عام على احتجاجات طهران.. الذكرى الأولى لرفض الإيرانيين سياسات الملالي
قبل عامٍ من الآن، وفي ديسمبر من 2017، خرج الإيرانيون في مشهد احتجاجي شهدت فعالياته 20 مدينة إيرانيَّة، اعتراضًا على سوء الأوضاع الاقتصاديَّة.
الاحتجاجات التي دعت طوائف الشعب للاحتجاج كانت ذات أسباب منطقية، إلا أن
السلطات الحاكمة رأت في تظاهرهم أن قوى خارجية
مضادة تحركها.
وتحت شعارات رافضة للسياسة
الخارجيَّة لإيران قبل السياسة الاقتصادية، احتج الإيرانيون الذين اتهموا حكومتهم
بحمل طموحات توسعية تغريهم بتهميش مستوى معيشة المواطنين، مقابل توفير الأموال
لتمويل أعوان إيران في الخارج.
اليمن على وجه الخصوص كان الملف الأكثر إزعاجًا للإيرانيين، إذ أعرب المُتظاهرون آنذاك عن رفضهم لسياسات بلدهم الداعمة للحوثيين على مستوى المال والسلاح. ورغم اتساع التظاهرات فإن الحكومة الإيرانية تمكنت من قمعها، وأكملت سياساتها الخارجية.
وفي تقريرٍ حديثٍ صادرٍ عن فريق تواصل الإلكتروني التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، قال إن السعودية والإمارات يأتيان على رأس قائمة الدول المانحة لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن لعام 2018، فيما اقتصرت مساهمات النظام الإيراني على إرسال الأسلحة لميليشيا الحوثي.
وبيّن الفريق في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن إيران لم تقدم سوى الصواريخ والأسلحة والعتاد، التي أطالت أمد الصراع، وعرّضت الشعب اليمني لأسوأ معاناة إنسانية، مُشيرًا إلى أن ميليشيات الحوثي التي تنفذ أجندة إيران في اليمن القائمة على نشر الفوضى والدمار، عمدت إلى الانقلاب على الشرعية عام 2014؛ ما أدخل البلاد في دوامة من الحرب، وتسبب في كارثة إنسانية.
ماهية الدعم الإيراني للحوثيين
لا يمكن اقتصار الدعم الإيراني لجماعة الحوثي في شكلٍ محددٍ إذ تنوعت بين إعلامي ودبلوماسي وحتى مالي وعسكري. وفي تصريحات لـوزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، أقر خلال مؤتمر لدعم الحوثيين في العاصمة طهران، بأن الدعم الإيراني للحوثيين ليس على المستوى العسكري فقط بل يشمل الاستخباراتي والإعلامي.
وفي نوع مختلف من الدعم تحدث وزير الثروة السمكية اليمني، فهد كفاين، الأسبوع الفائت عن أن 43 سفينة إيرانية دخلت المياه اليمنية خلال الثلاث السنوات الماضية، لخدمة الحوثيين.
وكانت تقارير أشارت إلى أن هذه السفن كانت أحد سبل تهريب السلاح للحوثيين، وعادةً ما توضع الأسلحة داخل حاويات، تحت شعار مواد بناء أو مواد إغاثية أو مواد تجارية أو غيرها، وتوضع الحاويات على الخطوط الجوية التجارية أو السفن، وتُرسل إلى الجماعات المسلحة بوصفها سلعًا تجارية أو إغاثية؛ للتحايل على المراقبين الدوليين.
ونوه الوزير اليمني، إلى أن السفن الإيرانية المذكورة مارست أنشطةً ممنوعةً مختلفةً خلال عام 2016م، كما ضبطت الحكومة الشرعية سفنًا محملةً بالسلاح لأكثر من مرة وهي في طريقها لميليشيا الحوثي الانقلابية، وسفنًا أخرى تمارس أنشطة ممنوعة تحت غطاء الصيد.
ورغم هذا الدعم فإن الاتفاق المعقود في السويد، بين الحوثيين والحكومة الشرعية في اليمن والذي قضى بهدنة في مدينة الحديدة، جاء محملًا معالم خسارة للدولة الإيرانية، إذ اعتبر محللون أن الاتفاق جاء بعد فشل مر به الحوثيون.
ورغم إعراب إيران عن ترحيبها ببنود الاتفاق المعقود مؤخرًا فإن هناك تخوفات من احتمال دفعها لخرقه لضمان نفوذها في اليمن.
وذهبت التقارير إلى أن استمرار إيران في دعم الحوثيين وفي سياساتها التوسعية الخارجية بشكل عام، قد يتسبب في تكرار التظاهرات الداخلية، خاصة وأن أسباب نشوبها في السابق مازالت قائمة بل تتزايد.





