مع دخولها أسبوعها الخامس.. الاحتجاجات العمالية الأحوازية صداع في رأس «الملالي»
يمثل الحراك الأحوازي، صداعًا مُزمنًا في رأس النظام الإيراني، خاصة وأن الحركات التحررية الأحوازية، أصبحت تتحرك على المستويات والأصعدة كافة. داخليًّا وخارجيًّا؛ لفضح ممارسات نظام الملالي والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبله أمام المجتمع الدولي، ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار موجة الاحتجاجات العمالية، التي انطلقت بسبب تأخير صرف الرواتب واعتقال بعض العمال المعترضين على استمرار انهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
ودخلت المظاهرات العمالية في الأحواز أسبوعها الخامس، إذ استمرت مظاهرات عمال شركة الصلب، بينما أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي بثها ناشطون عبر مواقع التواصل انتشارًا كثيفًا لقوات الأمن الإيرانية وهي تحاصر المحتجين، في حين يتواصل إضراب عمال مصانع شركة «هفت تبه» لقصب السكر، في مدينة السوس شمال الإقليم؛ حيث يطالب المتظاهرون بإطلاق سراح ناشطي العمال المعتقلين بسبب تنظيمهم للمظاهرات التي تطالب بدفع الرواتب المتأخرة لمدة 4 أشهر.
ثورة على الفساد
لم يقتصر الحراك العمالى في الأحواز على التنديد بالأوضاع المتدنية والرواتب المتأخرة فحسب؛ حيث ندد المتظاهرون بحجم الفساد والإنفاق العسكري للنظام على الميليشيات في مختلف الدول، وإهمال مطالب العمال، كما ردد المحتجون هتافات مناوئة للنظام؛ معربين عن فقدانهم الثقة في كل الشعارات التي يرددها النظام والوعود الوهمية التي لاتحقق، مشيرين إلى أن معظم الشعارات التي يطلقها النظام هي للتغطية على فساده وحرمانه الشعب من أبسط حقوقه.
وكشف المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الاستراتيجية، أن مسؤولي النظام في المنطقة ينهبون «مليارات الدولارات من المصانع والشركات وأموال الشعب»؛ مشيرًا إلى أن عمال مدينة الأحواز اشتبكوا مع قوات الشرطة؛ عندما حاولت منعهم من التوجه نحو شوارع المدينة؛ حيث انضم مواطنون إليهم، وأطلق المحتجون هتافات باللغة العربية، تطالب بحقوقهم القومية، وتحسين الظروف المعيشية للعمال والموظفين، الذين لم يحصلوا على رواتبهم منذ تسعة أشهر.
وقال المركز الأحوازي: «إن النظام الإيراني يهدف إلى طرد العمال العرب من المصانع في الأحواز؛ من خلال الامتناع عن دفع رواتبهم بقصد تغييرهم بعمال من الفرس، إذ دفع استمرار التظاهرات، رئيس السلطة القضائية، صادق لاريجاني، إلى «تحذير العمال من محاولة التسبب بفوضى في البلاد»، داعيًا في الوقت نفسه الحكومة إلى حل مشاكلهم.
وقال لاريجاني: «العدو يحاول استغلال بعض المطالب، ويجب على العمال ألا يسمحوا بأن تصبح مطالبهم ذريعة أو أداة لبث الفوضى في البلاد»، لافتًا إلى أن «مستوى معيشة الموظفين والعمال يتعرض لضغوط كبيرة؛ بسبب التضخم».
صمود أمام الغطرسة
الدكتور عارف الكعبي رئيس «تنفيذية الأحواز»، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن الحراك الأحوازي بشكل عام، هو بمثابة صمود في وجه غطرسة النظام الإيراني، مشيدًا باستمرار هذا الحراك الشعبي الرافض لجرائم النظام الإيراني، لافتًا إلى أن تواصل الاحتجاجات العمالية التي صمدت ودخلت في شهرها الثاني ضد الممارسات العنصرية في حق الكادحين من العمال تُعد شرارة ستفجر ثورة عارمة قريبًا.
وقال «الكعبي»، إن ذلك الحراك العمالي المستمر نتج من أكل حقوقهم ومستحقاتهم الذي يعكس بدوره مدى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الأحوازى في ظل الاحتلال الإيراني المستبد، مؤكدًا أن انفجار ذلك البركان كان ضروريًّا ليعرف العالم مدى بشاعة الاحتلال الفارسي، ويدرك حجم المأساة التي يعيشها شعبنا الأحوازي في الداخل، حتى يحرك ساكنًا ويتدخل لنجدة الشعب المستضعف.
وأكد رئيس «تنفيذية الأحواز»، أن استمرارية الحراك الأحوازي أصبح منهجًا اتخذه الشعب الأحوازي للتعبير عن رفضه لسياسات النظام الإيراني المحتل، التي باتت لا تطاق، إذ شهدت الأحواز حراكًا واسعًا في غضون الأيام الماضية في جميع القطاعات، نتيجة عدم استلام الرواتب والمستحقات التي مضت عليها شهور طويلة.
وأشار «الكعبي» إلى أن سياسة الإقصاء والتمييز الممنهجة ضد أبناء الأحواز وإحلال الفرس محلهم في الشركات والمصانع، فضلًا عن نهب مستحقاتهم المادية، واعتقال عشرات العمال خلال الأيام الأخيرة، تحت ذريعة اتهامات واهية، والتعدي على أراضي زراعية أحوازية وتهديد المزارعين بالقتل إذا لم يتركوها، زاد من اقتراب المواجهة، مشددًا أن النظام الإيراني عليه تحمل تلك النتيجة.
وأضاف رئيس «تنفيذية الأحواز»، أن الحراك الأحوازي الداخلي المتصاعد أدى إلى إحياء روح الثورة وإبقائها في استمرارية، الأمر الذي ينذر بقدوم ثورة غضب عارمة من قبل الأحوازيين ضد المحتل الإيراني.





