في إندونيسيا لفترة استقلالها عن الاحتلال الياباني عام 1945، وكانت أولى هذه الجماعات هي حركة «دار الإسلام» التي نشطت في إقليم «آتشيه»، شمال غرب جزيرة سومطرة الإندونيسية.

وأعلن زعيم الحركة، «سيكارماجي ماريدان كارتوسوويرجو» تأسيس «دولة إندونيسيا الإسلامية» في المناطق التي سيطروا عليها في الإقليم عام 1949؛ ما تسبب في اندلاع مواجهات مع الجيش الإندونيسي استمرت لمدة 13 عامًا، وألقي القبض على كارتوسوويرجو عام 1962، وتفرق أعضاء الحركة بعدها.

وفي يوليو الماضي، قضت محكمة إندونيسية بإعدام أمان عبدالرحمن، زعيم جماعة «أنصار الدولة»، لتدبيره سلسلة من الهجمات الدامية في البلاد من محبسه، واستمر «عبدالرحمن» في إدارة التنظيم بعد إلقاء القبض عليه ونقله لسجن مشدد الحراسة عام 2013، ثم أعلن ولاءه لتنظيم «داعش» من داخل محبسه عام 2014 ، وتعتقد السلطات الإندونيسية أن تنظيم «داعش» له أتباع يتجاوز عددهم 1200 فرد في البلاد، في حين أن نحو 500 إندونيسي سافروا للانضمام إلى صفوف التنظيم في سوريا.
"