«عبادي» يكشف أسباب اشتعال الاحتجاجات داخل إيران
الأربعاء 18/أبريل/2018 - 02:30 م

الاحتجاجات داخل إيران-صورة ارشيفية
إسلام محمد
تشهد المدن الإيرانية المختلفة، احتجاجات يومية ضد نظام الملالي الحاكم، فيما تتصدى عناصر الشرطة وقوات الحرس الثوري للمتظاهرين، وتشن حملات اعتقال مُستمرة بين المعارضين؛ بغية تحجيم الاحتجاجات التي تتصاعد بشكل مضطرد، لاسيما في أماكن تركّز الأقليات العرقية في المحافظات الغربية.
ومن جانبه، قال محمد عبادي، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية: إن المظاهرات اليومية في إقليم الأحواز -معقل الأقلية العربية داخل إيران- سببها الشعور بالظلم الشديد؛ حيث إن العرب هم أكثر الأقليات تعرضًا للقمع والاضطهاد هناك، مؤكدًا أنه منذ احتلال طهران للإقليم، العربي وأسر رئيسه الشيخ خزعل الكعبي عام 1925، تحاول السلطات دمج العرب في النسيج الإيراني، وتذويب هويتهم.
وأضاف «عبادي»، في تصريح لـ«المرجع»، أن الحكومة الإيرانية تمنع العرب التسمي بأسماء عربية، أو ارتداء ملابس عربية، وتعمل على توطين عناصر من الحرس الثوري، وقوات الباسيج داخل الإقليم؛ لتقليل نسبة العرب فيه.
وأوضح أن الأهالي يطلقون على السلطات اسم «الاحتلال الإيراني»، لافتًا إلى أن المعارضة الأحوازية، تشكو باستمرار من القمع والحرب على الهوية، واستنزاف موارد الإقليم، بتحويل مجرى الأنهار بعيدًا عن أراضيهم الزراعية، والتضييق عليهم بكل السبل.
وأشار إلى أن المظاهرات تشتعل من حين لآخر في الإقليم؛ بسبب محاولات قوات الأمن تهجير أحد المزارعين، والاستيلاء على أرضه، أو الاعتداء على أحد الشباب، أو اعتقال بعض السكان.
وكشف الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن النظام يخشى السماح بقيام مظاهرات صغيرة؛ مخافة أن تتزايد على غرار ما حدث في ديسمبر 2017، عندما اندلعت المظاهرات في 70 مدينة في أنحاء البلاد، وكان النظام حينها على وشك السقوط، لولا القبضة الأمنية القوية، وتماسك أجهزة الدولة.
وأكد أنه وفقًا لآليات رصد السلطات الإيرانية، فإن هناك غضبًا عارمًا؛ بسبب التدهور الاقتصادي، الذي زاد بعد رفع العقوبات الغربية، رغم أن المتوقع كان حدوث انفراجة اقتصادية، لكن الأموال التي وصلت إلى النظام أنفقت في الخارج؛ ما أسهم في تفجير الاحتجاجات.
ونوّه بأن التدخّلات الخارجية تستنزف الاقتصاد، كما أنّ هيمنة رجال الدين على السلطة والثروة، تستفز جماهير الشعب الإيراني، الذي يعاني أغلبيته من تردي الأحوال المعيشية، مُشددًا على أن الجماهير تنتظر الفرصة للقيام بثورة عارمة؛ لإزاحة هذا النظام عن سدّة الحكم.