إيران تتقشف.. طهران تخفض الموازنة وتقوض مشروعها التخريبي في المنطقة
الثلاثاء 25/ديسمبر/2018 - 04:30 م

إيران
محمد شعت
ما زالت الأزمات تتوالى على النظام الإيراني؛ خاصة في ظلِّ الاحتجاجات المستمرة، والعمليات المسلحة ضد النظام، إضافة إلى العقوبات الأمريكية التي بدأت تظهر بوادر تأثيرها إلى العلن، وذلك بعد محاولات عديدة لأركان النظام الإيراني لإخفاء تأثير هذه العقوبات، إلا أن تطور التداعيات أصبح غير قابل للكتمان.

حسن روحاني
ورأى مراقبون أن تأثيرات العقوبات وصلت إلى الجيش والحرس الثوري والباسيج؛ حيث تضمّن مشروع الموازنة الذي قدمه الرئيس الإيراني حسن روحاني للبرلمان، اليوم الثلاثاء، خفض موازنة وزارة الدفاع، والجيش، والحرس الثوري، والباسيج إلى النصف، مقارنة بموازنة العام الماضي.
للمزيد.. الهجوم المسلح على المؤسسات الأمنية في إيران.. المحفزات والتداعيات
اعتراف بتأثير العقوبات
على الرغم من المحاولات الإيرانية المستميتة للتعتيم على تداعيات العقوبات الأمريكية، إلا أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في كلمته أمام البرلمان، أن الموازنة تتناسب مع العقوبات الأمريكية «الظالمة» المفروضة على طهران.
وأضاف أن العقوبات أثرت عمليًّا ونفسيًّا على سوق العملات في إيران، وأسهمت في تدهور العملة الإيرانية، كما كان لها تأثير على مستوى معيشة الشعب، ووفق تقارير فإنه في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، فإن مشروع موازنة العام المقبل يتضمن زيادة 20% لرواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين، وخفض حصة صندوق التنمية الوطني من صادرات النفط بواقع 13% مقارنة بالعام الماضي.
للمزيد.. إيران ترد على استبعادها من «مشاورات السويد» بإبقاء السلاح في يد الحوثيين

هشام البقلي
انهيار النظام
وفي هذا السياق، قال الباحث في الشأن الإيراني، هشام البقلي، في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن تخفيض ميزانية الحرس الثوري الإيراني نتيجة طبيعية لتضييق الخناق على النظام الإيراني من خلال العقوبات الأمريكية الأخيرة، وعمل المجتمع الدولي ضد سياسية إيران المالية، والتي تعتمد على غسيل الأموال.
وأشار البقلي إلى أن تخفيض ميزانية الجيش والحرس الثوري له دلالات مختلفة، أولها فشل النظام الإيراني في الصمود أمام الأوضاع الاقتصادية، وعدم وجود رؤية حقيقية للخروج من الحالة المتردية التي تمرّ بها إيران، كما أنها ستؤدي بالتبعية إلى تقويض المشروعات الإيرانية التخريبية التي تقودها الميليشيات في الخارج.
وأوضح الباحث في الشأن الإيراني أن تخفيض الميزانية قد يتسبب في انقسامات داخل الحرس الثوري أكثر مما كانت عليه في الفترة الماضية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هناك سيناريو آخر لهذا الإعلان عن تخفيض الميزانية من الممكن أن تكون للاستهلاك المحلي، ومحاولة تهدئة الشارع الإيراني الذي يعبر عن غضبه من سياسات الحرس الثوري.
للمزيد.. دراسة: إيران وروسيا تستغلان الأحداث داخل اليمن وسوريا

الحرس الثوري الإيراني،
إجراء تقشفي
الباحث في الشأن الإيراني، محمد عبادي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن الميزانية الضخمة التي يرصدها النظام للحرس الثوري والأجهزة الأمنية كانت سببًا في إشعال الكثير من الأزمات، مشيرًا إلى أن الانتفاضة الشعبية الكبرى انتفضت في إيران العام الماضي على إثر تسريب الميزانية العامة الإيرانية، والتي اشتملت رفع ميزانية الحرس الثوري الإيراني، والتي كادت أن تطيح بالنظام ذاته.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن تخفيض الميزانية على هذا النحو يشير إلى أن أركان الحكم الإيراني قد تعلموا الدرس، فضلًا عن الحاجة الماسة لتخفيض كل بنود الموازنة، بعد العودة للعمل بنظام العقوبات المفروضة من واشنطن على نظام الملالي، وأثرها الكبير على الاقتصاد الإيراني.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن هذه الخطوة لن تكون نهاية تأثير الأزمات، ولكنها مقدمة ومبرر لخطوات تقشفية أخرى، وستطال مناحي الحياة كافة، وستخنق الشعب الإيراني، لافتًا إلى أن النظام الإيراني لن يستطيع التعتيم بعد ذلك على تأثير العقوبات؛ لأنها أصبحت أكثر من ذلك.
وشدد عبادي على أنه لابد أن يؤخذ في الحسبان، أن الأنشطة الإرهابية التي يمولها الحرس الثوري، قد لا تتأثر كثيرًا بهذا التخفيض؛ لأن الحرس الثوري يمتلك إمبراطوريته الاقتصادية الخاصة، وشركاته، فضلًا عن تجارة المخدرات وأعمال المافيا، والتي يمول بها الأنشطة التخريبية في المحيط العربي.