يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

دراسة: إيران وروسيا تستغلان الأحداث داخل اليمن وسوريا

الأحد 23/ديسمبر/2018 - 06:16 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

كانت الدول العربية مسرحًا للتدخلات الخارجية خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا التي أعقبت ثورات الربيع العربي؛ بهدف تحقيق أهدافها في السيطرة على الجوانب السياسية والاقتصادية ومقدرات الشعوب.

دراسة: إيران وروسيا
واستغلت الدول الأجنبية حالة الفراغ التي تعيشها الدول العربية سواء كان فراغًا دستوريًّا أو عسكريًّا، وعملت على تحقيق رغباتها سواء من خلال دعم ميليشيات مسلحة كما فعلت إيران في دعم ميليشيات الحوثي باليمن، أو من خلال التدخل بصورة عسكرية مباشرة، كما فعلت روسيا بسوريا.


وكانت هذه القضية محور دراسة دكتوراة، للباحثة أمل عبدالكريم حول «الموقف الروسي الإيراني تجاه الثورات العربية خلال الحقبة (2010-2016) سوريا واليمن أنموذجًا»، والتي تم إجراؤها في كلية الدراسات العليا بجامعة مؤتة بالأردن.


وهدفت الدراسة إلى التعرف على موقف دولتي روسيا وإيران تجاه الثورات العربية وتحديدًا في سوريا واليمن، خلال الفترة من 2010-2016، بالإضافة إلى التعرف على العلاقات ما بين روسيا وإيران وشكل تلك العلاقة أثناء المتغيرات الإقليمية والدولية المختلفة، واعتمدت الدراسة على منهجين، هما: المنهج التحليلي النظمي، والمنهج التاريخي.


وتم تقسيم الدراسة إلى خمسة فصول، جاء الفصل الأول لعرض مشكلة الدراسة وخلفيتها، وفي الفصل الثاني تم عرض التراث العلمي لها وإطارها النظري، وفي الفصل الثالث تم عرض التطور التاريخي للعلاقات الروسية الإيرانية، وفي الفصل الرابع تم عرض محددات ومرتكزات العلاقة الروسية الإيرانية، وفي الفصل الخامس عرض الباحث الموقف الروسي الإيراني تجاه الثورتين اليمنية والسورية.


وعرضت الباحثة تاريخ الأطماع الإيرانية في دول المنطقة، بداية من محاولتهم احتلال البحرين في بداية القرن التاسع عشر، مرورًا باحتلال الجزر العربية الإماراتية، ومحاولاتها المستمرة للتدخل في العراق سواء خلال عهد صدام أو بعد الاحتلال الأمريكي، أو التدخل في اليمن، خصوصًا بعد ما يعرف بثورة الشباب اليمني، وعملت إيران على استغلال الأحداث والأزمات العربية الأخيرة، كي تحاول التدخل إما بصورة علنية أو ضمنية في الدول العربية.

دراسة: إيران وروسيا

وتسعى إيران من خلال تدخلها إلى مد نفوذها داخل المنطقة العربية، والدفع بعناصر ذات إيديولوجيّة مختلفة؛ لخلق حالة من التوتر والانقسام ما بين الدول العربية، مثل الدفع بميليشيات ذات خلفيات دينية مختلفة عن الدول الحاضنة لها.


كما عرض الباحثة محاولة روسيا إيجاد موطئ قدم لها داخل الدول العربية، وذلك لمواجهة الانتشار الأمريكي في المناطق المختلفة حول العالم عمومًا والقريبة من الدولة الروسية خصوصًا، حيث تشعر بالقلق من الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا والقوقاز، بالإضافة إلى أن القيادة الروسية ترى في المنطقة هدفًا استراتيجيًا دوليًا ومخزونًا من الثروات الطبيعية لابد من محاولة استغلاله لصالحها، والعمل على إعادة تشكيل السياسة الدولية.


وأبرزت الباحثة وجود تقارب إيراني- روسي خلال الفترة الماضية وتحديدًا ما بين عامي 2010-2016، وذلك بسبب رغبة الدولتين في خلق حالة من التوازن الإقليمي والدولي لمواجهة الأطماع الأمريكية، اعتمادًا على الثقل الاستراتيجي الذي تمثله كلتا الدولتين داخل المنطقة، وقد ظهر التنسيق فيما بينهما بوضوح أثناء الأزمة السورية، كما أظهر الباحث صور الصراع والخلاف المتعدد والمعقد فيما بينهما.


ثم بدأت الباحثة في عرض الموقف الإيراني من الثورة اليمنية، وسعي إيران إلى توسيع قوتها في الخليج، رغبة في تحقيق الإمبراطورية الإيرانية، بالإضافة إلى عرض الموقف الروسي من الثورة باليمن، خصوصًا أن الجنوب اليمني كان منطقة للنفوذ السوفييتي سابقًا، لذا تسعى إلى إعادة نفوذها في اليمن باعتبارها دولة ذات بعد جيواستراتيجي مهم.


وتوصلت الدراسة إلى أن النظام الإيراني يتدخل في اليمن بصورة غير مباشرة أو ضمنية، وذلك من خلال دعم ميليشيا الحوثي؛ بهدف السيطرة على النظام السياسي، بما يضمن لها وجودًا داخل المنطقة الخليجية.


كما توصلت الدراسة إلى أن الموقف الروسي داخل اليمن يعد موقفًا متذبذبًا، ما بين تأييد الشرعية الدستورية داخل البلاد، وما بين تجاهل ما يقوم به الانقلابيون في صنعاء، حيث أظهرت الدراسة أن سياسة موسكو تجاه الأحداث في اليمن مرتبطة بشكل وثيق بالحرب في سوريا.
"